بحوث ودراسات

بقلم
رشيد وديجى
حضور هاجس التواصل الإنساني في الخطاب الروائي العربي

 لاشك أن طرح هذه الأسئلة : هل يعيش المجتمع العربي حقا زمن  الرواية ؟ وهل يعني أنها الجنس الأدبي الأكثر قراءة والأكثر رواجا ؟ وبالتالي الأعمق إبداعا والأفصح تعبيرا عن المشكلات الاجتماعية ، والصراعات  الراهنة ؟ وهل تكون الرواية إذن، ديوان العرب الحديث ؟ وبالتالي شعر الدنيا (العربية)  الحديثة ؟  

وفي هذا الضوء، يمكن طرح سؤال الرواية في الثقافة العربية الآن، وفي ترابط مع حضور هاجس لقاء الحضارات في الرواية العربية، وتحديدا ما يخص رواج إمكاناتها في التعبير عنه.
يحتل النص الروائي مركز الصدارة بوصفه أحد أشهر الأجناس الأدبية تداولا واستقبالا اليوم، ونظرا لازدهارها الشامل في كل الأقطار العربية، تكاد تتربع  على عرش الأجناس الأدبية الأخرى لسبب ربما يجدر التذكير به هو أن " الرواية أقرب الأجناس الأدبية إلى واقع الحياة وأكثرها اتساعا وشمولية لرؤية هذا الواقع " .
إنها إن صح التعبير، كتاب الحياة الأشمل الذي دفع العديد من الباحثين للرهان عليه.
فالرواية" أوسع أزياء التعبير الأولية انتشارًا، بينما كانت في الماضي وسيلة للتسلية، وإشباعًا سهلا للمخيلة أو للعاطفة، أضحت تعبر عن القلق والسرائر والمسؤوليات التي كانت فيما مضى موضوع الملحمة، والتاريخ، والبحث الأخلاقي، والّتصوف، والشعر في جانب منه " .
 إنها الفن الذي يقوم بدور المفكر الحضاري، والمشرف السياسي، وصحفي الوقائع اليومية، والرائد، ومعلم الفلسفة السرية، وهي تقوم بهذه الأدوار كلها في فن عالمي يهدف إلى أن يحل محل الفنون الأدبية جميعًا، فالرواية شكل مهم من أشكال الثقافة .
وإذا كان الشعر هو ديوان العرب في وقت مضى أي ما كان يشغله في الذاكرة العربية من حضور واشتغال نقدي وإبداعي، فإن الرواية هي " ديوان العرب في الوقت الراهن لما تتمتع به من قدرة على الإلمام بالمجتمع ومواكبة مستجدات العصر" .
فالرواية هي الأكثر قدرة على تحري رؤى العالم وآفاقه،  أي استحضار العالم بتناقضاته ومفارقاته، وعدم تقيد مبدعيها بالأشكال والصور المتحققة قبله، والتنوع غير المحدود في طرائق كتابتها وشكلها  و فضاءاتها ، هو " سؤال متجدد  إبداعا ومادة وتلقيا، وفي أعماق كل تجربة أكثر من إثارة استفهام" .
وإذا كانت الرواية  فنا حديثا، لم يمض على استوائه ناضجا أكثر من أربعة قرون في العالم الغربي، وأكثر من قرن  في عالمنا العربي، فقد احتلت مكانة الصدارة في المشهد الإبداعي، باعتبارها رائدة فنون الحكي من خلال التعبير عن تجليات وتفاصيل الوجود الإنساني العربي بحالاته المتعددة، الفردية ، والجمعية، والنفسية، والفكرية، والأخلاقية، والسياسية، ومن هنا نفهم لماذا كانت الرواية في نظر مفكرين مثل هيجل و لوكاتش         و باختين  " أداة معرفة وشكلا تعبيريا كاشفا لتحولات عميقة في بنيات المجتمع ورؤياته للعالم" .
ساعد على ذلك مرونة الرواية جنسا قابلا للانفتاح، والتعدد، والإفادة من الفنون الأخرى، وهذا ما دفع جابر عصفور إلى عدها  " فعل التحرر الذي يمارسه القص"  ، ويراها كذلك بأنها الجنس القادر على " التقاط الأنغام المتباعدة والمتنافرة، المركبة، متغايرة الخواص لإيقاع عصرنا، وذلك بواسطة الطبيعة البوليفونية التي ينطوي عليها النسيج الروائي الذي يؤلف بين العناصر المختلفة، والخاصية الحوارية التي تجمع بين الأضداد، وتصل بينها وصل الجدل في نسيج معقد، يتضافر فيه السرد والوصف والأحداث والشخصيات وأفعال الكلام وتراكيب الزمان والمكان"  .
هذه المرونة تقودنا إلى ما وصف باختين به الرواية منذ زمن ليس بالقليل بأنها فن لا شكل له، وصف لا تزال فاعليته وجدواه إلى  حد بعيد، وأنها جنس لا قوانين  خاصة به ، إذ عاينها بأنها النوع الوحيد الذي لم يكتمل بعد لأنه ما يزال في طور التكوين . وبعبارة أخرى ، إذا كانت الأنواع الأدبية الأخرى قد حددت لنفسها أشكالا   ثابتة ، وأصبحنا نتعرف على حدودها تلك كالشعر مثلا، فإن الرواية   لا تعرف الاستقرار، فهي دائما في تحول رافضة التقنين الصارم، على اعتبار أنها جنس يتسم بالحرية.
وبهذه الرهانات، فالرواية هي ذلك الجنس الأدبي الفضفاض المستوعب لأنواع ، وأشكال، وطيمات ، وأصوات ، وثقافات الآخر، بما يمكنها من "تجسيد تحولات العلاقة بين الطوائف والأجناس والأعراق البشرية" .
لابد من التأكيد أيضا، إذا كانت الرواية التي تأخرت نسبيا عن الأشكال الأدبية فهي" تشكل مادة مهمة، نتتبع من خلالها وعي الكاتب بالواقع وكيفية مباشرته له وفهمه" .
وتأسيسا على أن الرواية "أكثر أشكال الفن الأدبي تصويرا للمراحل التاريخية الإنسانية  و للتطورات الأخلاقية والفكرية" ، فإن الرواية العربية هي " استجابة لتحولات  بنيوية  مجتمعية  وقيمية  وثقافية نوعية، إلا أنها لا تحقق تطابقا أو استنساخا للواقع، بل هي في أحسن الحالات تمثيل أدبي فني للعالم الذي تستوحيه من خلال صوغ تخييلي" ، أي لا تستنسخ الواقع، وإنما تقوم بصياغته فنيا معتمدة على الخيال الأدبي.
 نسوق هذا الكلام لندل على مدى أهمية فن الرواية القادر على   " تمثيل تحولات الزمن وحراكات المجتمع" ، وفي طرح أهم القضايا من ضمنها قضية لقاء الحضارات  وصدامها، وتحديدا ما يخص رواج إمكانياتها في التعبير عنها، على اعتبار أن الفن الروائي هو الأكثر حساسية في استبصار هذه الرؤية. 
من الواضح أن اللقاء بين الذات والآخر، خاصة إذا ما كنا نقصد بالذات العرب، ونقصد بالآخر الغرب أي أوربا وإلى حد ما أمريكا، قد تحقق في التاريخ حسب نجم عبد الله كاظم : "الأول حين وصلت جحافل الإمبراطورية العربية الإسلامية بإنسانها وفكرها وحضارتها إلى أوربا ابتداء من القرن الخامس الميلادي، أما الثانية كانت حيث وصل الغرب غازيا ومبشرا دينيا ومستعمرا وعالما ومعلما إلى عالمنا، خاصة عبر بوابتي مصر وبلاد الشام ابتداء بحملة نابليون في نهاية القرن الثامن عشر " .
ودون الدخول في تفاصيل الأسباب، نقول إن الذي يهمنا   أو يعنينا هو اللقاء الثاني، على اعتبار أن حملة نابليون  شكلت مرحلة جديدة من التاريخ العربي الحديث، حيث كان وعي الذات بمدى تقدم الآخر الغربي وتفوقه.
و بعبارة أخرى، كشفت الحملة عن حالة التخلف والضعف التي تعيشها مجتمعات الشرق العربي محاولة الرغبة في اللحاق بهذا الركب الحضاري العالمي، وعدم التخلف عنه.
 فالحملة كانت ذات وجهين " أحدهما يعبر عن العقل والإنجازات الحضارية القائمة على المعرفة العلمية، والآخر لا عقلي يقوم على الرغبة في السيطرة على الشعوب الأخرى" .
ومع ما أحدثته هذه الصدمة ، ولد الشعور بالأخطار والتحديات التي تواجه الذات العربية، وأضحت أولويات المفكرين والمبدعين طرح السؤال الحضاري الجوهري   الكبير : لماذا تقدم الغرب وتأخرت الذات ؟ هذا سؤال حضاري له ما يسوغه تاريخيا " بحكم الصدمة التاريخية التي أحدثتها منذ حملة نابليون على مصر، سلطة الغرب المعرفية والاقتصادية في صيرورة الوعي التاريخي للغرب، وتحققت ممكناته، نسقه السياسي والاقتصادي " ، وهذا هو ما يسمح بفهم الحوار غير المتكافئ بين العرب والغرب.
وبعد أن رفع "الآخر" الغربي شعار الاحتلال طريق الحضارة وظف كل الإمكانيات والمعارف من أجل تحقيق أهدافه التوسعية، وبسبب ما واجهته الأمة العربية من عنف الحضارة الغربية، أصبحت هذه العلاقة موضع تساؤلات عن طبيعتها وهل هي علاقة صدام  أم صراع ؟ وكيف ينظر "الآخر" إلينا ؟
يرى عبد الله إبراهيم أن "الحروب الصليبية غذت الخيال الغربي بفاعلية تعصب ثقافي ديني ضد الشرق الإسلامي ووجدت تجليات ذلك المتخيل في مرويات شعبية غربية جعلت من العربي الإسلامي كائنا قاسيا منحرفا كافرا " .
وما يؤكد استمرار هذه النظرة تجاه العربي، هو الزعم في امتلاك كل الحق ليس فقط في توصيف هذا العربي، وإنما في إعطاء   القيمة له.
فمن بين المفكرين الغربيين الذين تناولوا مسألة العلاقة بين الشرق والغرب على أنها علاقة صراع، المفكر الأمريكي "صموئيل هنتنغتون" Samuel phillips Huntington في كتابه "صدام الحضارات  The clash of civilizations" ، وفيه يتناول مفهوم الحضارات، والعلاقة بين القوة والثقافة، وميزان القوى المتغيرة بين الحضارات، والصراعات التي تولدها عالمية الغرب، ومستقبل الغرب وحضارات العالم، وعن مفهوم الصراع خاصة بين الغرب المسيحي، والحضارة الإسلامية.
إلا أن هنتنغتون لم يكن الوحيد الذي تعرض لهذه القضية، فهناك مفكرون آخرون منهم "فرنسيس فوكوياما"  (Francis Fukuyama) الياباني الأصل والأمريكي الجنسية الذي يدعم السياسة الأمريكية القائمة على مبدأ القوة وفرض السيطرة والهيمنة.
 واختلافا مع الرؤى السابقة نجد رؤية هامة في الدعوة إلى تبني سياسة أساسها العدل والسلام، ونبذ الكراهية وكذلك السخرية من السياسات التوسعية والهيمنة العسكرية لبلدانهم المتفوقة في التسلح والمعرفة، ومن أصحاب هذه الرؤية " نعوم تشومسكي" (Noam  chomsky) .
هذا عن علاقة الذات مع الآخر في الفكر الغربي.
أما في مجال الرواية، فقد كان لموضوع العلاقة بين الذات والآخر مكانها البارز في عدد من الروايات التي أبدعها الروائيون  في شتى أنحاء العالم، نذكر من بينها تلك الروايات التي تطرقت للإشكالية السابقة،على سبيل المثال فقط لا الحصر كلا من رواية " قلب الظلام"  للكاتب البولندي الأصل جوزيف كونراد، ورواية الكاتب الفرنسي ألبير كامو      " الغريب" وهلم جرا .
سأقف وقفة مختزلة عند أهم المراحل التاريخية الخمس التي طرحت فيها إشكالية  العلاقة بين الذات والآخر ، تبتدئ بالمرحلة الإسلامية الأولى أي بظهور الدين الإسلامي وانتشاره خارج حدود الجزيرة العربية: الفرس، الروم، شمال إفريقيا، فكانت المعادلة  تحمل عنوان المسلم العربي مقابل الكافر العربي و غير العربي، وتبلورت في المرحلة التاريخية الثانية صورة جديدة للمعادلة اقتصرت على الصراع العقائدي مع الآخر الأوروبي المسيحي في إطار ما يعرف بالحروب الصليبية، كما تشكلت في الفترة التاريخية الثالثة في نوع جديد من الصراع، صراع بين المسلم العربي والمسلم العثماني، إشكالية  من نوع خاص، حيث أصبح بموجبها مفهوم الذات العربية يقف مقابل الآخر الأوروبي المسيحي إضافة إلى المسلم التركي، أما المرحلة التاريخية الرابعة فستعرف بناء مفهوم جديد للذات في مواجهة الآخر المستعمر.
المرحلة الأخيرة، وهي القريبة إلينا، تشكل مفهوم جديد للذات يحمل المقوم العقائدي، إضافة إلى مفهوم جديد أفرزته طبيعة الصراع مع الآخر المستعمر، وهو الهوية الوطنية، ذات، إذن، ستكون في مقابل مفهوم جديد للآخر هو الغرب الأوروبي صاحب مشروع الحداثة الفكرية والسياسية.
هذا ما سيجعل العلاقة غير متوازنة تماما، بشكل يهدد مقومات الذات، فالآخر أصبح قويا، مستعمرا يتحكم في مجتمعاتنا بقبضة  من حديد.
نسوق هذا الكلام للقول بأن فهم جدلية الذات والآخر يستدعي، بداية، الاستناد إلى التاريخ لفهم هذه العلاقة، ويمكن أن نوضح ما سبق في الخطاطة التالية:
 
 العرب والمسلمون                                                      غير العرب
 
      الشرق                                                  الغرب (أوروبا + أمريكا)
 (المسيحية / الإسلام)                              
 الصراع تاريخيا                                      
كان حضاريا وعقائديا                                       
البدائي و المتخلف                                 المتحضر والمتمدن
لقد كان من الطبيعي، إذن، أن يشكل اللقاء بين الذات والآخر، ضمن ما يشكله، قضية فنية أدبية حيث جاء ليكون موضوع الأدب الإبداعي خاصة الرواية، علما أن العلاقة مع الغرب هي " علاقة طويلة في التعبير الأدبي وقد تعرفنا على بعض أشكالها في مصر ولبنان والسودان، وغيرها من بلدان الوطن العربي (طه حسين، وسهيل إدريس، والطيب صالح...) " .
واستدراكا نقول إن انطلاقة الروايات لم تكن لتكتب لو لم يكن الاتصال بالغرب متحققا أصلا، ولو لم يكن الكاتب جزء من هذا الاتصال، أو يعيه،   أو يطلع عليه أو يقرأ عنه، ليفكر بذلك في كتابته.
يضاف إلى ذلك أن الثقافة العربية لم تتعرف على الرواية  " بوصفها جنسا أدبيا إلا بفضل الاحتكاك الذي حدث أواخر القرن التاسع عشر مع الثقافة الغربية" .  
والعرب حين تأثروا بثقافات الأمم الأخرى " تأثروا بألوان هذه الثقافات جميعا، وأخذوا منها جميعا: علما وأدبا وقصصا وفنا ونظما وعادات وأفكارا وتقاليد كما حصل للأمم والشعوب التي تأثرت بالعرب أنفسهم" .
فالرواية العربية باعتبارها جنسا أدبيا جديدا، وشكلا له تقنياته الحديثة غربية الأصل، لكونها الفن الأكثر استيعابا للتجارب والتقنيات الغربية الحديثة، مما جعل بعض الباحثين يمنحون صفة الأبوة الشرعية للرواية الغربية بالنسبة للرواية العربية، وأن التحدي الأكبر في هذه العلاقة هو صعوبة تخلص الابن من أبيه، أو فك الارتباط به في سبيل إيجاد هوية عربية روائية من الناحية الفنية الأسلوبية؛ لأن استيراد نمط أدبي معين يعني استيراد ذهنية ثقافية مغايرة وغرسها في واقع ثقافي آخر له خصوصياته.
هذا يقودنا إلى المرور سريعا بسبل الاتصال بالغرب ولعل   أهمها: "أولا الاحتلال وأشكال الاستعمار التي تمثلت كما قلنا سابقا بحملة نابليون، وسقوط الدولة العثمانية على يد الإنجليز والفرنسيين، وأشكال التبعيات الاقتصادية والسياسية التي فرضت على العرب، أما السبيل الثاني فيتمثل في العلاقات المختلفة بين العرب والغرب من تجارية  وديبلوماسية فرضت الاتصال بينهما وأن يحل الغربي وسط العرب والعربي وسط الغربيين، السبيل الثالث  فهو البعثات الدراسية والعلمية ، وجسد ذلك أدبيا كتاب مثل توفيق الحكيم  في  "عصفور الشرق"، وسهيل إدريس في " الحي اللاتيني"، والسبيل الرابع  هو الهجرة أي هجرة العرب إلى الغرب، ولعل آخر السبل المهمة هو السياحة والسفر المتبادل" ، عدا ذلك كان طبيعيا أن يلعب الإعلام إلى جانب القراءة والثقافة والاطلاع دور الفاعل في تعزيز اللقاء وخاصة في الآونة الأخيرة.وقد كانت هذه هي السبل التي عبرها كان اتصال العرب بالغرب ومن خلالها كانت تجارب الكتاب مع الغرب والغربيين، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء الكتاب لم يكتبوا ما كتبوه من خلال التجارب السابقة، بل أثرت عوامل عديدة  في تناول موضوع اللقاء بين العرب والغرب، ولرسم صورة الشخصية الغربية.
إذن، فقد  حدث اللقاء الحضاري بين العرب والغرب، فلا بد    أن يكون من نتائج هذا اللقاء على أرض الواقع أن تتبلور، انطلاقا من تجربة العربي مع الغربي ونظرته إليه وتجربة الغربي مع العربي ونظرته إليه، أو صور كل منها في ذهن الآخر.
 
الحواشي:
 - مقولتان ذائعتان ، تنسبان على التوالي لعلي الراعي ، ونجيب محفوظ ، أوردهما جابر عصفور في كتابه : زمن الرواية ،  دار الهدى للثقافة والنشر ، دمشق ، ط1 ، 1999 ، ص: 62. 
 - محمد شاهين: إدوارد سعيد :  أسفار في عالم الثقافة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، ط 1، 2007،   ص: 17.
3- ر.م ألبيريس: تاريخ الرواية الحديثة، ترجمة: جورج سالم، منشورات عويدات، بيروت، باريس،    ط 2، 1982، ص: 5 .
4- المرجع نفسه، ص: 6 . 
5- ابن السايح الأخضر: " نص المرأة وعنفوان الكتابة "، مجلة الراوي ، ع 18، مارس 2008، النادي الأدبي  الثقافي بجدة، المملكة العربية السعودية، ص: 38.
6- شكري عزيز الماضي: أنماط الرواية العربية الجديدة، عالم المعرفة، ع 355، سبتمبر 2008، المجلس الوطني للثقافة والشؤون والآداب، الكويت، ص: 247.
7- محمد برادة في المقدمة التي كتبها للترجمة العربية لكتاب: ميخائيل باختين: الخطاب الروائي ، ترجمة: محمد برادة، دار الأمان للنشر والتوزيع، الرباط، ط 2، 1987 ، ص: 16.
8- جابر عصفور: زمن الرواية، مرجع مذكور، ص: 301. 
9- المرجع نفسه، ص: 53. 
10- ينظر : ميخائيل باختين: الملحمة والرواية ، ترجمة: جمال شحيد، معهد الإنماء العربي، بيروت،  ط 1 ، 1982، ص ص :  19- 20 -25 -26- 66.
11- جابر عصفور: "ابتداء زمن الرواية"، ملاحظات منهجية (ضمن أعمال ندوة الرواية العربية، ممكنات السرد) عالم المعرفة ،ج 1،  ع 357، نونبر 2008، المجلس الوطني للثقافة والفنون، الكويت،  ص: 162
- خالدة سعيد: حركية الإبداع، دار العودة ، بيروت، لبنان، ط 2 ، 1982 ، ص: 204. 12 
13- محمد برادة: "الرواية العربية بين المحلية والعالمية"، (ضمن أعمال ندوة الرواية العربية، ممكنات السرد) عالم المعرفة ،ج 1،  ع 357، نونبر 2008، المجلس الوطني للثقافة والفنون، الكويت،  ص: 15. 
14- شحات محمد عبد المجيد: " صوت الآخر في الرواية"، مجلة البيان، ع  400، سبتمبر 2004، رابطة الأدباء في الكويت،  ص: 18. 
15- نجم عبد الله كاظم: الرواية العربية المعاصرة والآخر، عالم الكتب الحديث، اربد، الأردن،       ط 1، 2007،  ص : 63. 
16- للتذكير فمنذ حملة نابليون على مصر أصبح" التثاقف " بين الشرق والغرب يحمل معنى الغزو، ومع ذلك علينا أن نذكر الخلاف القائم حول الحملة؛ هل كانت نعمة أم نقمة؟ بل هناك من يتباكى على خروج المستعمر من بلاده، وقد أخذ هذا الغزو - كما يرى أحد المقارنين بين الثقافتين (عز الدين المناصرة في كتابه :  مقدمة في نظرية  المقارنة )  - أشكالا عديدة، نذكر منها:
- قابلية التلذذ بالاستغراب والانبهار كما فعل رفاعة الطهطاوي المنبهر أمام باريس بإرادته.
- قابلية الاستقبال انطلاقا من الإعجاب بالتيارات الفكرية والمناهج الغربية الحديثة من أجل الخروج من عصر الانحطاط الثقافي، ويتجّلى ذلك بوضوح في فن الرواية العربية.
17- فتحي أبو العينين: " صورة الذات وصورة الآخر في الخطاب الروائي"، تحليل سوسيولوجي لرواية محاولة للخروج، ضمن كتاب (صورة الآخر العربي ناظرا ومنظور إليه)، تحرير الطاهر   لبيب ، مرجع مذكور، ص: 814.
18- محمد الدوهو: حفريات في الرواية العربية (الكتابة والمجال) ، بحوث نقدية، سعد الورزازي للنشر، الرباط، المغرب، ط 1، 2005، ص: 59.
19- عبد الله إبراهيم: الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، بيروت، ط 1، 1999،ص: 178. 
20- للتذكير فهذه نظرية عبارة عن مقال نشره هنتنغتون في مجلة (foreign Affairs) العلاقات الخارجية سنة 1993. وقام بتوسيع مقاله إلى كتاب صدر سنة 1996، بعنوان: صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي)   (The Clach of Civilizations and Remaking of World Arder وقد ترجمه إلى العربية مالك عبيد أبو شهيوة مع محمود محمد خلف سنة 1999، عن الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ليبيا.
21 - مصطفى عبد الغني: قضايا الرواية العربية، الدار العربية اللبنانية، القاهرة، ط 1، 1999،      ص: 85. 
22- نشر فوكوياما نظريته المثيرة للجدل في كتاب أصدره سنة 1992 تحت عنوان :" نهاية التاريخ  والإنسان الأخير"  (The End of  History and The Last Man ). 
23- خاصة في مؤلفه "النزعة الإنسانية العسكرية الجديدة" (The New Military Humanisme) الذي ترجمه أيمن حداد، عن دار الآداب، بيروت سنة 2001، وفي هذا الكتاب تحدث  خصوصا عن حرب كوسوفو، وحروب أخرى وتحدث عن إسرائيل وأمريكا وعن حصار العراق، والكتاب يقوم على فكرة مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية حين تلاحق أو تطارد أو تحاصر بعض القادة المعارضين لسياستها فإنها لا تكون مدفوعة بنزعة إنسانية كما تدعي ولكن دافعها هو النزعة الانتقامية ونهب الثروات.
24- لمزيد من التوسع ينظر : الثقافة والإمبريالية  لإدوارد سعيد، ترجمة: كمال أبو ديب ، دار الآداب، بيروت، ط 3، 2004.
25-عبد الله الحوزي: "الذات والآخر بناء علاقة تكاملية"، مجلة فكر، ع 7، السنة الثالثة، 2007، دار النجاح الجديدة، الرباط، ص ص:  114 – 115. 
26- مصطفى عبد الغني: قضايا الرواية العربية، الدار العربية اللبنانية، القاهرة، ط 1، 1999،      ص: 85
27- إدريس الخضراوي: "السردية العربية الحديثة، نحو رؤية جديدة لنشأة الرواية"، مجلة الراوي،   ع 18، مارس 2008، النادي الثقافي بجدة، المملكة العربية السعودية، ص 127، وفي هذا الإطار ينظر كذلك الكتاب القيم لعبد الله إبراهيم بعنوان: السردية العربية الحديثة، تفكيك الخطاب الاستعماري وإعادة تفسير لنشأة الرواية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ، بيروت، ط1، 2003.
28- سالم المعوش: الأدب وحوار الحضارات( المنهج و المصطلح و النماذج )، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ط 1، 2008،  ص: 138. 
29 - نجم عبد الله كاظم: الرواية العربية المعاصرة والآخر، مرجع مذكور،   ص ص : 67-68. 
30- من تلك العوامل في رأينا:
- المعايشة والاختلاط  والعلاقات التي تكون الكاتب، خاصة إذا كانت نتيجة دراسته في الغرب.
- الصراع العربي الإسرائيلي فقد كان لهذا  العامل تأثيره الكبير في نظرة الكتاب إلى الغرب وخاصة إلى الأمريكيين.
- الخلفية الفكرية والاجتماعية والسياسية.
-  وسائل الاتصال والثقافة والإعلام.