الادب الهادف

بقلم
توفيق الشّابي
اسطنبول

 (1)

فِي تَلَّتِهِ،
مِنْ بَيْنِ الأَنْقَاضِ،
 أَنْقَاضِ المَوْتَى فِي مَقْبَرَةِ اسْطَنْبُول 
وُلِدَتْ أحْلامُ «بيار لوتي» مِنْ أَبَوَينِ تُرْكِيَيْنِ:
البَحْرُ عِنْدَ خَلِيجِ القَرْنِ الذَّهَبِيِّ
وَالأَرْضُ المَكْسُوَّةُ بِرِدَاءِ الخُضْرَةِ وَالأَشْجَار.
(2)
مِنَ الجَامِعِ الأَزْرَقِ إِلَى القَصْرِ السُّلْطَانِيِّ 
أَتَذَكَّرُهُمْ جَمِيعًا
البُنَاةُ المَقْبُورُونَ بَيْنَ الأَحْجَارِ،
الإنكِشَارِيونَ: أَطفَالُ الضَّواحي المَغْسُولَةِ أَدْمِغَتُهُمْ 
وَهُمْ يَتَعَلَّمُونَ طُقُوسَ الطَّاعَةِ وَ الحَرْبِ،
محمد الآغا: مِعْمَارِيُّ الجَامِعِ مُرْتَعِدًا...
(أَخِيرًا أَسْعَفَتْهُ اللُّغَةُ لِيَحْيَا سَنَوَاتٍ أُخْرَى وَيَمُوتَ مَنْفِيًّا)
مِصْرُ وَهِيَ تَقتفي أَثَرَهَا قِطْعَةً قِطْعَةً، 
يَلْتَقِطهُ العُثْمَانِيُونَ ثَمَرَةً نَاضِجَةً للبَيْعِ فِي اسْطَنْبُول.
(3)
الكَتَّابُ وَالشُّعَرَاءُ،
السِّيَاسِيونَ،
أَصْحَابُ الرَأْيِ،
....
فِي حَضْرَةِ السُّلْطَانِ 
تُفْقَأُ أَحْلَامُهُم وَ يُنْفَوْنَ فُرَادَى إِلَى جُزُرٍ مُقْفَرَةٍ.
طَقْسٌ تُرِكِيٌ قَدِيمٌ، وَرِثَتْهُ أَمَاكِنُ أُخْرَى.
(4)
الحَافِلَةُ الصَّغِيرَةُ بِلَوْنِهَا البَاهِتِ،
ضَجِيجُ حَدِيدِهَا الذِي لاَ يَنْقَطِعُ،
الأَنْهُجُ الضَّيقَةُ بَيْنَ مَبَانٍ قَدِيمَةٍ مُتَعَثِّرَةٍ،
الطَّرِيقُ المُشْبَعَةُ بِالحُفَرِ وَ النُتُوءَاتِ،
نُدُبٌ صَغِيرَةٌ عَلَى بَشَرَةٍ بَيْضَاءَ.
الوَجْهُ الآخَرُ لإسْطَنْبُول مَخْفِيُّ بِعِنَايَةٍ فَائِقَةٍ.