باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
ثقافة العنف، كيف نواجهها‎ ‎

 مهموم هذه الأيام بمسألة تنمية الذّوق الرّاقي والأحاسيس النّبيلة عند الطّفل. طفل اليوم يعيش ‏في حمّى صراعات الكبار. أكثر الأفعال التي يسمعها تتردّد، قتل وهدّم وأحرق. مشاهد الدّمار  تمر ‏أمام عينيه في كلّ لحظة مع منسوب مرتفع جدّا من العنف اللّفظي‎.‎

كانت الطّبيعة الجميلة من حولنا بالرّغم من الفقر المادّي الذي أحاط بنا من كل جانب، تبعث في ‏نفوسنا الرّاحة والطمأنينة، لازلت أذكر أيام الصّبا حينما كنت أتبع شويهاتي وصوت «أم كلثوم» ‏ينبعث من «الترنزيستور» الصّغير الذي لم يكن يفارقني تغني ما يطرب النّفس مثل رائعة «محمد إقبال» ‏حديث الرّوح أو القلب يعشق كلّ جميل وغيرها قد يصعب علينا فهم بعض كلمات تلك الأغاني ‏ولكنّها كانت تزرع في نفوسنا نبتة الحبّ وقيم الفضيلة‎. ‎
طفل اليوم مدلّل، مع التّأكيد على النّسبيّة، نجلب له ألعاب الخراب النّفسي ونسلّمه طائعين لعبث ‏الشّاشة بكلّ أنواعها، الكبيرة والصّغيرة، ثمّ نتعجّب بعد ذلك من سلوكياته العنيفة متناسين كمّية ‏العنف التي خزّنها صغيرا‎.‎
ما السبيل إلى تنمية معاني الحبّ والسّلام وقيم الخير عند الطّفل وقد تنوّعت مصادر العنف ‏وتعدّدت. لعلّنا نجد في تفاعلاتكم ما ينير دربا أصبح شائكا‎.‎