باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
المعرفة ...السؤال
 في إحدى القنوات التّلفزيّة وفي إطار برنامج مهتمّ بالتّغذية، كان أحد المختصّين يشرح أهمّية الماء وضرورة أن يشرب الإنسان ما لا يقلّ عن ثلاث ليترات من الماء في اليوم ولكنّه لاحظ في الأثناء ضرورة تخلّص الجسم من الماء بعد أن يأخذ حاجته منه لما يسبّبه ذلك من أمراض ومشكلات صحيّة وظلّ يشرح الكيفيّات المعقّدة التي بها يتخلّص الجسم من الماء الزّائد عن الحاجة حتّى يتجنّب تخزينه. مازال حديث المختصّ عالقا بالذّهن وأنا أقرأ في الكتاب «وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ» ما العلاقة ياترى بين السّقيا وعدم التّخزين؟ ما أهمّية الموجّهات القرآنيّة في البحث العلمي؟ 
لست من أنصار الذين ينتشون عند العثور اتفاقا على بعض المؤيّدات القرآنية لبعض النّتائج العلميّة مع أنّي لا أنكر أهمّية ذلك في الأحاديث السّجالية. المفيد أكثر في تقديري أن يكون النّص القرآني مصدرا للتّفكير، بدءا بصياغة السّؤال ووضع الفرضيّات العلميّة إلى الإستفادة من الموجّهات القرآنيّة العلميّة في التّطبيقات العلميّة
فرق كبير بين أمّة تصوغ الأسئلة وتجعل العالم كلّه مبرمجا ذهنيّا للبحث فيها في إطار استراتيجيّة ضبتطها بنفسها ولنفسها وأمّة تستورد الأسئلة والإشكالات كما تستورد البضائع.