محمد ابراهمي |
أثر اللّغة في دلالة المعاني واختلاف الأحكام اللّغة أداة إدراك الأحكام (2-2) : 170 - 2021/09/03 |
نزل القرآن الكريم بلسان عربيّ مبين. واتصف قوله ﷺ بالفصاحة والبلاغة والبيان، لذا ففهم القرآن والحديث، واستنباط معانيهما، والأحكام والدّلالات الواردة فيهما، يتطلّب العلم بلسان العرب وأسلوبه في البناء والتّعبير، والإطلاع على اصطلاحهم في مفرداتهم وعباراتهم، وأساليب خطابهم واستدلالهم. فاللّغة العربيّة تتميز بقدرتها على الجمع، والتّمييز، والبسط، والتّوليد للمعاني والدّلالات، وكذا بقدرتها على التَّكَيُف مع السّياقات، والجمع للمعاني المتعدّدة وللحكم والعبر المختلفة في ذات المصطلحات، وللمصطحات المتعدّدة الدّالة على نفس المعنى والمفيدة لنفس الدّلالة، ما جعل العلماء يعتبرون العلم بها ركنا أساسيّا في استنباط أحكام الشّريعة، وشرطا ضروريّا لفهم دلالات الآيات والأحاديث النّبويّة. وتحاول هذه المقالة (4) الوقوف عند بعض مميزات اللّغة العربيّة وخصائص تعابيرها، وتراكيبها في الفهم والاستنباط للدّلالات، وما يترتّب عليها من أحكام شرعيّة ضابطة لتصوّرات الإنسان وسلوكه وتصرّفه في علاقاته بخالقه، ونفسه، ومحيطه، بما يؤكّد أنّه بالإضافة إلى أنّها أداة تواصليّة، فإنّ اللّغة العربيّة أداة فهم واستنباط للأحكام الشّرعية. وقد بيّنا في الجزء الأول من المقال كيف أنّها أداة لإدراك الأحكام وسنختم في هذا الجزء بتبيان كيف أنّ لهذه اللّغة حظّا في اختلاف العلماء في استنباط تلك الأحكام. |
اقرأ المزيد |
أثر اللّغة في دلالة المعاني واختلاف الأحكام اللّغة أداة إدراك الأحكام (1-2) : 169 - 2021/08/06 |
نزل القرآن الكريم بلسان عربيّ مبين لقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾، وقوله تعالى: ﴿لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ﴾. واتصف قوله ﷺ بالفصاحة والبلاغة والبيان، ووُصف ﷺ بأنّه أوتي جوامع الكلم. لذا ففهم القرآن والحديث، واستنباط معانيهما، والأحكام والدّلالات الواردة فيهما، يتطلّب العلم بلسان العرب وأسلوبه في البناء والتّعبير، والإطلاع على اصطلاحهم في مفرداتهم وعباراتهم، وأساليب خطابهم واستدلالهم، خاصّة وأنّ العرب « فيما فطرت عليه من لسانها تخاطب بالعام يراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام في وجه والخاصّ في وجه، وبالعام يراد به الخاصّ، وبالظّاهر يراد به غير الظّاهر، وكلّ ذلك يعرف من أوّل الكلام أو وسطه أو آخره، وتتكلّم بالكلام ينبئ أوّله عن آخره، أو آخره عن أوله، وتتكلّم بالشّيء يعرف بالمعنى كما يعرف بالإشارة، وتسمّي الشّيء الواحد بأسماء كثيرة والأشياء الكثيرة باسم واحد» |
اقرأ المزيد |
قيم التفاعل والتواصل الإعلامي : 122 - 2017/08/31 |
جاء في تعريف الإعلام أنّه التّبليغ والإبلاغ أي الإيصال، ومنه يقال: بلغت القوم بلاغا أي أوصلتهم الشّيء المطلوب، والبلاغ ما بلغك أي وصلك، وفي الحديث: «بلّغوا عنّي ولو آية»، أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين، وأيضا: «فليبلّغ الشّاهد الغائب» أي فليعلم الشّاهد الغائب، فالإعلام لا يقتصر على مجرّد الإخبار، بل يتقارب مع معنى الدّعوة ، فالدّعوة لغة النّداء والإعلام والإبلاغ. والدّاعية : هو كلّ من يدعو النّاس إلى قيم الخير والصّلاح، مادّته الكلمة، ومضمونها فكرة، قال الله تعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ»(1). |
اقرأ المزيد |
الصلاة وأثرها في عمارة الأرض : 114 - 2017/01/05 |
إذا كانت الصلاة في ظاهرها عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، تبتدئ بتكبيرة الإحرام، وتنتهي بالسلام، فهي في حقيقتها صلة بين العبد وخالقه، يناجي فيها ربّه، ويسأله فيها وبها حاجته، يصل الرّوح ببارئها، والنّفس بخالقها، ويرتقي في مراتب التّكريم في ضيافة الرّحمان الكريم. |
اقرأ المزيد |
الشباب ومنهج الوسطية والاعتدال : 111 - 2016/10/06 |
الحديث عن الشّباب والوسطيّة حديث عن فئة، وقضيّة، وعلاقة بينهما، يتطلّب كلّ شقّ في هذا المركب كتابات ودراسات متنوّعة من حيث المنهج والمقاربة، وقد أبدع العديد في إبراز معالم الفكر الوسطي في الإسلام، وأسّسه ومظاهره في العقيدة والعبادة والتّشريع والأخلاق... وتحدّث الكثير من الدّارسين عن الشّباب، ففصّلوا في مفهومه وماهيته ودلالاته، وفي التّحديات التي تواجهه وتعترض تشكّل قيمه ونموذجه الفكري والسّلوكي في الحياة، ولعلّ الموضوع المتناول بالكتابة موضوع جمع بين القضيتين في ظرفيّة ولحظة تاريخيّة تستدعي الحديث عن الموضوع، بمقاربة تجمع بين فئة الشّباب وقيمة الوسطيّة والاعتدال في الفكر والتّصور والممارسة، خاصّة أمام تواتر العديد من الفتن والأحداث التي تشوّش على الرّؤية، وتساهم في وقوع الانحراف في اتجاهيه، بشكل يجعل خطّ الاعتدال صعب المنال، ونهج الوسطيّة بعيدا عن الامتثال، ويأتي الحديث في الموضوع للمساهمة في ترسيخ هذا المفهوم والنّهج، خاصّة في فئة الشّباب، الأكثر عرضة للانحراف، لأسباب نفسيّة واجتماعيّة وثقافيّة، وللمرحلة العمريّة الحسّاسة التي تمرّ منها وتعيشها. |
اقرأ المزيد |