كلمات
بقلم |
عبداللطيف العلوي |
كلمات إلى الله |
ربِّ هذا أنا ، طِينُكَ البشَريُّ ، خليفةُ من لا يَمُوتُ ..
أنا السَّيِّدُ العَبْدُ ، كالماءِ أَنزَلْتَني ، وإلى النَّهْرِ عُدْتُ ..
ضئِيلاً ومُنْتَكِسًا وصغيرًا كيومِ وُلِدْتُ
أنا سارِقُ اللَّذَّةِ المُسْتحيلَةِ ،
علَّقتُ قلبي على خاصِراتِ الصَّبايا ..
وأَسْرَفْتُ في وجعي وانتظارِيَ حتّى زَهِدْتُ ..
أنا من تَرانِي وتَعْرِفُنِي ،
حَطَبٌ في المواقِدِ أو قَصَبٌ في الموائِدِ،
ألْقَتْ عليَّ الحضاراتُ أسماءَ من شرّدُونِي
فَسُلَّتْ سُيوفُ الخَوارِجِ باسْمِي ..
وبِيعَتْ رُفاتُ الصّحابةِ والتّابِعِينَ ومن دخلَ البيتَ باسْمِي ..
وسِيقَ المَوالِي إلى غُرَفِ الاغْتِصابِ ،
وباسْمِي تُعَلَّقُ أمعاؤُهُمْ للكِلابِ على كُلِّ بابِ ..
وباسْمِي تُدارُ الكُؤُوسُ ، ويَعْلُو النّشيدُ المُقَدَّسُ ،
يَبني المُثَقَّفُ دولتَهُ المُسْتقِلّةَ في صَلَفِ اللُّغةِ المخْمَليّةِ ،
يَبْكي الرِّجالُ نِساءً تعِبْنَ من اللاَّرجالِ ،
ويحتفِلُ الشّعراءُ بجرحٍ جديدٍ وعاهِرَةٍ وكِتابِ ..
أنا ما تراهُ على كُلِّ بابِ
وَلكنّني صاغِرٌ دائمًا وقريبٌ إلى بابِ عَرْشِكَ مهما ابتعَدْتُ
|