حديقة الشعراء

بقلم
زكرياء غازيوي
مُثِيرُ الْعِبَر
 

هَاجَ الْوَبَاءُ وَفِي الْجُفُونِ مَدَامــــِعُ * وَبَدَا الذِي مَا خِلْتُــهُ يُتَوَقَّــــــعُ

وَلَقَدْ تَوَقَّفَتِ الْحَيَاةُ جَمِيعُهَـــــــا * إِثْرَ الْوَبَــــاءِ فَلَيْسَ بُدٌّ يَدْفَـــــعُ
أفَلَ الصِّيَامُ وَدَمْعُنَا مُتَفَجّــــــِرٌ* كَمَداً عَلَى سَدِّ المَسَاجــِدِ مُتْــــرَعُ
وَقُلُوبُنَا فِي غُمَّـــــةٍ وَمُصِيبَـــــةٍ* بالأَمْسِ كُنَّا في الريــاض نُمَتَّــــعُ
وَلقَدْ حُرِمْنَا مِنْ تَرَاوِيــحٍ وَمِــــنْ* بَعْضِ اعْتِكَافٍ كَانَ فِيهــَا يُوقَـــعُ
بَكَتِ الْمَحَارب والمنابـــر تُبَّـــــعُ* مِنْ ذَا الْفَرَاغِ وَحَالُهَـــا يَتَوَجَّـــعُ
طَالَ الْفِرَاقُ وَقَلْبُنَــــا مُتَفَطّــــِرٌ* وَالْخَدُّ مِنْ عَبَرَاتِ عَيْنِــي يَلْمَــــعُ
حَصَدَ الْحِمَامُ أَحِبَّـــةً وَبَرِيَّـــــةً* وَغَدَا نِيَاطُ الْقَلْــبِ لَا يَتَقَطَّـــــعُ
وَتَجَبَّرَ الإِنْسَانُ لِلذَّنْـــبِ اقْتـــَرَفْ* وَبِظُلْمِــهِ للأَبْرِيَــــا لَا يَبْخَــــعُ
فَبِذَنْبِنَا وَبِجُرْمِنَا يَعْرُو الْبَـــــــلَا* وَبِحَوْبَةٍ مِنَّــا وَحــَــوْرٍ يُرْفَــــعُ
ولَقَدْ أُعيدَ لِثُلَّـــةٍ مجـــدٌ لَّهــــا* كانَتْ لِذَا الإنسانِ دَوْمًــا تَنْفَــــعُ
مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِلطَّبِيـــبِ وَعَالِــــمٍ* وَمُنَظِّفٍ وَجِهَازِ أَمْـــنٍ يَصـْـــدَعُ
فَبِنُبْلِهِمْ فَرَعُوا السِّمَاكَ وَجَـــاوَزُوا* وَلِشِــدَّة اللَّأْواء لَمْ يَتَضَعْضَعُــــوا
أَمَّا التَّفَاهَةُ هَذِهِ فَمَصِيرُهــَـــــا* زَبَدٌ جُفَــــاءٌ لَا يُـــرَى يَتَتَلَّــــعُ
يَاقَوْمُ تُوبُوا وَارْعَوُوا ثُمَّ اهْتـَــــدُوا* وَإِلَى إِلَهٍ نَّاصِـــــرٍ فَتَضَرَّعُـــــوا
رَبِّ ارْزُقِ الْقَوْمَ الخَلَاصَ فَإِنَّهُــــمْ* فِي حَالَــةٍ يُرْثَى لَهــَا بَلْ يُدْمَــــعُ
وَاكْشِفْ عَلَيْهِمْ مَا بِهِم مِّنْ غُمَّــــةٍ* عَقِبَ الضِّرَامِ فَإِنَّ كَشْفَكَ أَوْسَـــعُ
فَإِلَيْكَ نَشْكُوا ضُعْفَنَا مَعَ حَالِنَــــا* فَارْحَمْ عُبَيْدا فِي رَجَاءِكَ يَطْمَـــــعُ
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ المُجْتَبَــــــى* إِنَّ اللِّســَـــان بِذِكْرِهِ يَتَضــــَوَّعُ
وَعَلَى صَحَابَتِهِ الْكِرَامِ وَكُلِّ مَـــــنْ* يَرْجُو شَفَاعَتَهُ وَ نَهْجـــا يَتْبَــــعُ