بسّام العقربي |
الثورة والفساد، من المسؤول؟ : 162 - 2020/12/31 |
لم تكن ثورة 17 ديسمبر 2010 سوى نتاج لحالة من التّدهور الإقتصادي والاجتماعي بالدّرجة الأولى، زادها الإستبداد السّياسي تعفّنا ودفع بها نحو الإنفجار، وكانت سيدي بوزيد تلك النّواة الأولى للإنفجار الاجتماعي العظيم، سبقتها قبل ذلك أحداث كانت بمثابة صافرة الإنذار، وأهمّها أحداث بنقردان في الجنوب الشّرقي سنة 2010، وحراك الحوض المنجمي سنة 2008. لم تكن الرّديف وبنقردان حالتين منعزلتين، بل المجتمع التّونسي عموما حينها سيطرت عليه حالة من التّشاؤم واليأس ممزوجة بالغضب أحيانا، ترجمها بالخصوص الشّارع وخاصّة الجماهير الرّياضيّة داخل الملاعب وإتحادات الطّلبة داخل أسوار الجامعات، وهنا يمكن التّذكير بتحرّكات طلبة جامعة صفاقس المساندة لتحرّكات الحوض المنجمي، وتحركات جامعات سوسة وصفاقس سنة 2005 احتجاجا على مشاركة الوفد الصّهيوني في قمّة المعلومات... إلخ. كما ترجمتها بعض الظّواهر الاجتماعيّة الانهزاميّة كالتّسرّب الدّراسي، وعزوف المراهقين خاصّة عن الدّراسة وهروبهم منها سيّما في التّعليم الأساسي والثّانوي أي بين سنّ 13 و20 سنة تقريبا. كما ازدهرت الجريمة والسّرقة والانحراف وترويج واستهلاك المخدّرات ونحوها. كلّ تلك الظّواهر الاجتماعيّة كان سببها عجز النّظام حينها عن حلّ مشاكل الشّريحة الأكبر في البلاد وهي الشّباب حيث وصلت نسب البطالة عنده حوالي 14 % حسب المعهد الوطني للإحصاء سنة 2010. |
اقرأ المزيد |
ويل للنخب من شر قد اقترب : 126 - 2018/01/04 |
استفاق العالم عامّة والعالم العربي خاصّة ذات 17 ديسمبر 2010 على خبر شابّ تونسي يحرق نفسه احتجاجا على الأوضاع الاجتماعيّة التي يعيشها. تطوّر المشهد من مجرّد احتجاجات مطالبة بالكرامة والتّشغيل إلى المطالبة بإصلاح سياسي جذري وبإسقاط النّظام الشّمولي الحاكم، وفعلا تمّ إسقاط النّظام الحاكم بتونس يوم 14 جانفي 2011 لتضرب الاحتجاجات بقيّة الدّول العربيّة كمصر وليبيا واليمن وسوريا. تلك الثّورات التي أسقطت مجموعة من الأنظمة أصطلح على تسميتها بالرّبيع العربي كان الهدف منها حسب الشّعوب إسقاط الأنظمة الاستبداديّة وتحسّس الخطى نحو إصلاح سياسي واجتماعي شامل كان فيما مضى متّسم بالفقر والهشاشة وتفشّي البطالة وتردّي الأوضاع المعيشيّة... |
اقرأ المزيد |
البطالة و الثورة: إنفراج أم تأزم؟ : 111 - 2016/10/06 |
عرفت البلاد التونسية بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 حراكا شعبيّا اختلف الباحثون حول تسميته، فمنهم من ذهب إلى تسميته «بالثّورة التّونسية» ومنهم من نعته «بثورة الياسمين» ومنهم من أسماه «الانتفاضة التونسية» وغيرها من التسميات. لكنّ الثّابت أنّ السّبب المباشر لهذا الحراك هي البطالة والفقر والتّهميش الذي نال من الشّباب خاصّة الشّريحة العمريّة 20-40 سنة في ظلّ عجز الدّولة عن إيجاد الحلول الكفيلة للخروج من الأزمة، فازداد الفساد الاقتصادي وظهرت الطّبقية والفوارق الاجتماعيــة وغلاء المعيشة وانتشر الفقر خاصّــة في دواخــل البــلاد أين وصلت معدّلات البطالــة إلى مستويات قياسيّة. ففي ولاية «الكاف» مثلا بلغت نسبة البطالــة 21.9 % وفي الحوض المنجمي 21.1 % و«جندوبة» 20.2 % سنة 2004. |
اقرأ المزيد |
النهضة وحكومة الصيد: إنتعاشة أم إنتحار في السياسة : 76 - 2015/02/20 |
لا طال ما طرح مشاركة النّهضة في حكومة «الحبيب الصيد» بوزير يتيم جدلا كبيرا في الأوساط السّياسية التّونسية عامّة أو حتى داخل حزب حركة النّهضة نفس لخاصة بعد ما راج حول إستقالة أبرز الوجوه السياسية التاريخيّة و القياديّة للحركة وهو «عبد الحميد الجلاصي». فمنذ بدأ «الحبيب الصيد» بتشكيل الحكومة أسرعت النهضة عن طريق مجلس الشّورى بإصدار بيان تُعرب فيه عن مشاركتها في الحكومة إذا عُرض عليها ذلك، إلاّ أنّ «الحبيب الصيد» وبعد مشاوراته لم يصل إلى اتّفاق مع حركة النهضة وبعض الأحزاب الأخرى كآفاق تونس والجبهة الشعبية، فيما أعلنت النّهضة بعد ذلك عدم منح ثقتها لتلك الحكومة وانضمت إليها بقيت الأحزاب المقصية من تشكيلتها، فسارع هذا الأخير للتشكيلة الإحتياطيّة والتي أعطى فيها النّهضة وزارة واحدة وثلاث كُتاب دولة، فأمن الصّيد ومن ورائه نداء تونس مكر النّهضة في البرلمان وصحّ بذلك المثل الشّعبي القائل «أكرم الفم تستحي العين» وقد نجح رئيس الحكومة وحلفاؤه في ذلك أيّما نجاح.إلاّ أنّ الوزارة المُسندة لزياد العذاري ليست ككلّ الوزارت، فهي الوزارة التي جعلت ثوار 14 جانفي 2011 يهتفون «التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق» ولا أستغرب أنّ الصّيد عرض أمانة هذه الوزارة على عدد من الأحزاب فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها «العذاري» إنّه كان ظلوما جهولا |
اقرأ المزيد |
البطالة في تونس و أفاق مواجهتها (ولاية صفاقس كمثال) : العدد 22 - 2013/01/25 |
تعتبر البطالـــة في تونس من أهم عوائق المسيــــرة التنمويـــة حيث مثل هذا الموضوع مشكلا أرق الساسة منذ السنوات الأولى للاستقلال إلى اليــــوم. فالتجــــارب التنمويـــة الأولى مع الليبرالية ثــــم التعاضــــد (1962 – 1969) ثـــــم العــــودة إلــــى الليبرالية بمختلف منعطفاتها من السبعينات إلى اليوم لم تتمكن من حل مشكل البطالة خاصة بعد تشجيع الدولة التونسية على العلم والتعلم، فتحســـن بذلك المستــــوى التعليمـي عند التونسي، لكن ذلك خلف ما يسمى "ببطالة أصحاب الشهائد العليا" أو "بطالـــة الكفـــاءات" و البالغ عددهم فــــي مــــــاي 2012 حوالـــــي 175.000 عاطــــل بنسبة 26.9 % حسب المعهد الوطني للإحصاء. |
اقرأ المزيد |