بن عيسى الدمني |
الإسلاميون الأتراك في اختبار السلطة البلدية إنتاج فضاءات، ممارسة حكم وإدارة مجتمعات محلية - (3/3) : 191 - 2023/06/02 |
قد لا يختلف إثنان في الإقرار بأنّ ساحة الفكر السّياسي العربي والإسلامي تشكو ضمورا لافتا فيما يتعلّق بأدب المراجعات والدراسات النّقديّة. وإذا كان هذا «الزّهد» في التقييم قد فوّت على أصحابه من الفاعلين السّياسيّين والاجتماعيّين فرصا ثمينة لتدارك الأخطاء ولفتحِ آفاق أرحب للتّقدم والنّجاح؛ فإنّه، في المقابل، لم يشكّل عقبة حائلة دون إخضاع بعض التّجارب للتّحاليل والدّراسات النّقديّة من خارج فضاءاتها الخاصّة عن طريق دارسين أكاديميّين بلغات عديدة غير العربية، من بين هذه التّجارب تجربة الحركة الإسلاميّة في (تركيا). وللاستفادة من هذه الدّراسات، أصبحت الترجمة أمرا مطلوبا، وقد اخترنا ترجمة عيّنة من تلك الأعمال تتمثّل في الدّراسة التي أنجزتها، في هذا السّياق، الباحثة الفرنسيّة (إيليز ماسيكار). وتقديمها إلى القارئ في حلقات ثلاث (نظرا لطول البحث). في الحلقة الأولى (العدد السّابق)، وبعد سرد تاريخي لكيفيّة وصول الإسلاميين الأتراك إلى الهيمنة على البلديّات وكيف استفاد حزب العدالة والتنمية من تجارب حزب الرفاه، أعلنت الكاتبة عن غايتها من الدّراسة المتمثّلة في التّمكّن من توضيح مدى اتسام «حزب العدالة والتّنمية» بالصّفة الإسلاميّة من خلال المدخل المتعلّق بممارسة السّلطة، وذلك عبر دراسة مكانة الإسلام في السّياسات الحضريّة للبلديّات الإسلاميّة (الحلقة الأولى)، ثمّ القيام بدراسة ممارسات الحكم الجديدة التي وقع اعتمادها(الحلقة الثانية) ، لتنتهي إلى دراسة الائتلافات الاجتماعيّة التي استندت إليها البلديّات وما أنتجته من تشكيلات للسّلطة المحليّة (الحلقة الثالثة). |
اقرأ المزيد |
الإسلاميون الأتراك في اختبار السلطة البلدية إنتاج فضاءات، ممارسة حكم وإدارة مجتمعات محلية - (2/3) : 190 - 2023/05/05 |
قد لا يختلف إثنان في الإقرار بأنّ ساحة الفكر السّياسي العربي والإسلامي تشكو ضمورا لافتا فيما يتعلّق بأدب المراجعات والدراسات النّقديّة. وإذا كان هذا «الزّهد» في التقييم قد فوّت على أصحابه من الفاعلين السّياسيّين والاجتماعيّين فرصا ثمينة لتدارك الأخطاء ولفتحِ آفاق أرحب للتّقدم والنّجاح؛ فإنّه، في المقابل، لم يشكّل عقبة حائلة دون إخضاع بعض التّجارب للتّحاليل والدّراسات النّقديّة من خارج فضاءاتها الخاصّة عن طريق دارسين أكاديميّين بلغات عديدة غير العربية، من بين هذه التّجارب تجربة الحركة الإسلاميّة في (تركيا). وللاستفادة من هذه الدّراسات، أصبحت الترجمة أمرا مطلوبا، وقد اخترنا ترجمة عيّنة من تلك الأعمال تتمثّل في الدّراسة التي أنجزتها، في هذا السّياق، الباحثة الفرنسيّة (إيليز ماسيكار). وتقديمها إلى القارئ في حلقات ثلاث (نظرا لطول البحث). في الحلقة الأولى (العدد السّابق)، وبعد سرد تاريخي لكيفيّة وصول الإسلاميين الأتراك إلى الهيمنة على البلديّات وكيف استفاد حزب العدالة والتنمية من تجارب حزب الرفاه، أعلنت الكاتبة عن غايتها من الدّراسة المتمثّلة في التّمكّن من توضيح مدى اتسام «حزب العدالة والتّنمية» بالصّفة الإسلاميّة من خلال المدخل المتعلّق بممارسة السّلطة، وذلك عبر دراسة مكانة الإسلام في السّياسات الحضريّة للبلديّات الإسلاميّة (الحلقة الأولى)، ثمّ القيام بدراسة ممارسات الحكم الجديدة التي وقع اعتمادها(الحلقة الثانية) ، لتنتهي إلى دراسة الائتلافات الاجتماعيّة التي استندت إليها البلديّات وما أنتجته من تشكيلات للسّلطة المحليّة (الحلقة الثالثة). |
اقرأ المزيد |
الإسلاميون الأتراك في اختبار السلطة البلدية إنتاج فضاءات، ممارسة حكم وإدارة مجتمعات محلية (1/3) : 189 - 2023/04/07 |
قد لا يختلف إثنان في الإقرار بأنّ ساحة الفكر السّياسي العربي والإسلامي تشكو ضمورا لافتا فيما قد لا يختلف اثنان في الإقرار بأن مدونة الفكر السياسي العربي والإسلامي، المعاصر على وجه الخصوص، تشكو ضمورا فيما يتعلق بأدب المراجعات والدراسات النقدية. وتلك نقيصة نحسب أنها ترجع، بالدرجة الأولى، إلى كون الفاعلين الميدانيين من أصحاب المشاريع السياسية، ومسؤولي التيارات والتشكيلات الحزبية، والقائمين على عدد غير قليل من تجارب ممارسة الحكم أو معارضة السلطات القائمة، مُقِلّين جميعا في بذل أقساط من الجهد لإنجاز نقد ذاتي منتظِم لا تخفى أهميته، من ناحية أخرى، في تعهد مشاريعهم الاستراتيجية (إن وُجدت) بالتحيين والتجديد، وإسعاف تجاربهم الميدانية بالتصحيح والتسديد. من المؤكد أن ذلك الإقلال في التقييم قد فوّت على أصحابه من الفاعلين السياسيين والاجتماعيين فرصا ثمينة لتدارك أخطائهم فور حدوثها، وفتحِ آفاق أرحب لأداء أفضل. لكنه، في المقابل، لم يكن حائلا دون إخضاع أوضاعٍ، وتجارب، وحالات سياسية كثيرة، للتحاليل والدراسات النقدية من خارج فضاءاتها الخاصة. هذا ما كرسه عمليا دارسون أكاديميون كُثرٌ متخصصون في مختلف حقول المعرفة، وبخاصة الاجتماعية والسياسية. هؤلاء الدارسون لم يَألوا جهدا في استخدام مناهج وأدوات البحث العلمي لتقصي ظواهر مرتبطة بتجارب محددة في التغيير والإصلاح السياسي والاجتماعي جديرة بالاهتمام في العالم العربي والإسلامي؛ منها تجربة الحركة الإسلامية في (تركيا). في هذا السياق، اخترنا ترجمةَ عينةٍ شاهدة على ذلك العمل العلمي، جسدتها دراسة أنجزتها الباحثة الفرنسية (إيليز ماسيكار) (1)، عن تلك التجربة تحديدا، في خطواتها السياسية الأولى (الممتدة بين 1973 وموفي 2008 تاريخ كتابة هذه الدراسة) المتعلقة بالمشاركة في السلطة المحلية. ما يثير الاستغراب حقا أن الاهتمام البحثي بتجربة الحركة الإسلامية، ذات المواصفات المتفردة، في (تركيا) لا يجد من العناية لدى الدارسين العرب، وحتى الإسلاميين منهم، ما يجده لدى غيرهم من الدارسين في العالم؛ رغم ما يربط الشعبين العربي والتركي، موضوعيا، من علاقات تاريخية وحضارية عريقة، وما يواجهه الوطنان، تبعا لذلك، من تحديات متشابهة ومصائر مشتركة. هذا التفاوت في الاهتمام البحثي يمكن ملاحظته جليا بمعاينة الفوارق الكبيرة في أحجام الكتابات المنشورة عربيا من جهة وعالميا من جهة أخرى، وفي عدد مراكز الدراسات أو وحداتٍ البحث المتخصصة في الدراسات العثمانية، الناشطة في الجامعات هنا وهناك. وتلك ظاهرة تجعل عمل الترجمة، في نظرنا، مطلبا متأكدا لتحقيق إفادة أشمل من الأعمال العلمية الجادة المنجَزة بلغات عديدة حول هذا الموضوع تحديدا، وحول قضايا جيوـ ستراتيجية أعم تهم العالم العربي والإسلامي (المترجم/ بن عيسى الدمني) |
اقرأ المزيد |