مواقف وآراء

بقلم
عبدالعزيز الرباعي
جامعة الدول العربية ...ترحب بعودة الاستعمار؟؟؟

 طالعت في جريدة الأهرام المصريــــة وبكل استغراب واستهجان ما صدر من موقف عن " أطلال ما بقي من منظمة اختير لها يوما اسم – جامعة الدول العربية – " هذه الجامعة التي شيدت على أيدي مجموعة من القيادات العربية الفذة التي قارعت الاحتلال وهزمته وحملت عاليا طموحات الشعب العربي في ذلك العصر في الوحدة والتكاتف والانعتاق وبناء قوة عربية مهيبة الجانب تتمتع بكل مقومات السيادة والازدهار... 

عراقيل كثيرة وقفت أمام تحقيق هذا الطموح..منها الذاتي ومنها الخارجي...ولكن بقي الأمل يحدو الشعوب العربية طيلة عقود وأجيال من أجل تحقيق التكامل العربي على درب الاندماج والوحدة...ولكن ذلك الأمل أخذ في الذوبان ثم في التلاشي - خاصة في العشرية الأخيرة من القرن الماضي...وحل الخوف من مزيد الانقسام والتشرذم محل أحلام الاندمــــاج والوحـــدة...مثلما حدث في السودان والعــــراق (إقليم كردستــــان) ...وما يمكن أن يحدث في العديد من الدول العربية الأخرى على غرار:
 سوريا...اليمن...ليبيا...السعودية...السودان(دارفور)...
لقد منيت الشعوب العربية بالعديد من خيبات الأمل من جراء التجاذبات السياسية ومحاولات الهيمنة على المنظمة - من الداخل والخارج - والصراعات والمهاترات وضعف القرارات التي كانت تصدر عنها ...مما جعل قراراتها خاصة فيما يتعلق بالقضايا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية لا تتجاوز حدود الشجب والتنديد والاستنكار...ومع ذلك لم ينقطع حبل الأمل من تغير الظروف وتحسن أداء الجامعة رغم الأخطاء الكثيرة والخيبات المتكررة...
وجاء ما أطلق عليه بــ" ثورات الربيع العربي" فأحيى ذلك الأمل الذي كاد يندثر وذهب في ظن الكثيريــــن أن الأوضـــاع ستتحسن إلى الأفضل خاصة مع شمول هذه الثورات دولة المقر وقلب الأمة العربية "جمهورية مصر العربية" ولكن وللأسف الشديد – نقول ذلك بكل مرارة – خابت جميع ظنوننا ورأينا كيف تخاذلت الجامعة خلال العدوان البربري الصهيوني خلال شهر نوفمبر من العام المنصرم على قطاع غزة ...ثم يطلع علينا وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ الأخير يوم 13/01/2013 بقرار يشبه الفضيحة أو هو الفضيحة بعينها والذي جاء فيه حسب يومية الأهرام المصرية: " دعا وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الوزاري الطاريء بالقاهرة لبحث أزمة اللاجئين والنازحين السوريين إلي ضرورة إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع للميثاق لوقف إطلاق النار في سوريا."
والجميع يعلم أن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يبيح التدخل الخارجي واستخدام القوة ....ويعرفون أيضا الأطراف التي تسعى للتدخل في سوريا ومطامعها في المنطقة والتي تتلقف مثل هذه القرارات لتحقيق مخططاتها على حساب الشعوب لعربية ومقدراتها.
وهكذا نرى هذا السقوط المهين لهذه المنظمة التي ضربت عرض الحائط بكل القيم والأسس التي بعثت من أجلها وحتى بمواثيقهــا التي جاء فيها:
المادة 2: الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة فى شؤون البلاد العربية ومصالحها. كذلك من أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً بحسب نظم كل دولة منها وأحوالها .
المادة 8: تحترم كل دولة من الدول المشتركة فى الجامعة نظام الحكم القائم فى دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها.
هذه حال الجامعة العربية بعد هبوب رياح "الربيع العربي" عليها- فحولتها من أداة عاجزة عن الفعل إلى سم زعاف ينهش جسد الأمة....فليته تم حلها قبل أن تصدر مثل هذه القرار...قرار الخيانة والغدر بالأمة والوطن...