ركن الشعراء

بقلم
د.خالد بنات
حلم مرتعش
 أه  يا  أنهر الألم ...
كيف عاص 
خط سيرك
ذاك المجرى 
رغم العصيان...
مقصده  البحر
و أجسادنا ...
تتلحّف غطائها
تدفيه غمر أنفاسنا
و زمهرير اللّيل 
يجمّد  الحلم
يثرده حليتا
يحلب جليد الطرق 
ويقشعر الأقدام
والحلم  يرتعش 
و أحاسيس مقززة
تهركل ...
عضلات الكلمات 
و الحروف ترسم الحلم
وتمزج ألوانه  بوفرة
فلا سلام  منظور،
لا أطراف أحاديث
تتصاعد من ريق بليغ
لا خطاب دافيئ
بشفير  وريد
و لا مشهد 
لغيبوبة مكتملة
و لا إعلان عن
ضيق وقع الخيال
أضيع في حلم  مدمر
كما دفئ المكان
و صرصر يتسلل
همسا تحت الغطاء
مؤنس بإنفجار 
آذان الصباح
و المأذن لا ينسجم
كالعادة بروحانية
نداء الصلاة
تهتز أطرافه
خشية الهاون الغشيم
وتتقطع مع المصلين
صحبة القمر بسكرات 
الموت الخصيبة
و الحلم  يتابع
الظلام مما تغزل
المكفرات
والهلال الخصيب
يستلّ درع  المدى
يسلّم لعهد الحلم عاريا 
من طحالب النجوى
رفرفت أشفار 
رموش سومر من الهلع
و بابل أذنت 
خيولها الغياب
وقمر حلب أبق
عن  زفافها كل الفصول
وخيول دمشق 
أنهكتها الرماح
بمفازات الحلم
وريح بيروت تنتظر 
رقصتها الأخيرة
والهلال أقحل
ينذر بإنفلات المستقبل
وتنحت جداريته
الضلالية
والقدس  تحتفظ 
بقدر ولائم العوز
تهيئ ولائمها الأخيرة
و فلسطين وحيدة
تسرج إنتفاضتها الثالثة
و بوصلة العرب
تبحث عن  قدسها
صوب بلاد فارس
و الحلم يخزن في
علب الظلام