مقالات في الثورة

بقلم
وليد غبارة
الشّباب، المرأة، والثورة

 لا يختلف اثنان في أن الثورة التونسية كانت شعبيّة بامتياز، اندفع الشعب في تحقيقها بكل عفويّة بعد أن تحققت شروط حصولها الموضوعيّة من ظلم وقهر واستبداد. وحتّى التدّخل التأطيري لبعض الفعاليات جاء لاستيعاب الثورة وليس لقيادتها. بحيث لا يمكن لأي تياّر فكريّ وسياسيّ أن يحتكر النطق باسم الثورة أو أن ينسبها لنفسه. كما لا يختلف اثنان أيضا في الدّور المركزيّ الذي لعبه الشباب، ولعبته المرأة أيضا في اندلاع الثورة ونجاحها. 

فبالنّسبة للشباب، فقد حطّم الشباب الصورة النّمطيّة التي ارتسمت حوله، ومفادها أنه مستسلم للواقع وغير معنيّ بتغييره. فإحراق البوعزيزي نفسه مثّل القادح والشرارة التي دفعت الشباب للثورة على النظام بعد أن تراكمت في النفوس مشاعر الغضب. إلا أن الشباب سرعان ما تراجع بعد النجاح الأوّلي للثورة، فحصلت «الانتكاسة الأولى» وعدنا إلى المربّع الإيديولوجي. بحيث يمكن القول أنّ الثورة قامت على «وعي مطالبيّ» موحّد، فنجحت في إسقاط رأس النظام ولكن لمّا رامت الثورة بناء «وعي مواطنيّ» موحّد لبناء تونس الجديدة تسلّل السياسيّون وفرضوا أجنداتهم الإيديولوجيّة وعدنا بذلك إلى المربّع الإيديولوجي، فهل يستعيد الشباب الحلم ؟ (الجزء الأول) 
أمّا بالنّسبة للمرأة،  فإن الحديث عنها هو حديث  في الواقع لا عن نصف المجتمع كما جرت العادة، ذلك أن المرأة هي جزء لا يتجزّأ من المجتمع، تتموقع فيه فتأثّر وتتأثّر وذلك بقطع النظر عن أيّ مقاربة عدديّة  ترتكز على تقسيم المجتمع إلى نصف ذكور ونصف آخر إناث، فالعلاقة أعمق وأمتن من ذلك بكثير. لكن لسائل أن يتسائل إذا كان الحديث عن المرأة هو حديث عن المجتمع فلماذا تفرد المرأة بحديث خاص ؟ 
إنّ الإجابة في نظرنا تكمن في المقاربة المتوخّاة، وهي المقاربة التأصيليّة التي تنطلق من الجزء نحو الكلّ، فالمرأة بوصفها جزء لا يتجزأ من المجتمع تقتضي حديثا خاصا عنها بغية تأصيل نظرة عامّة للمجتمع في سياق الثورة التونسية، وبالتالي فإن البناء العام يستدعي تجميع العناصر المكوّنة له أولّا. 
 ويقتضي الإلمام بعلاقة المرأة بالثورة والانتقال الديمقراطي التعرّض إلى دورها الفعال في قيام الثورة التونسيّة  من جهة، قبل التطرّق إلى استشراف وضعها في سياق الانتقال الديمقراطي (الجزء الثاني) من جهة أخرى.
الجزء الأول : الشباب والثورة 
من الشباب الثائر .. إلى الشباب الحائر
 
I – الشباب وقيام الثورة :
 «الشباب الثائر» أو ... «ثورة الشباب»
لطالما عابـــت النخبة على الشبـــاب استسلامه للواقع المتردي الذي يعيش فيه وعدم سعيه لتغييره إلى درجة اليأس من فاعليّته تماما. ولكنّ ذلك لم يكن سوى ظاهر الأمور إذ أن اللهيب كـــان يشتعـــل تحت الرماد (أ) وسرعان ما اندلعت الثورة وهبّ الشباب ليحطّم الصـــورة النّمطيّـــة التـــي ارتسمـــت حولـــه مندفعــــا نحو أفـــــق «ما بعد الإيديولوجيا» (ب). 
أ – الشباب وما قبل الثورة :
 إرهاصات الثورة  أو ... «اللهيب تحت الرماد» 
تعتمد الأنظمة السياسية في العالم العديد من «تقنيات الإلهاء» على حدّ عبارة «نعوم تشومسكي». وذلك لتحويل الوعي عن القضايا الهامّة وإلهائه بمسائل هامشيّة وجانبيّة. ويعتبر التركيز المتعمّد والمفرط من قبل النظام السابق على الرياضة بشكل عام وعلى كرة القدم بشكل خاص من بين الوسائل التي اعتمدها لإلهاء الشباب التونسي واستنزاف طاقته. ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، إذ تحوّلت الملاعب الرياضية إلى «فضاءات للمعارضة السياسية» بامتياز. وليس أدل على ذلك من الأغاني والأهازيج التي كان يرّددها الشباب في المدارج والتي كانت تحمل طابعا سياسيّا لا يخفى على أحد. وأصبحت بالتالي الملاعب فضاءات للتعبير عن الرّفض بكل معانيه. بحيث تحوّلت الملاعب من فضاءات مخصّصة لإلهاء الشباب إلى فضاءات سياسيّة تبلور فيه وعي  شبابيّ ساهم ولو من بعيد في قيام الثورة. 
إضافة إلى ذلك فإن حدّة البطالة خصوصا في صفوف حاملي الشهائد العليا كانت بمثابة «اللهيب الذي يشتعل تحت الرماد»، إذ ذاق الشباب ذرعا بالفساد المستشري والمحاباة الواضحة والمفضوحة في الانتداب خصوصا في القطاع العمومي. وقد مثلّ إحراق البوعزيزي نفسه الشرارة التي أدت إلى اندلاع الثورة، وليس أدل على ذلك من أن إحدى الشعارات المركزية المرفوعة في الثورة كان «التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق.»
ب – الشباب واندلاع الثورة : طموحات الثورة : 
«الحريّة والكرامة» أو ... «أفق ما بعد الإيديولوجيا» 
قاد الشباب الثورة بعقليّة، «مابعد إيديولوجية»، وفي أفق «ما بعد الإيديولوجيا». وتقوم هذه العقليّة على «وعيّ مطالبيّ» موحّد تجسّم في شعارين مركزيّين رفعهما الشباب الثائر : 
• شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» من جهة :  هذا الشعار على ما فيه من حدّة ظاهرة لا يهدف إلى إسقاط الدولة، بقدر ما يهدف إلى إسقاط نظام سياسيّ بني على الظلم والقهر والاستبداد والفساد. ويهدف الشعار في جانبه الإيجابي إلى بناء نظام منشود يقوم على الحريّة.
• وشعار «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق» من جهة أخرى : ويهدف هذا الشعار إلى بناء نظام يكفل التشغيل بوصفه معطى  أساسي وموضوعي لتحقيق الكرامة الإنسانية. 
يتّضح ممّا تقدّم أن الشباب الثائر لم يرفع أيّ شعار ذا بعد إيديولوجيّ أو إقصائي أو فئوي، وإنما كانت شعارات الثورة جامعة وموحّدة، تنطلق من القواسم المشتركة للمجمتع لبناء جمهوريّة يكون مواطنوها أحرارا بالدرجة الأولى ويكفل فيها حق التشغيل بوصفه الضامن لتحقيق كرامة الإنسان بالدرجة الثانية. إذ لا حريّة بدون كرامة ولا كرامة بدون حريّة. ولكن هذه «العقليّة ما بعد الإيديولوجيّة» كانت تفتقد إلى آليات تطبيقها على أرض الواقع، بمعنى أن الشباب الثائر كان يحمل أهدافا سامية ويفتقد لآليات تحقيقها في الواقع الملموس، فاستغلت الأحزاب السياسيّة ذلك  تحت غطاء «تحقيق أهداف الثورة» ومرّت عبر انتخابات المجلس التأسيسي لتحقيق أهدافها في الحكم وفق منطلقاتها ورؤاها الإيديولوجيّة، فحار الشباب الثائر في أمره.
II – الشباب و «ذكرى» الثورة : 
الشباب الحائر أو ...«أين شباب الثورة ؟؟»
في الذكرى الثانية للثورة : أصبح المشهد واضحا للعيان وهو أنّ جميع الأحزاب السياسيّة «تغوّلت» بسرعة رهيبة بعيد النجاح الأوليّ للثورة وسرعان ما نصّبت نفسها «حامية» للثورة. واندفعت دون تفويض واضح وصريح من الشعب لـ «تحقيق أهداف الثورة». وجاءت انتخابات المجلس التأسيسي لتدعّم «سطوة» الأحزاب، فانتخبها الشعب و»فوّضها» تفويضا مفتوحا وغامضا لـ «تحقيق أهداف الثورة»، ولكن دون تحديد تلك الأهداف بكل دّقة. فاستغلّت الأحزاب هذا الغموض وطفقت تسعى، بمعزل عن الشعب تماما، لتحقيق أهدافها وأجنداتها وفق إيديولوجيّاتها الخاصّة (أ). ولكن أي دور للشباب الآن ؟ هل سيظل حائرا، واقفا على الرّبوة يراقب ما يحدث ؟ أم سيندفع من جديد لاستعادة الحلم ؟ (ب).
أ – الشباب و «ألم الذكرى» : 
الإنتكاسة الأولى  أو ... «العودة للمربع الإيديولوجي» 
 للأسف الشديد فإن الشباب سرعان ما فقد زمام المبادرة، وتراجع بسرعة رهيبة مقابل بروز السياسيّين وتصدّرهم  للمشهد السياسي والإعلامي، فأصبحت الثورة بالنسبة للشباب مجرّد ذكرى يستحضرها بكل ألم مقارنا ما بين ما كان ينشده من القيام بها وما آلت إليه الأمور. وانحدرت الثورة بذلك وللأسف إلى المربّع الايديولوجي  وبدأت الإنقسامات  تظهر، وهي انقسامات لا تنتمي أبدا إلى أفق الثورة التونسية وإنما هي انقسامات على أسس إيديولوجيّة أتى بها السياسيون من «رفوفهم القديمة» وأرادوا فرضها فرضا على واقع الثورة التونسية، فوجد شباب الثورة نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ : إما الاندراج كرها في سياق «الصّراع الإيديولوجي»، وإما الوقوف على الربوة ومراقبة ما يحدث. وفي كلا الحالتين تفقد الثورة التونسية طرافتها وفرادتها لتندرج في نسق قديم يؤدي إلى نتائج قديمة لا تجلب الخير المنشود.
ب – الشباب و «ما بعد الذكرى» : 
الطموح المتجدّد  أو ... «استعادة الحلم» 
في ظلّ واقع الثورة الآن يلوح في الأفق خيار ثالث للشباب، وهو خيار البحث بكل جديّة عن آليات تمكّنه من تحقيق أهداف ثورته، ويمرّ هذا البحث حتما عبر التنظّم في مؤسسات المجتمع المدني وخصوصا الجمعيات المدنيّة التي تضطلع بمهمّة البحث في سبل تحقيق أهداف ثورة الشباب، ويكون ذلك عبر ورشات العمل وحلقات النقاش والبحوث والدراسات والندوات الفكرية والسياسية، حتى يهيّأ الشباب أرضيّة فكريّة تمكّنه من تحديد آليات تحقيق أهداف ثورته، فالطموح المتجدّد ضروري لبناء المستقبل. كما أن الإصرار على استعادة الحلم ضروريّ أيضا ولو طالت المدّة.
الجزء الثاني : المرأة، الثورة والإنتقال الديمقراطي
من المرأة الثائرة إلى المرأة الحرّة
I – المرأة وقيام الثورة : المرأة الثائرة .. أو «القوّة المتوهّجة»
كان للمرأة التونسية دور فعّال في قيام الثورة، سواء كان ذلك بطريقة غير مباشرة أو بطريقة مباشرة : وتجلّى دور المرأة غير المباشر، أو لنقل «الكلاسيكي»، في قيام الثورة من خلال وقوفها وراء الثوار ودعمهم للخروج ضدّ الطغيان فكانت بذلك سندا قويّا للثورة (أ). أمّا الدور المباشر، أو لنقل الحديث، للمرأة في قيام الثورة فتجلّى بصورة واضحة في مساهمتها شخصيّا في الثورة عبر خروجها للشارع، جنبا لجنب مع الرّجل، مطالبة بإسقاط النظام (ب).
أ – المرأة سند قويّ للثورة : «وراء كل ثائر عظيم امرأة»
شكّلت المرأة من موقعها «الكلاسيكي» سندا قويّا للثورة التونسية، ذلك أنها دعمت الثوار ووقفت إلى جانبهم في صمودهم ضدّ القمع، فالأمّ، التي تعتبر ابنها فلذة كبدها وقطعة منها، نجدها مع ذلك تساند مطالبه بل وتدعمه في خروجه  إلى الشارع وتزغرد عند استشهاده. 
كما ساندت الزوجة زوجها في ثورته على الطغيان وخروجه للشارع للمطالبة بإسقاط النظام، حتى أنه أصبح بالإمكان تعديل المقولة التي مفادها أنه «وراء كل رجل عظيم امرأة» لتصبح «وراء كل ثائر عظيم إمرأة». 
كما استمرّ دعم المرأة للثورة بعد سقوط النظام، إذ بينما كان شباب الثورة يحرس الأحياء في فترة الانفلات الأمني كانت الأمهات والزوجات والأخوات والجارات يحرصن على طهي الطعام وإعداد القهوة، بل إن العديد من النساء شاركن في حماية الأحياء بكلّ ما أوتين من قوّة وشجاعة.
ب – المرأة ساهمت في الثورة : «المساواة في الثورة»
إظافة إلى الدّور غير المباشر للمرأة في مسانتدها للثورة، فقد كان – ولايزال – للمرأة أيضا دور مباشر في إنجاح مسار الثورة التونسيّة، فالظلم المسلّط على المجتمع التونسي لم يكن يستثن المرأة، بل إنها كانت أيضا تعاني من التّهميش والظلم والبطالة شأنها في ذلك شأن شباب الثورة. لذلك نجدها نزلت للشوارع جنب لجنب مع الشباب الثائر مطالبة بإسقاط النظّام، حالمة بالحريّة والكرامة، وتعرّضت للهرسلة والإيقاف واستنشقت الغاز المزيل للدّموع، واستشهدت أيضا في سبيل الحريّة المنشودة. 
بحيث لا يمكن لأي أحد أن ينكر على المرأة مشاركتها في الثورة، وإن الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة في مختلف المواقع الاجتماعيّة توثّق أحسن توثيق مشاركة المرأة الفعالّة ومساهمتها في إنجاح الثورة.   
II – المرأة والانتقال الديمقراطي : نحو «المرأة الحرّة»
بمجرّد سقوط النظام تواصل الحراك الثوري، وتواصل حضور المرأة الملفت للانتباه في مختلف التحرّكات الشعبيّة المنادية باستكمال أهداف الثورة، لا سيما في اعتصامي «القصبة 1» و «القصبة 2»، اللذان توّجا بالإعلان عن الذهاب في المسار الذي نادى به المعتصمون والمعتصمات وهو المجلس التأسيسي. لتدخل البلاد مرحلة جديدة يطلق عليها اسم مرحلة «الانتقال الديمقراطي» أو مرحلة البناء. 
بحيث يمكن القول أن المرأة كانت شريكة فعليّة في مرحلة إسقاط النظام، فهل تواصلت شراكتها في مرحلة البناء ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تمرّ في نظرنا عبر التطرّق إلى وضعيّة المرأة  أثناء الانتخابات (أ) من جهة، وما بعد الانتخابات (ب) من جهة أخرى. 
أ – المرأة والانتخابات : «نفس التوهّج»
تنقسم علاقة المرأة بالانتخابات إلى قسمين : الترّشح في القائمات الانتخابيّة (*) من جهة، والمشاركة في عمليّة الإقتراع (**) من جهة أخرى : 
(*) فبالنّسبة للترشّح : فقد نصّ المرسوم المتعلق بانتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي على التناصف في القائمات. وهو دون شكّ اختيار مهمّ في لكنه يظلّ مع ذلك منقوصا لأنه لا ينصّ على مبدأ التناصف في رئاسة القوائم الانتخابيّة. واعتمادا على مبدأ التناصف في القائمات تدعّم حضور المرأة في المجلس الوطني التأسيسي بصورة ملفتة للنظر، لكنّه لم ينعكس على الفعاليّة وهو ما سنتطرّق له لاحقا. 
(**) أما بالنّسبة للمشاركة في عمليّة الإقتراع : فقد تواصل نفس الحضور المتوّهج للمرأة يوم الاقتراع واصطفّت النساء في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهنّ في أول انتخابات حرّة تشهدها بلادنا وكلهنّ أمل في مستقبل مشرق تنعم فيه المرأة بالحريّة والعدالة والمساواة، فهل تحقّق الأمل ؟
ب – المرأة وما بعد الانتخابات : 
من موقع البناء .. إلى موقع النضال المدني
إن مرحلة ما بعد الانتخابات هي مرحلة البناء الفعليّ لتونس الجديدة. وكما كانت المرأة شريكة في إسقاط النظام، فإنه من المنطق أن تكون أيضا شريكة في بناء النظام الجديد القائم على الحريّة والكرامة. لكن المشاركة في البناء لم تكن إلى حدّ الآن في المستوى المأمول (*)، لذلك نجد المرأة تتصدّر من جديد موقع النضال المدني (**) : 
(*) فبالنّسبة لموقع المرأة في البناء : نلاحظ أن حضور المرأة في موقع القرار السياسي خصوصا على مستوى الحكومة ظلّ ضعيفا، إذ أن المرأة ما بعد الانتخابات مازلت تعاني للأسف من ضعف التّمكين السياسي، إذ لكأنّ دورها يقتصر فقط على تمهيد الطريق للسياسيين للوصول إلى موقع القرار، وهي للأسف نظرة تجاه المرأة بحاجة إلى إعادة نظر جوهريّ. 
أما بالنسبة للمجلس الوطني التأسيسي فبالرّغم من الحضور النسائي الملف للنظر على مستوى العدد، إلا أن الفعاليّة السياسيّة ظلّت مع ذلك منقوصة.
كما أن الحضور الإعلامي للمرأة ظلّ أيضا باهتا إذ تكاد المرأة تغيب تماما عن «بلاتوهات» الحوارات السياسيّة، وفي ذلك تكريس لصورة نمطيّة تجاه المرأة مفادها أنّها غير معنيّة بالشأن السياسي. 
(**) في المقابل فإن حضور المرأة في موقع النضال المدني، يتّسم بالتوهّج والديناميكيّة، خصوصا على مستوى الجمعيات، ومختلف مؤسسات المجتمع المدني، وهو الموقع الطبيعي للمرأة للنضال في سبيل بناء مستقبل أفضل قائم على الحريّة والكرامة والمساواة في الحقوق والواجبات.