| برزت مناقشات ومواقف مختلفة في الفترات الأخيرة بشأن المفاضلة بين بناء المواطن لمسكنه أو الاستعاضة عنه بالإيجار. فلكلّ من الموقفين مزاياه وعيوبه. فاقتناء المسكن قد يكلّف كثيرا في الظّروف الاقتصاديّة الرّاهنة، بدءا من اختيار الموقع وشراء الشّقّة أو قطعة الأرض التي سيبني عليها المسكن، وانتهاء بأسعار مواد البناء التي ما انفكت تتطاير فضلا عن كلفة الأيدي العاملة التي تناطح السّحاب، والنّفقات الإداريّة والضّرائب التي تفرض وجودها أينما حللت. وفوق كلّ ذلك يصعب العثور على الأماكن المناسبة داخل المدن أو ضواحيها القريبة، نظرا لقلّتها وارتفاع أسعارها. أمّا البحث عنها خارج هذه الأماكن فقد يكلّف صاحب المشروع، نفقات إضافيّة للنّقل سواء أكانت بوسائطه الخاصّة أو النّقل العمومي، وكلاهما شاقّ في ظروف اكتظت فيها الطّرق بمختلف وسائل النّقل وبالضّغط البشري الهائل. وبالرّغم من كلّ هذه القيود تبقى للمسكن الخاصّ مزاياه الجمّة لما يوفّره من متعة التّمتّع بالحرّية وراحة البال والبعد عن الضّوضاء. وتملّك المسكن في النّهاية عبارة عن كنز ثمين يدّخره المرء سندا لبنيه ولفترة تقاعده التي تضمحل معها المداخيل.
|
