للنقاش

بقلم
رضا السمين
برنامج حركة الرحمة والكفاءة

 قوّة أيّ حزب سياسي حديث لا تكمـــن فـــي جمهــرة المنتسبيــــن بل في وجود فريق عمل من الخبراء والمتخصصين في مجالات مختلفة، فريق مقتنع برؤية سياسية وفكرية عبقرية وواضحة من أجل قيام المجتمع الأهلي بما يحقق له الأمان والتقدم في حلّ المعضــلات التي تعوق حرياته وكرامة أعضائه وقوّة بلاده.

حركة الرحمة والكفاءة كحزب سياسي حديث، على خلاف أحزاب العامـــةles partis de la foule »  « وعلى خلاف أحزاب الدكاكيــن الإيديولوجيـــة، جماعة من الناس تريد أن تنقل الفكرة إلى السلطة من خلال العمل لتحقيق المصالح العليا للمجتمع الأهلي والدفاع عن مصالح الفقراء والمهمّشين وإعادة بناء مجتمع القرآن وحضارة ”إقرأ“.

شجرة حركة الرحمة والكفاءة أصلها ثابت في قراءة القرآن والرحمة للعالمين وحبّ المساكين، وفروعها تسعى لمعانقة سماء العدل والخبرة المتجدّدة إعمارًا للأرض وخدمة للناس، وماءها الوحي والعقل وبشرًا سويّا.

أنصار حركة الرحمة والكفاءة يؤمنون بشهادة ”لاإله إلاّ الله، محمّد رسول الله“، ويلتقون بإخلاص على الرؤية السياسية للمجتمع التوحيدي، ويرون ضرورة العمل بدايةً على تعميق صلاتهم بقراءة القرآن وتفهّم واقع الناس وحاجاتهم والبحث عن لقاء جماعة من الكفاءات في مشاريع: جماعة المجلس السياسي، جماعة الإعلام الإلكتروني، جماعة القيادة المجتمعية وإدارة التغيير، جماعة استراتيجيات محاربة الفقر، جماعة الطاقة البديلة وآلات الدفع الذاتي، جماعة كيفية تحقيق الإكتفاء الذاتي في الزراعة والحبوب، جماعة سياسات الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر، جماعة معرفة وتنمية خبرات المجتمع الأهلي، جماعة تنمية ثقافة الناس ودمج القطاعات المهمشة لتحقيق المواطنة الكاملة، جماعة المرأة والأسرة وتفعيل ممارسات وثقافة السلوك الرشيد، جماعة تأهيل السبل لذوي الإعاقة وتفعيل طاقتهم الإنتاجية وحماية حقوقهم، جماعة حماية الطفل الفقير وتنمية ملكاته، جماعة إدارة الأعمال وتنمية الموارد البشرية، جماعة دراســـــة الإقتصـــــاد وتقييم جــــدوى المشروعات الإقتصادية، جماعة الفقهاء المفكرين، جماعة الشؤون التنظيمية والخطة الإستراتيجية والتأهيل للأعضـــاء. ستة عشـــر جماعــة من الخبراء تشكّل نواة الحزب وعموده الفقري، ويمكن لكلّ جماعة أن تبدأ العمل بثلاثة أفراد ثمّ تسعى.

كيف نحمي النور المقدّس لانتفاضة المواطن الفاعل لكي لا يخبو مرة أخرى في ”الأغلبية الصامتة“ ؟ إقناع الناس بأولوية العدل والحرية وتوحيد الله وتداول السلطة، ومواجهة المشاكل الفعلية والبحث عن الحلول المشتركة، وبناء الجسور بين القوى السياسية بإيديولوجياتها المختلفة، وإيجاد الحلول العقلية للفتن. تيسير أعلى قدر ممكن من التنوير لأكبر عدد ممكن من الناس، لمزيد من الثقة في الإنسان وعقله، وردّ الإعتبار للذكاء، وتأكيد ”مشروعية الشعب والشوارع“ والجهاد الأهلي والمدني وتفعيل الرحمة وقراءة القرآن في المجتمع، ومواصلة الثورة على الأوضاع التعليمية والثقافية والاقتصادية.

بعد كتابة وتبنّي دستور يحفظ لبلادنا هويتها المستمدة من مقاصد الإسلام، ويكفل لكل مواطن حريتـه وكرامتــه والمساواة الكاملـــة فى الحقوق والواجبــات، ويؤســـس لدولة القانـــون التي تساوي بين الناس جميعا دون تمييز، ويفصل بين السلطات ويضمن سلامة وانسجام الأداء بينها بما يضمن الحرية والحق فى التعبير وتداول المعلومات والقدرة على التغيير بآليات يصونها القانون، ويضمن التوازن بين المصالح والحقوق المتعارضة وبين طموحات الشعب واحتياجاته ويستجيب لأهداف الثورة. مراجعة القوانين والإجراءات من أجل العدل في الإنفاق على الانتخابات، والعدل في إيصال المعلومة والرأي فـــي الإعلام، والعدل في عدم استخدام المساجد في الدعاية.

مشروعات حركة الرحمة والكفاءة: الرعاية الصحية لكافة أعضاء المجتمع الأهلي، الأمن الغذائي، الأمن الداخلي للمجتمع، حلول لمأساة البطالة، إعادة بناء التعليم، تحقيق العدالة الاجتماعية، نشر وتجسيد مكارم الأخلاق، حلول لمشكلة الإسكان، تدبّر علمي لمسألة الطاقة والآلات ذاتية الدفع.

 

الرعاية الصحية لكافة أعضاء المجتمع الأهلي

 

ضرورة التأمين الصحّي لكل مواطن على أساس أن يدفع كل مواطن نسبة من راتبه أو مبلغا شهريا لأصحاب المهن الحرة، أن تتولى ميزانية الدولة تمويل أقساط التأمين للفئات الفقيرة، أن تتمثل موارد التأمين الصحي في الاشتراكات التي يدفعها المواطن بالإضافة لدعم يقدّم من الميزانية العامة، أن يقوم التأمين الصحي بالتعاقد مع كافة المستشفيات العامة والخاصة والمؤسسات الطبية، أنّ للمواطن حرية اختيار المستشفى أو المؤسسة الطبية التي يرغب في تلقي الخدمة العلاجية منها، ضرورة تحسين مستوى الأداء في تقديم الخدمات الصحية مع العمل على رفع كفاءة العاملين في ميدان الصحّة وتحسين أجورهم وأوضاعهم المعيشية.

 

الأمن الغذائي

 

تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء قضية تتعلق بأمن الوطن بشكل مباشر، ومن هنا أهمية ومحوريــة تحقيق الاكتفـــاء الذاتي من القمح، خصوصا وأنه من المحاصيل التي لا تستهلك مياه كثيرة، مع ضرورة تنمية الثروة السمكية والحيوانية. وبالنسبة للثروة السمكية فإنه لا يمكن تطويرها دون تفعيل قوانين البيئة وتقديم الدعم العمومي للعاملين في ذلك المجال، أما الثروة الحيوانية فيمكن تنميتها عبر تقديم الدعم اللازم فضلا عن فتح المجال لمراع جديدة.

 

الأمن الداخلي للمجتمع

 

إعادة هيكلة وزارة الداخلية بما يمكنها من أداء دورها الأساسى في حفظ الأمن الداخلي بتخصصاته المختلفة وإلغاء منظومة الأمن السياسى بالكامل. الإستعانة بخريجي الجامعات كظباط احتياط للقيام بمهام مثل الأحوال المدنية والمرور وتحرير المحاضر والجوازات والسياحة كل حسب تخصصه وتفرغ الظباط لمهام الأمن العام بفروعه المختلفة (الجنائي، المال العام، المخدرات... ) وستساهم هذه الاستعانة بالمدنيين كضبــــاط احتياط في بناء الألفـــة المفقودة بين الشعب والشرطة.

الإسلام دين الحبّ بامتياز ولكن للأسف هناك بعض المتديّنين لهم قدرة كبيرة على الكراهية والغرور، والحداثة هي القبول بالاختلاف والدفاع عن الآخر ولكن للأسف بعض الحداثيين عندنا هم الأكثر تعصّبا وحقدا على الناس، بل إنّ بعضهم حالة مرَضية وهستيريا متقدّمة... وكلاهما يخضع للأهواء والانفعالات وقسوة القلوب، وتبدأ الدكتاتورية حين يقع التواطؤ بين المتعصّبين ومراكز الشرطة، ونحن نؤكّد أنّ حرية الرأي ضرورة للإيمان الحقّ وضرورة للسلم الأهلي ضدّ فتنة الدولة وفتنة السّحر الإديولوجي.

 

حلول لمأساة البطالة

 

حل مأساة البطالة يرتبط ارتباطا كاملا بمسألة التنمية التي هى نتاج تعاون جهود المؤسسات والأفراد وتسييرها جميعا نحو تحقيق هدف التشغيل والكرامة، والبدء ببرامـــــج لوقف نزيـــف إهدار المـــال العــام، وإعادة النظر فى الموازنة العامة وترتيب الأولوية للأنشطة كثيفة العمالة، وربط منظومــة التعليم باحتياجات السوق وإعادة تأهيل الشباب حسب احتياجات سوق العمل الفعلية، وتشريعات جديـــدة لبعث مؤسســـات تمويلية مــــن اموال الزكاة والتطوع تضمن تمويلا دائما للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للشباب والإعفاء الكامل لها من الضرائب، تسهيل الإئتمان للمشروعات المتوسطة واعفاءات ضريبية لها تبعا لعدد العاملين بها، بعث مشاريع وأشغال عمومية كبرى والإسراع في تنفيذ المشروعات المعطّلة، تشجيع رؤوس الأموال الوطنية للتكامل الزراعي والصناعي مع بلدان المغرب العربي خاصة وبلاد الجنوب عامة.

 

إعادة بناء التعليم

 

إبتكار طرائق لإدماج منظومــــة التعليـــم والأخــلاق في المناهج التعليمية في المراحل المختلفـــــة، الإهتمام بالمعلم والأستاذ وتطوير تدريبه وتحسين مستواه المـــادي والمهنــــي والتأكيــــد علـــى دوره كقدوة لتلامذته وطلابه، ربط مناهج التعليم في المراحل المختلفة بخطط التنميــــة بحيث يصبـــح التعليـــم داعمـــا رئيسيــــا للتنمية والبحـــث والمؤتمــرات، تشجيــــع القطاع الأهلى (مؤسسات – جمعيات) لإنشاء مدارس نموذجية لمواجهة ارتفاع المصاريف الدراسية فى المدارس الخاصة مـــع استمرار الدولـــة في بناء المدارس وتكوين الإطارات ومتابعة برامج كلّ المدارس ومراقبتها البيداغوجية، الإستفادة من كافة الدراسات السابقة والخبرات في العالم وأخذها بالاعتبار لتطوير المنظومة التعليمية.

 

تحقيق العدالة الاجتماعية

 

ضبط هيكلة الأجور بوضع حدّ أدنى وحدّ أقصى للدخل، إقرار الضرائب التصاعدية على الدخل العام للأفراد، رفع حدّ الإعفاء الضريبى، إصلاح تشريعي يسمح ببناء وتفعيل مؤسسات الزكاة والوقف، وتوفير الخدمات الاساسية الصحية والغذائية والتعليم والسكن والنقل لكلّ المواطنين.

 

نشر وتجسيد مكارم الأخلاق

 

إحياء ونشر الأخلاق الحميدة ومكـــارم الأخـــلاق كجــزء لا يتجــزأ من الإصلاح السياسي العــــام، وقراءة القــــرآن وفهـــم ما أمكن من معانيه وتحويل ما أمكن إلى سلـــوك وأخلاق وعمـــل، والخروج من الطغيان الإيديولوجي والتعصّب الجاهـــل، والاحتجاج ضدّ اضطهاد الناس أيّا كانت الذريعة، ورفض اتبـــاع الآبــــاء والخرافة أو الخنوع للأحكام المسبقة. وتنمية الوعي الأهلي بمسائل التّنمية الإنسانيّة القائمة على تبادل الخبرات البشريّة، وأن لا يتّخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، والحفاظ على الأرحام والتعاون على البِرّ، وحماية حقوق النّاس... ليتمتّع بها الجمعُ والأفراد.

 

حلول لمشكلة الإسكان