يقدم هذا الكتاب بين يدي القارئ العربي بحثا صريحا لا نفاق فيه حول طبيعة الإنسان وتأثرها بطائفة من المفكّرين الأفلاطونيّين الذين لهم أسلوب في التّفكير يحاكي أسلوب الواعظين، لأنّهم يكثرون من الوعظ اعتقادا منهم بأنّهم يستطيعون بذلك تغيير سلوك الإنسان وتحسين أخلاقه. إنّهم دأبوا على هذا من مئات السّنين، والنّاس أثناء ذلك منهمكون في أعمالهم التي اعتادوا عليها ولا يتأثّرون بالموعظة إلا حين تُلقى عليهم، فنرى الواعظين يتباكون في مجلس الوعظ ، ثمّ يخرجون منه كما دخلوا لئاما .
ولقد جرى مفكّرونا اليوم على أسلوب أسلافهم القدماء، لا فرق في ذلك بين من تثقّف منهم ثقافة حديثه أو قديمة، كلّهم تقريبا يحاولون أن يغيّروا بالكلام طبيعة الإنسان .
|