يتساءل الكثير من المهتمّين بالشّأن التّربوي عن المؤسّسة التعليميّة،وعن مدى تحقيقها لأهدافها، في ظلّ انطباع سائد عند الرّأي العام يؤكّد على تراجع مردود النّظام التّعليمي التّونسي،وتدنّي مستوى مخرجات المؤسّسة التّعليميّة.
لذلك تقتضي الموضوعيّة التّقويم لمختلف جوانب المنظومة التعليمية، من المحتوى المعرفي والطرق البيداغوجية والامتحانات وإصلاح البنية التحتيّة للمؤسّسات التعليميّة، كذلك يجب مراجعة السيّاسة التنظيميّة والتسييريّة، وتشخيص الوضع التربوي،تشخيصا علميّا رصينا ، يبتعد عن الأحكام المسبقة ،ويخلص الإصلاح التربوي من الاستقطاب الإيديولوجي والقراءات ضيّقة الأفق.
لقد غدت المسألة التربويّة تشكّل اليوم في كل المجتمعات ثقل، وما تثيره من تساؤلات وهموم وانشغلات متعدّدة الأبعاد، هو تأكيد على أهميتها، وتصدّر الاهتمام بالمسألة التربويّة على مستوى دولي، لأنّها دعامة أساسيّة لكلّ تنميــة في المجتمــع (1). كما أنّ الجهاز التّربـــوي هو أكثر الأجهزة هيمنة وتأثيرا على مصير الأفراد (2) .
من ثمّة أصبح مؤكّدا اليوم أنّ التّربية في المستقبل أمر أساسي، لذلك ينبغي علينا أن نؤمن بأهميّة الإصلاح التّربوي وضرورته، رغم ما بيّنته الدّراسات العديدة التّي اهتمّت بمقاربة المؤسّسة التعليميّة وأوضاع التّربية أنّ هذه المؤسّسة قد أصبحت «مؤسّسة متدهورة مأزومة، ومتخلّفة على أكثر من صعيد، الأمر الذّي يجعل إصلاحها عمليّة بالغة الصّعوبة والتّعقيد» (3) ، لكن السّؤال الهام هو:
ما ينبغي علينا أن نصلح في المنظومة التعليميّة ؟
|