في العمق

بقلم
عمر بن سكا
أزمة المدرسة وإشكالية إعادة الإنتاج بين النظام التعليمي والمجتمع (1/2)
 مقدمة:‏
هذا الموضوع المقترح يعرض لقضيّة من أهم القضايا الشّائكة التي استأثرت باهتمام ونظر كلّ الفاعلين ‏والمهتمّين بمسألة التّربية والتّعليم داخل المجتمع؛ بدءا  بالمسؤولين والمشرفين على هذا القطاع الحيوي، ومرورا ‏بالفاعلين التّربويين والممارسين الذين هم في قلب معمعة المدرسة وتدافعاتها، ثم انتهاء بالآباء والأولياء الذين ‏يعنيهم بحدّة واقع ومستقبل المدرسة التي يتعلّم فيها أبناؤهم؛ الأمر يتعلّق بما عُبِّر عنه بأزمة المدرسة، وتحديدا ‏في علاقة هذه الأزمة بأنماط التّنشئة الاجتماعيّة التي تتبنّاها مؤسّسات المجتمع، وكذا بالأدوار المنوطة بالمدرسة ‏نفسها تأثيرا في المجتمع وتأثّرا به. وستكون مقاربة هذا الموضوع مقاربة سوسيولوجيّة وفق المنظور الذي يطرحه ‏عالم الاجتماع الفرنسي «فرانسوا دوبي» ‏François dubet، وذلك في إطار نقده -أولا- لنظريّة «إعادة الإنتاج» التي ‏نحتها «بيير بورديو»، والبديل الذي يقترحه بهذا الصدد وهو ما أسماه بـ «التّجربة الذّاتية» للمتعلّمين، من جهة ‏أخرى سنناقش عددا من القضايا التي أثارها «فرانسوا دوبي» أثناء معالجته لقضايا من قبيل: أزمة المدرسة، ‏والتّفاوتات الاجتماعيّة ودور كلّ من المدرسة والمجتمع في تعميقها أو الحدّ منها، وكذلك حديثه عن النّظام ‏المدرسي وسلطة الشّهادات والدّبلومات في علاقتها بالتّفاوتات المدرسيّة والاجتماعيّة...‏
1) من هو ‏François Dubet؟
فرانسوا دوبي/ ‏François Dubet‏ (1) عالم اجتماع فرنسي وأستاذ بجامعة بوردو الفرنسيّة،‏ تركزت أهمّ أعماله على قضايا السّوسيولوجيا والتّربية، الشّغل، النّظريّة السّوسيولوجيّة، العدالة...الخ، ولعلّ تصفّح أهم ‏كتبه: «لماذا يجب تغيير المدرسة؟ تلاميذ الثّانوي «‏les lycéens ‎‏»، النّفاق المدرسي، انحطاط المؤسّسة، مدرسة ‏الفرص، حقائق/شؤون المدرسة...» ‏ يوحي بالأهمية القصوى التي استأثرت بها المدرسة في أبحاثه وأعماله التي ‏قاربها من منظور سوسيولوجي ناقدا للسوسيولوجيا القديمة، وقوامه هو الدّراسات المقارنة والأبحاث الميدانية ‏الموسّعة.‏
2) التفاوتات الاجتماعية ودور كل من المدرسة والمجتمع؛ ‏
أ‌-‏ إشكالية إعادة الإنتاج حسب فرانسو دوبي:‏
قدم «دوبي» قراء لنظريّة «بورديو» فيها اعتراف بقوّتها في الطرح المتمركز حول مسألة ‏العنف الرّمزي وإعادة الإنتاج اللّذين تقوم بهما المدرسة، وأشار إلى أنّ أعمال «بورديو» لقيت إقبالا كبيرا في مجال ‏سوسيولوجيا التّربية وصدى واسعا لدى المعارضين لها من علماء الاجتماع أو المؤيّدين على حدّ سواء. وذلك عائد -‏حسب «دوبي»- إلى اعتبارين اثنين: الصّياغة الدّقيقة للنّظريّة والقوّة التّجريديّة والنّظريّة التي تتمتّع بها، كما أنّها ‏جاءت لدحض السّوسيولوجيا «السّعيدة» التي جاء بها دوركايم (القدرة على الاندماج، الحياد في المؤسّسات، ‏تكافؤ الفرص...). كما تعبّر نظريّة «بورديو» إلى حدّ كبير عن واقع المدرسة المتمثّل أساسا في خيبات الأمل في بعدها ‏الجماهيري إزاء المدرسة.‏
تجد «نظرية بورديو» - حسب دوبي - تأييدا حتّى في صفوف الممارسين والتّربويين، وهي لم تعوّض بنفس ‏الخصائص والبناء التّجريدي الكبير، حيث إنّ كلّ سوسيولوجيا التّربية تمرّ عبر نظرية «إعادة الإنتاج» وهي تتناول ‏في نفس الوقت المجتمع، الثقافة، الحراك الاجتماعي، المدرسة...الخ. لكن خلال فترة الثّمانينات بدأت ‏سوسيولوجيا التّربية تتجاوز وتنتقد هذا التّصوّر، حيث ظهرت مراجعات لهذه النّظرية «إعادة الإنتاج» بمبرّر أنّ ‏علماء الاجتماع بدأوا يتنبّهون إلى تغيّر السّياق الاجتماعي والسّياسات التّربويّة بشكل خاصّ، وبالتّالي الابتعاد عن ‏الأفق الذي طرحه «بورديو» وهو الثّورة في اتجاه خطّ الإصلاح والتّعديلات.‏
ثم إنّ المدرسة نفسها بدت كأنّها غير محكومة بقواعد عامّة، فهي ليست متجانسة، وليس كلّ المؤسّسات ‏تتميّز بنفس الأداء في الفعل، كما أنّ التّلاميذ هم ذوات وليسوا مجرّد متلقّين سلبيين للتّنشئة الاجتماعيّة، بل هم ‏‏-حسب دوبي- ذوات تتحكّم في تجربتها المدرسيّة. وبدلا من قوانين إعادة الإنتاج الخفيّة، بدا الحديث عن نظام ‏تعليمي باعتباره مجالا شبيها بالسّوق المدرسيّة؛ فيها عرض وطلب والتّلاميذ في هذا المجال فاعلون عقلانيون، يملكون ‏استراتيجيّات الحساب والّربح وتجنّب الخسارة...‏
من جهة أخرى يقول دوبي: الثّقافة المدرسيّة ليست كما تصوّرها «بورديو» على أساس أنّها امتداد وجزء ‏من ثقافة الطّبقات المهيمنة‎.‎‏ إنّها ذات كيان خاصّ وتختلف عن الثّقافة «البورجوازيّة». ويستحضر دوبي جانبا ‏آخر يدعو إلى إعارته الاهتمام الكافي وهو أنّ نظريّة إعادة الإنتاج لصيقة بصاحبها (بورديو) وفكره وخطّه النّضالي ‏باعتباره مثقّفا عضويا طالما انخرط في الدّفاع عن قضايا معينة تهم الجوانب الاجتماعيّة والإنسانية والاقتصادية.‏
يعتبر «دوبي» السوسيولوجيا السّابقة عموما موغلة في التّركيز على التّفاوتات المدرسيّة باعتبارها امتدادا ‏مباشرا للتفاوتات الاجتماعية لا أكثر. ورأى أنّ مشكلة تلك النّظريات السّابقة تكمن في اعتبار المدرسة علبة ‏سوداء تعيد الإنتاج عبر آليّات حتميّة، كما أنّها تنتج سوسيولوجيا بدون فاعلين؛ حيث الاستبعاد التّام لذاتية ‏الأفراد.‏
ومن الانتقادات الوجيهة التي سجّلت على نظرية «بورديو» أنّها اهتمت بالمدرسة بصفتها منظومة شاملة، ‏ولم تنتبه إلى ما يجري داخل النّظام المدرسي التّعليمي، والكيفيات التي ينظّم بها ذلك النّظام المدرسي، وطبيعة ‏الممارسات البيداغوجيّة، والمشاريع الفرديّة داخل المدرسة...لقد كان الهمّ الأكبر لدى «بورديو» هو البحث عن ‏الحتميّات التي تحكم المدرسة. ممّا يعني غياب الفاعل/التلميذ وعدم استحضارٍ لمعطياتٍ تخصُّ الجوانب ‏الشّخصية فيه من أفكار ومشاعر وعلاقات.‏
تساهم المدرسة في إنتاج التّفاوتات الاجتماعيّة وهي بذلك تكرّس الأفضليّة لصالح التّلاميذ ‏المحظوظين اجتماعيّا وثقافيّا. لكن هذا القانون -حسب دوبي- يعتبر عاما جدّا من أجل تفسير الاختلافات ‏الكبيرة في درجة أو هامش إعادة الإنتاج المستوحاة من المقارنات الدّولية المخصّصة لهذا الموضوع -وهي المعطيات ‏التي استند إليها دوبي في تحليله لهذا الموضوع». وانطلاقا من تلك الأبحاث يحاول هذا التصور بيان أن تلك ‏الاختلافات المشار إليها لا تُفسَّر مباشرة بواسطة ضخامة وحجم التّفاوتات الاجتماعيّة. ويسعى أيضا إلى تفسيرها ‏بطرح عاملين آخرين؛ الأول يعزى إلى دور الأنظمة المدرسيّة حيث يتبيّن أنّها تعزّز أو تخفّف بشكل أو بآخر آثار ‏وانعكاسات التّفاوتات الاجتماعيّة على التّفاوتات داخل المدرسة. الثّاني يتموقع في «مصب ‏AVAL=‎‏»/ مخرجات ‏المدرسة، تحديدا في شدّة تأثير أو سلطة الشّهادات التي تمنحها المدرسة على الولوج إلى المواقع الاجتماعيّة، يتبيّن ‏إذن بأنّ الشّهادات المدرسيّة تلعب دورا مُحدِّدا، بمعنى آخر كون التّفاوتات المدرسيّة تزيد،‎و ‎هذا يعني مباشرة ‏الزّيادة في صلابة وحدة التّفاوتات الاجتماعية أيضا. في نهاية الأمر إنّ الوظيفة المنوطة بالمدرسة في مختلف ‏المجتمعات هي من يحدّد حجم مشكلة «إعادة الإنتاج»، وليس فقط ما يدور في منبع المدرسة ونقصد به المجتمع ‏وآليات اشتغاله وتفاوتاته الطبقية.‏
وظيفة «إعادة الإنتاج»، والتي تضطلع بها المدرسة، تعدّ قاسما مشتركا ثابتا في المجتمعات المعاصرة التي ‏لدى أفرادها رغبة في أن يجدوا في المدرسة ومن خلال جزاءاتها (التّأهيل-الشّهادات) تبريرات لقضية الطّبقية ‏الاجتماعيّة التي تولّدت عن التّفاوتات الاجتماعيّة، وبالتالي فإعادة الإنتاج تمرّ عبر تحوّل التّفاوتات الاجتماعيّة ‏إلى تفاوتات داخل المدرسة بنفس الدّرجة، ثمّ التّفاوتات المدرسيّة إلى تفاوتات اجتماعيّة في إطار حلقة من التّكرار ‏المتعاقب.‏
حسب «دوبي» فإنّ هذا الطرح السّابق «لا يعد فقط غير تاريخي»/‏ahistorique، وإنّما هي مرتبطة ‏أيضا بالتّصور الفرنسي- يقول دوبي- لدور المدرسة كما يشهد بذلك صدى أطروحة كلّ من ‏‏«بورديو/‏Bourdieux‏» و«باسرون/‏J. Passeron‏» التي طوّرت في فترة حيث كانت الأبحاث والدراسات المقارنة ‏نادرة جدا. ومنذ حوالي عشرين سنة تلك الدراسات والأبحاث شهدت تضاعفا وكلها تؤكد أنه في كل الدول ‏الغنية تعد التفاوتات الاجتماعية عاملا محددا للتفاوتات المدرسية، وتبين أيضا بأنّ ذلك التّأثير له ‏مستويات جدّ متباينة حسب الدول. بعبارة أخرى، إنّ العلاقة بين التّفاوتات المدرسيّة ونظيرتها الاجتماعيّة ‏ليست موحّدة ووفق نمط واحد. وهذا يقود إلى التّساؤل حول ما إذا كان «ميكانيزم» إعادة الإنتاج الاجتماعي ‏الفعّال في كلّ الدول- كما توضحه إنجازات السّوسيولوجيا المقارنة للحركيّة الاجتماعيّة، -تلعب فيه المدرسة ‏نفس الدّور وبنفس المستوى››.‏
إن التباينات الملحوظة بين مختلف الدّول يمكن أن تفسّر بطريقتين؛ حيث نستطيع في البداية أن ‏نتساءل عن ماهية الدّور الذي تلعبه المدرسة ونظامها التّعليمي في تحويل التّفاوتات الاجتماعية إلى تفاوتات ‏داخل المدرسة نفسها. لكن يمكن أيضا تحويل التّساؤل إلى مجال البحث فيما يحدث في «مصبّ» المدرسة ‏ومخرجاتها؛ في الطّريقة التي تستعمل فيها المجتمعات الشّهادات المدرسيّة وتثمّنها. إنّ أطروحات «إعادة الإنتاج» ‏تقدم علاقة تسلسل بين «منبع» المدرسة: التّفاوتات الاجتماعيّة، والتّفاوتات المدرسيّة، لكن أيضا بين التفاوتات ‏الاجتماعية و«مصب» المدرسة: أي الوضع الاجتماعي المحصل عليه من طرف التّلاميذ. غير أنّ هذه السّلسة ‏بعيدة عن أن تكون تلقائيّة بهذا المعنى.‏
يقول فرانسوا دبي إنّه يمكن أن نفترض أنّه حينما تعتبر دولة ما الشّهادات والدّبلومات التي تمنحها ‏المدرسة محدّدا مركزيّا للوضع الاجتماعي للأشخاص، تكون لامحالة التّفاوتات المدرسيّة ذات دور اجتماعي معتبر ‏وقويّ في مستقبل الأفراد، وأيضا يمكن أن نتصوّر أنّ الآباء والأولياء سيفعلون كلّ شيء من أجل تعميق التّميز ‏والحظوة داخل المدرسة لفائدة أبنائهم ما دام المستقبل اللاّحق (الوضع الاجتماعي) رهين بذلك التّميّز الذي ‏سيحصّلونه في المدرسة.‏
في المقابل نفس التّفاوتات المدرسيّة تلعب دورا مختلفا في المجتمعات التي تعطي وزنا أقلّ لقيمة الشّهائد ‏والدّبلومات المدرسيّة، وتطور إلى جانب ذلك أنظمة تأهيل وتكوين مهني أخرى من أجل الحصول على الوظائف ‏والمناصب. وعليه فمن أجل فهم الدّور الذي تمارسه المدرسة في إنتاج وإعادة إنتاج التّفاوتات الاجتماعيّة لا ينبغي ‏فقط الاهتمام بالنتائج المدرسيّة لتلك التفاوتات، بل يجب كذلك أن ندرس الآثار الاجتماعيّة للتّفاوتات ‏المدرسيّة. إنّ الأمر يتعلّق بالميكانزيمين معا في تحديد الاختلافات بين الدول: «حيث يكون نمط اشتغال النّظام ‏المدرسي وقوة نفوذ الشّهادات والدّبلومات التي تمنح للتّلاميذ من أجل تحديد الوضع الاجتماعي، مؤثّرا بالمثل ‏تماما كالتّفاوتات الاجتماعيّة الواقعة في منبع/‏amont‏ المدرسة، في تشكيل التّفاوتات المدرسيّة وبالتّالي ‏النّتائج الاجتماعيّة المترتّبة عنها».‏
ب- النّظام المدرسي وسلطة الشّهادات:‏
سوسيولوجيا التربية أوحت لنا لأوّل وهلة، بأنّ كلّ شيء يحدث قبل المدرسة، بواسطة الخلفيّة ‏الاجتماعيّة والمرحلة التّمهيدية للتّنشئة الاجتماعيّة، ودفعتنا إلى التّفكير بأن التّفاوتات المدرسيّة ما هي إلاّ ‏انعكاس تلقائي ومباشر للتّفاوتات الحاصلة فعلا في المجتمع بين الطّبقات المحظوظة وغير المحظوظة. وبالتّأكيد ‏حينما نفكّر على مستوى الفرد، سنجد هذا الفهم موجودا بشكل صريح؛ فنحن «ننجح بشكل أفضل في ‏المدرسة، ذلك لأنّنا ننتمي للطبقات الاجتماعية المحظوظة». لكن هذا الطّرح لا يعني لنا الشّيء الكثير- يقول ‏دوبي- لأنّ مستوى التّفاوتات المدرسيّة ليس الانعكاس الميكانيكي لدرجات التّفاوتات الاجتماعيّة حينما نلاحظ ‏مجتمعات تعتبر نسبيّا متشابهة. من أجل تفسير تفاوتات محدّدة، لا ينبغي الرّهان فقط على ما يحدث خارج ‏المدرسة، وقد يكون ما يحدث داخل المدرسة إمّا يزيد من حدّة التفاوتات الاجتماعيّة على التّفاوتات المدرسيّة أو ‏يحدّ منها. من أجل تفسير اختلافات مدى وميكانيزمات إعادة الإنتاج، يجب الاهتمام بما يجري على مستوى ‏مصبّ المدرسة، خاصّة الكيفيّة حيث الألقاب المدرسيّة الموزّعة بشكل غير متكافئ تؤثّر على توزيع الأفراد في ‏المواقع الاجتماعية التي هي بدورها غير متكافئة. نرى إذن بأنّ هذا التّأثير غالبا ما يؤسّس على حجج لها علاقة بما ‏يمكن تسميته بـ «العدالة المستحقّة بالجدارة» التي لها أثر رجعيّ على التّفاوتات المدرسيّة، وكلّما كان للشّهادات ‏المحصلة تأثير قويّ وفائدة اجتماعيّة كبيرة، إلاّ وكانت التّفاوتات المدرسيّة قوية أيضا، وبالتّالي تكون التفاوتات ‏الاجتماعية شديدة.‏
المنهج الذي يقدّمه «دوبي» هنا يدعو صراحة إلى رفض الطّرح الكلاسيكي في نظرته لعلم اجتماع ‏التّفاوتات وإعادة الإنتاج الاجتماعي. ذلك أنّ إعادة الإنتاج بين مختلف الأجيال لا يجب أن ينظر إليها فقط من ‏زاوية الخصائص الفرديّة للأشخاص وما يحصلون عليه عن طريق الوراثة «الهبيتوس». إنّها علاوة على ذلك ترتبط ‏بالتّسويات والتّرتيبات المؤسّسية التي بواسطتها تعمل المجتمعات على تصريف أعضائها في قلب النّظام المدرسي، ‏وتحديدا تتعلّق بطبيعة العلاقات داخل المدرسة والأثر الذي تحدثه عبر سلطة الشّهادات والدّبلومات التي تتوّج ‏نهاية المسار التّعليمي للفرد.‏
يؤكد «دوبي» قائلا: « لابدّ من التّفكير في مستوى أداء المدرسة نفسها، ولكن ينبغي التّدخّل في مستوى ‏تأثير التّأهيلات المدرسيّة من أجل ألاّ تحدّد التّفاوتات المدرسيّة مصير كلّ مسارات الأفراد، يجب ضمان ‏سيرورات أخرى للتّكوين والتّوجيه والانتقاء الذي يعطي فرصا جديدة لهؤلاء الذين فوّتوا حظوظهم ‏المدرسيّة، وأنّ المدرسة ليست هي الوحيدة التي تحتكر مفهوم الاستحقاق وتحدّد قيمة الأفراد».‏
الهوامش
‏‎(1) François Dubet, sociologue, professeur à l’université de Bordeaux II, directeur‏ ‏d’études à l’école des hautes ‎études en sciences sociales. Chercheur au CADIS,‎‏ ‏ses travaux actuels portent sur l’éducation, le travail, les ‎sentiments de justice‏ ‏et la théorie sociologique.‎
OUVRAGES DE FRANÇOIS DUBET SUR L’ÉDUCATION
‏-‏Les lycéens, Paris, Le Seuil, 1991, 314 p.‎
‏-‏À l’école. Sociologie de l’expérience scolaire, avec D. Martuccelli, Paris, Le Seuil,‎ ‎1996, 367 p.‎
‏-‏Pourquoi changer l’école ?, Paris, Textuel, 1999, 140 p.‎
‏-‏L’hypocrisie scolaire, avec M. Duru-Bellat, Paris, Le Seuil, 2000, 232 p.‎
‏-‏Le déclin de l’institution, Paris, Le Seuil, 2002, 422 p.‎
‏-‏L’école des chances. Qu’est-ce qu’une école juste ?, Paris, Le Seuil/La République‎ des Idées, 2004, 96 p.‎
‏-‏Faits d’école, Paris, Éditions de l’EHESS, 2008.‎
‏-‏Les places et les chances, Paris, Le Seuil/La République des Idées, 2010.‎