حديقة الشعراء

بقلم
مختار البرني
فتوى القلب
 وحَصلَ ما كان في الحِسبَان    
اسْتسلَمتْ مَشاعِري طَواعِيةً
وخَرجَ عنْ صَمتِه القلبُ واللّسَان
انهَمرتْ أحاسِيسي عَاشِقةً
فيّاضَةً ... واضِحَةَ البيان
ونطقَ بِشهادَةِ الحبّ لِسانِي
فَمَا تَرانِي فَاعلا سَيّدتِي
غيْرَ الانْصِياعِ والإذْعَان
بلا لَفٍّ ولا دَوَرَان
لا تَلُومِيني إنْ تأخّرَ إعْلانِي
فقَدْ سَألْتُ قَلبِي فأفتَانِي
وقالَ يَا هذَا... غَريبٌ 
أنْ لا ترَى الشّمسَ باسِمةً
في وَضَحِ النّهَار
أمْ على عَينيكَ غَمامَةٌ ودُخان
أتْعَبْتنِي واللّهِ يا هذا
وحَرَمْتنِي النّوْمَ في غُرفِ 
وعلى وِسَاداتِ الحِسَان
أَخَائِفٌ أنتَ مِنَ الحُبّ
أَمْ أعْلنْتَ علَى الجَمالِ العِصيَان؟
لا هذا ولا ذاك يا قلبي
فأنا لِلحُبّ ولِحَوّاءَ عاشِق
وعِشقها دَمٌ يَسْرِي في شِرْيَانِي
أنا لا أَعرِفُ الرّاحة أبدا
إنْ هي هجرتنِي
ولا يُكَحّلُ النّوم أجفاني
أنا بِالحبّ وللحبّ
سطّرتُ طَريقِي
وعشقِي على شَاطِئِهِا رَمَانِي
فقالَ لِي الحُبّ
البَحرُ ورَاءكَ...
وحُبّ حوّاء أمامَكَ
إمَّا أنْ تَموتَ شهيدا
أوْ أنْ تَذوبَ في أحْضانِ النّساء
فَقلْتُ غبِيّ مَنْ خَيّرَ النّارَ
وتَخلّى عنْ نَعيمِ الجِنَانِ
أنا على الحُكّامِ والطّغاةِ
أتمَرّدُ... 
أُعْلِنُ ثَوْرتِي
ولا أعلِنُ على النّساء عِصْيانِي
سأنقشُ إسمي
في سماءِ العِشق
وأكتُبُ عَلى أَجْيادِهِنّ عُنوانِي
سأزرعُ قُلوبَهنّ
عِشْقا وَرْديا
وأكتُبُ شِعرا... نَثْرا وأغاني
ما دامَ بِالحُبّ يَنطقُ لِسانِي
سأُعْلِنُ لَهُنّ الوفاءَ والوَلاء
فأنا فِي حَضرَةِ النّساء
بالحبّ مُؤمِنٌ
أمَارِسُ حَلاوةَ الإيمَانِ
سأُقيمُ مَمْلكة الحبّ والسعادة
للحبّ ... للشّعر والجمال