تجلّيات

بقلم
الحبيب المعلول
اقرأ باسم ربّك الذي خلق

 لا شكّ أنّ حدث نزول الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد مثّل حدثا مضيئا في حياة الإنسانية التي اختارها الله عز وجل دون سائر خلقه للخلافة في الأرض، فلا بدّ إذن من الحديث عن حقيقة هذا الحدث، واستخلاص بعض العبر منه. وعليه فإن العناصر التي يقتضيها موضوع مقالنا يتناول العناصر الآتية: 

أوّلا:شرح عنوان المقال واستعراض أبعاده.
ثانيا:كشف مدلول القراءة وبيان أهمّيتها.
ثالثا:بيان ملامح القراءة المرجوّة.
شرح عنوان المقال واستعراض أبعاده 
بخصوص العنصر الأول، فان عبارة «اقرأ باسم ربك الذي خلق» هي في الأصل الآيـــة الأولـــى من أوّل خطاب الهـــي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلــم، والذي يضمّ خمس آيات، أي من أول سورة العلق إلى قوله تعالـــى: «ما لم يعلـــم».وسميت السورة المشتملة لهذا الخطاب بسورة «العلق» في كلّ المصاحف وأغلب التفاسيـــر، وعنون الإمام البخـــاري هذه السورة بعبـــارة «اقرأ بسم ربك الذي خلق» وذكر العلامة التونسي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور –رحمه الله- أن هذه السورة قد اشتهرت في عهد الصحابة والتابعين باسم سورة «اقرأ باسم ربـــك».وتحتوي هذه السورة الكريمة تسع عشرة آية، وهي أول سورة نزلت في القـــرآن، وكان نزول الآيات الخمسة الأولى منها على النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء بمكة المكرمة ليلة سبعــــة عشـــرة من رمضـــان، من سنــــة أربعين بعد الفيـــل أي سنة610 ميلادي.                                                                  
تشمل عبارة «اقرأ باسم ربك الذي خلق» لفظ «اقرأ» وهو أمر بفعل القراءة، كما نجد فيها ارتباط هذا الأمر باسم الله الذي تم التعبير عنه بصفة الرّب مع إضافة ضمير النّبي إليها. إن لفظ «اقرأ» أمر بالقراءة كلّف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتضمّن تلاوة ما سيملى عليه في المستقبل القريب أي ساعة انفصال ملك الوحي عنه، وتحقق حفظه له، والوعي به، وهذا ما تحقّق فعلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواء في هذا الخطاب الإلهي الأول أو فيما تلاه من قرآن نزل عليه .                        
وتؤكد هذا الأمر الأخبار  الصحيحة المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك ما أورده الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الحارث بن هشام رضي الله عنه حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم، كيف يأتيك الوحـــي؟ فأجابه قائلا: «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشـــدّه عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال. وأحيانا يتمثّل لي الملك رجلا فيكلّمني فأعي ما يقول». قالت عائشة: «ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، وانّ جبينه ليتفصد عرقا» ووجه الاستدلال بهذا الأثر النبوي الشريف على أن القراءة التي كلّف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تشمل حفظ وفهم واستيعاب ما يملى عليه من وحي، كلمة «الوعي» التي تكرّر ذكرها مرتين، في الأولى «وقد وعيت عنه ما قال» وفي الثانية «فأعي ما يقول»، وهذا يؤكد أن القراءة لا تقتصر على ترديد ما يحفظ أو يكتب، بل لا بدّ فيها من الوعي أي من الفهم والحفظ والاستيعاب لمقاصدها.
وبخصوص ارتباط القراءة بالله تعالى، فيفسّر بثلاثة وجوه:الوجه الأوّل، يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «باسم الله» مستعينا بها حين تلقى خطاب الوحي، ومن خلال ذلك نستنتج أن على الإنسان أن يستعين بربه في حياته ومختلف شؤونه لأنه تعالى هو مصدر العلم والمعرفة، وهو أيضا سند المؤمن في الشدائد والأزمات. والوجه الثاني:يقتضي أن الرســـول صلى الله عليه وسلم عند تلقيه خطاب الوحي قد صاحبـــه الفهم والملاحظة لجلال الله، ممّا يرفع درجة المعرفة واليقين في نفسه، وهذا لعمــري ما يحققه النظر الصحيح القائم على التأمل والتفكير المستنير من تقوية للإيمان وازديـــاد للتقوى، وممّا يؤكد أيضـــا علاقة الإيمـــان والتقوى بالعلم قوله تعالى «فاعلم أنه لا اله إلا الله»(1) وقوله أيضا «إنما يخشى الله من عباده العلماء»(2) 
أما الوجه الثالث: فقد فسرت الباء في «اقرأ باسم ربك» أنها بمعنى «على» كقوله تعالى: «من إن تأمنه بقنطار»(3) أي على قنطار، فيصبح المعنى اقرأ على اسم ربك أي على إذنه، مما يرسّخ الوعي لدى النبي صلى الله عليه وسلم أن ملك الوحي قد جاءه على أسم ربه أي مرسلا من الله تعالى، وبذلك يتحقق اليقين لدى النبي صلى الله عليه وسلم أن العرفان الذي يجده في نفسه ليس من ذاته، ولا هو من جبرائيل، وإنما من الله تعالى. 
والقرآن الكريم قد أكد هذه الحقيقة للناس حينما ذكّرهم بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة من قبل نزول هذا القرآن، فقد كان أمّيا. فلو كان يقرأ ويكتب لكان مبرّر الكفار مقبولا  ليشكّوا في القرآن ويقولوا لعلّه التقطه من كتب الأوائل ونسبه إلى الله. قال تعالى في سياق هذا التأكيد على أنّ القرآن مصدره الخالق لا المخلوق ولوكان هذا المخلوق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله جل من قائل: «وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون»(4). وإنّه إذا كان القرآن وضعا إلهيا، لأنّه في حقيقته كلام ربنا النفسي الأزلي، فإنّ جميع المعارف التي يكتسبها الإنسان في حياته يعود مصدرها إلى الخالق لأنّه هو الذي علّم الإنسان الأوّل-آدم عليه السلام- مسمّيات الأشياء، وهي المعرفة القبلية والأساسية لكلّ معرفة، وهذا وارد في قوله تعالى: «وعلّم آدم الأسماء كلّها»(5). كما أنّ الله تعالى هو الذي أقدر الإنسان على التّطوّر والنّمو في علمه وفعله بالصفات والمميّزات التي ركّبها فيه. وعلى أساس هذا يعتقد المؤمن أنّ ما يتمتّع به الإنسان من قدرات ومواهب فإنّ الفضل فيها يعود إلى الله تعالى الذي هو مصدر جميع النعم. قال تعالى مؤكدا هذا المعنى: «وما بكم من نعمة فمن الله»(6)  
ماذا تعني القراءة وما هي أهميّتها ؟
القراءة لغة هي النطق بالمكتوب أو المحفوظ عن ظهر قلب، كما تعني التّلاوة التي هي نطق بالكلام على صفة مخصوصة، كما تعني إلقاء النظر على المكتوب ومطالعته. ومن الوسائل المعتمدة في القراءة نذكر الأخذ عن الغير بالمراجعة والمطالعة، وطريقهما الكتابة والرسالة وقراءة الكتب. ومن وسائل القراءة أيضا المقابلة المباشرة مثل التلقي من الأفواه بالدرس والإملاء.
وفي عصرنا الراهن الذي يعبر عنه بمجتمع ما بعد الصناعي أي مجتمع المعلومات وهو الذي ازدادت فيه تكنولوجيا المعلومات نتيجة تحوّل الاقتصاد إلى العالمية، فقد تطوّرت فيه وسائل القراءة لتصبح الوسائل أهم من الرسائل، ونعني بالوسائل:وسائل الاتصال الحديث خاصـــة «الإنترنت». وتتشابه الإنترنت في كثير من النواحي مع غيرها من وسائل الاتصال التي سبقتها في الظهور ولكنها تتميز عليها جميعـــا في استخداماتهــا الواسعــة المتنوعة وقدرتها على أن تؤدي في وقت واحد عددا من العمليــات تعجز عن القيام به أي من الوسائل الأخـــرى. فالإنترنت واسطة للاتصال الفردي والجماهيري وأداة لنشر النصـــوص والكتابات وطباعـــة ما يتم نشره على الشاشة، وجهاز لمشاهدة الفيديو وسماع الراديــــو وإرسال الرسائل الالكترونية واستقبالها لحظة إرسالها. إن الإنترنت تقوم بكل الخدمات البريدية والتليفونية والبرقية والفاكسية، فضلا عن إمكان الاعتماد عليها في إجراء الحوارات المباشرة مع  عدد من الأطراف المتباعدين في المكان والحصول على أدق المعلومات وأكثرها تنوعا في مختلف أنحاء العالم وحفظها والعودة إليها وقت الحاجة. وهذه كلها ميزات لا تتوافر لغيرها من وسائل اتصال عرفتها البشرية خلال تاريخها الطويل.
بعد توضيح مدلول القراءة ووسائلها قديما وحديثا، فإن السياق يقتضي إبراز أهميتها.
تتجلى أهمية القراءة في أنها ضرورة شرعية كما هي ضرورة تعليمية وتربوية، وهي كذلك ضرورة حضارية.
القراءة ضرورة شرعية، ومما يؤكد ذلك أنّ أول أمر توجه الخالق به إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو «اقرأ». وهذا الأمر لا يخصّ النبي فقط بل يشمل كل المكلّفين لأنّ طلب العلم فريضة. والقراءة طريق إليه، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وعليه فالقراءة من الأفعال الواجبة التي يثاب المكلف على فعلها ويأثم على تركها، وهي بهذا ضرورة شرعية.
وهي أيضا ضرورة تعليمية وتربوية، لأنّه لا غنى لمن أراد تعليم الناس وتربيتهم من المطالعة. يقول أحد روّاد نهضتنا الأدبية والثقافية في بلادنا-الأستاذ محمد الحليـــوي رحمة الله عليه- في محاضـــرة ألقاها على المعلمين بمدينة القيروان: «إن المطالعة بالنسبة للمعلمين شيء أكيد وحيوي لأن المعلم الــــذي لا يقرأ ولا يطّلع على سير الأفكار في العالم خطر على الناشئــــة. إنـــه رجل يحسب أن كل المعرفة والعلم فـــي الشهــــادة التي حصل عليها. إنه رجـــل يحسب أن الذي ظفر بالترسيم فـــي سجــــل المعلميـــن آن له أن يستريح من عناء الدرس والتحصيل..وآن له أن يترك الكتابــــة ويطوي الكتب. فهل أخطر من هذه العقلية على الناشئة؟! رجل يتطور العالم من حوله وتستجدّ معارف، وتتصارع مبادئ وآراء، وتتقدم علوم وفنون، وتستبدل طرق عقيمة بالية بطــرق جديدة ومناهج فاشلة بأخرى ناجحة، وتبحث مشاكل يتوقف علـــى حلها مستقبل أجيـــال، وهو لا يشعر بالحاجة إلى مجاراة التيار ومحاذاة الركب السائـــر. رجل يوكل إليه أمر أجيـــال من شباب الوطن ليفتح فكرهم للمعرفة وبصرهم للنور وليس له إلا النزر القليل من المعارف المتناقص على كرّ الليالي والأيام»(7).
والذي يبرز من خلال ما تقدم أن المعلم والمربي الذي لا يقرأ لا يمكنه أن يؤدي وظيفته على الوجه المرضي، كما لا يمكنه أن يكون متميزا في مجال اختصاصه. ويقاس على المعلم كل من له وظيفة اجتماعية، إذ لا بدّ له من القراءة التي تكسبه العلم الذي يرفع من مستوى أدائه لدوره في الحياة. فالقراءة بالنسبة لعقل الإنسان كالرياضة بالنسبة لجسمه. ولقد أحسن من قال أن القراءة تصنع الإنسان المتكامل، وأنّ الشخص الذي لا يقرأ لا يكون في درجة أعلى من الإنسان الذي لا يعرف القراءة.
القراءة كذلك ضرورة حضارية لأن الإبداع الذي به تتقدم المجتمعات وتتطوّر يقتضي القراءة الواسعة. يقول الباحث التونسي الدكتور حمادي العبيدي في هذا السياق: «إن الإبداع يتطلب سعة الإطلاع والقراءات المتنوّعة...إن العديد من المشاهير لا تعود شهرتهم إلى الشهادات الجامعية العالية وإنما يعود إلى جهودهم في الدراسة والإطلاع ...وإذا كان الإبداع يتطلب سعة الإطلاع والقراءات المتنوعة، فإنه يتطلب وفرة الإنتاج في المجال الذي تخصص فيه، فالكم الوافر لابد منه...حتى قال بعضهم «لا إبداع بغير جهد متواصل في الإنتاج» وقد قيل عن بعض العلماء المكتشفين إنه كان ينجز أكثر من مائتي بحث في مجال اختصاصه سنويا، وكان آخر ينجز بحثا كل ثلاثة أسابيع» (8)
ما يستنتج مما قاله هذا الباحث التونسي أنّه لا إنتاج بلا قراءة، ولا إبداع بغير جهد متواصل في الإنتاج.
بعد هذا الحديث عن أهمية القراءة وعن علاقتها بالإنتاج والإبداع، فحري بنا أن نقيّم وضعنا الراهن. بعبارة أخرى:هل نحن كتونسيين وعرب ومسلمين ممن يقبل على القراءة والإنتاج والإبداع أم لا نزال دون مستوى إسلامنا –دين القراءة-ودون مستوى عصرنا-عصر القراءة والمعلومات-؟
إن الجواب عن هذا السؤال ينطـــق به الواقـــع والإحصائيــــات. ففي إحصائية صدرت عن منظمـــة اليونسكو مؤخرا تظهر أزمة القراءة في العالم العربي وينكشف حجم الهوة التي تفصل عالمنــــا العربـــي «250مليون نسمة و6759 إصدارا في السنـــة» وبين بلاد مثل إسبانيــــا «39مليون نسمة و41816 إصدارا» ويفســـر مدير مجلة العربي الذي أورد هذا الخبــــر بقوله: «من الواضــح أن العلّة تعود ليس فقط للأمية الأبجدية وإنمــــا أيضا للأميـــة الثقافية والعزوف عن القراءة. فالوطن العربي الـــذي يزيد تعداده عن ستة أمثال تعداد إسبانيا يصدر كتبا لا تتجاوز سدس ما تصدره اسبانيــــا. وتتضح صورة مأساة عالمنا العربــــي أكثر عندما نعرف أن معظم الكتب المؤلفة والمترجمة هي في مجالات السياســـة ثم الديــن والأدب والتاريخ والنقــــد. أما العلوم والتكنولوجيا فإنها مِؤجلة حتى نستفيق من غفوتنا»(9)
إنّ هذا القول المتقدم قد رسم صورة المأساة لشعوب العالم العربي والتي لا تقتصر على  التأخر في الإقبال على القراءة، وفي كمية الإنتاج وفي مستـــوى الإبداع بل في التأخـــر أيضا في نوعية الإنتاج والإبــــداع. وإذا كان عالمنا العربـــي حسب تعبير هذا الباحث في غفـــوة أي في نوم وسبات خاصة فيما يخص الإبداع في مجال العلم والتكنولوجيــــا، فإن هذا يطرح لا محالــــة مسألــــة الأولويات التي ينبغي توجيه الجهـــود إليها لتحقيق أهدافنـــا المرجوة في النهضة والتقـــدم والمساهمـــــة في الحضـــارة الحاليــــة. وإن هذا يحيلنا بالضرورة إلى تناول آخر عنصر في مقالنا، وهو:ملامح القراءة المرجوّة.
 ملامح القراءة المرجوّة 
نشهد حاليا تراكم المعلومات حتى قيل بأنّ الذي يحدث اليوم في ثانية واحدة يعادل ما يحدث في مائة عام مضت. وإنّ قدرا كبيرا من المعلومات التي تقدّمها الإنترنت مثلا لا يمكن الاعتداد بصدقها، فلا بدّ إذن من الوعي الذي يمكّننا من الفهم والإدراك والعلم لنميّز بين الغثّ والسمين، ولنحوّل المعلومات العامة إلى علم خاص نبني به ذاتنا ونطوّرها ونكسبها الفاعلية المرجوّة لتحقيق أهدافنا. إنّ الوعي من ملامح القراءة المرجوّة، ولقد أحسن من قال:
إذا لم تكن حافظا واعيا... فجمعك للكتب لا ينفع.
إنّ قيمة الوعي في القراءة قد تجلّت من خلال أوّل خطاب إلهي نزل على رســـول الله صلى الله عليه وسلـــم، إذ لم تكن قراءتـــه للوحي مجرّد ترديد لما يملى عليه لأنه قد صاحبها الوعي بالمقروء. كما تظهر في القــــرآن الدعوة صريحـــة في التأكيد على ضــــرورة الفهـــم والوعـــي عنـــد قراءته، من ذلك نذكر قوله جـــلّ مـــن قائـــل: «أفلا يتدبّرون القـــرآن أم علــــى قلــــوب أقفالهــــا»(10) فالاستفهام في هذه الآية توبيخي، فالله عزّ وجلّ يوبّخ من ترك تدبّر القرآن أي فهمه وإدراك مقاصده. وإذا كان لا بدّ من مقياس نقيس به مدى فهمنا وإدراكنا وعلمنا، فإنّ هذا المقياس لا يكون سوى تحقيق الجودة.
إنّ الجودة عبارة عن تجسيد عملي وواقعي للفهم والإدراك والوعي والعلم. وإذا كانت الجودة قيمة حضارية فهي أيضا قيمة دينية لأنّ الإسلام يربّينا على تمثّلها في سلوكنا وعند رسم أهدافنا. ويظهر ذلك من خلال الدعوات الصريحة في القرآن والسنة إلى الإتقان، حتى في مجال شعائر العبادات. فقد جعل لها الدين صفة مخصوصة ودعانا إلى التزام ذلك لتكون مقبولة عند الله تعالى، كما رغّبنا الإسلام في إتباع قواعد التجويد عند تلاوة القرآن ليكون لذلك أثر إيجابي في تقوية إيماننا وفي حسن إدراكنا لمعاني القرآن...فهل نحن ممّن يحرص على تمثّل الجودة في حياتنا؟ وإلى أيّ مدى يساهم اختيار نوع القراءة في تحقيق جودة الحياة؟
الهوامش
(1) سورة محمد الآية 19
(2) سورة فاطر الآية 28
(3) سورة آل عمران  الآية 75
(4) سورة العنكبوت الآية 48
(5)  سورة البقرة الآية 30
(6) سورة النحل الآية 53
(7) الأستاذ محمد الحليوي - مباحث ودراسات أدبية، ص148
(8) الدكتور حمادي العبيدي، القوى العقلية،استخدامها ونموها والمحافظة عليها بتصرف ص 120،119،118
(9) ابراهيم العسكري - العربي - أفريل 2001 
(10) سورة محمد الآية  24