دراسات

بقلم
د.عماد هميسي
أسلوب الحوار: الواقع والأهميّة (1)
 يعدّ الحوار ضرورة انسانيّة بحيث يعتبر مشتركا كلاميّا يفترض الآخريّة المغايرة، الّتي ‏تصنع بينها وبين حدود الذّات مسافة التقاء، إذ يتجاوز الاحتمالات اعتبارا من عدد ‏المحاورين، أو من عدد الآراء عند الشّخص ذاته، وحينها يمنح تعدّدية واضحة في طرحه ‏لعدد من البدائل بحثا عن نقطة التقاء بين الأطراف. هذه النّقطة أو المسافة هي ما يمكن ‏تسميتها بالإقناع، أو الحجّة، والّتي من خلالها تتوصّل الذّوات إلى صيغة تفاهم، إمّا بتقبّل ‏الاختلافات على تعدّدها، أو بالاتّفاق على أحدها إذا كان الأمر يفترض وجوب الأحاديّة. ‏فالحوار يعني خلق المناخ الملائم للتّفاهم، والتّعاون الّذي يساعد الجميع على توليد توجّهات ‏إيجابيّة أكثر، ويضعف بدوره الميول القائمة، أو الكامنة لتغذيّة النّزاع، والعداوة. وبدوره يغدو الحوار بمثابة القدرة على إحداث تغيّرات عميقة في طرائق نظر كلّ طرف إلى ‏الآخر، فالحوار إذن وسيلة للتّعايش السّلمي، والرّقي الحضاري، وهو الأسلوب الأسمى في ‏التّعامل مع جميع الآراء الثّقافيّة والدّينيّة والفكريّة، لإشاعة السّلام المجتمعي وتجنّب ‏نشوء أزمات حضاريّة، تزجّ بالإنسانيّة في نفق مظلم.‏
إنّ الحوار هو خيار منهجي، ومطلب واقعي بما يتضمّنه من اعتراف بالآخر، و‏بحقّه في الوجود، إذ بدونه تنعدم شروط الحياة الآمنة، وظروف السّلم الأهلي و‏الاجتماعي. فلا بدّ من إدارة الاختلاف والتّنوّع بين النّاس بشكل عقلاني، موضوعي بعيدا ‏عن نزاعات التّعصّب والتّطرّف والهيمنة، ذلك أنّ الحضارات لا تتصارع فيما بينها، و‏إنّما تتلاقح، وتتكامل لتنتج حضارة جديدة يستفيد بعضها من البعض الآخر، و‏بذلك يكون الحوار خلاصا للبشريّة من ويلات الحروب والصّراعات العقديّة و‏الدّينيّة خصوصا.‏
وعندما نتحدّث عن الحوار فإنّنا نتفتّح على مفهوم يحرّك التّواصل الإنساني، ويمثّل نقل كلّ ‏عناصر الفكر الإنساني بكلّ خصائصه الثّقافيّة، والشّعوريّة للإنسان الآخر. من هنا فإنّ ‏الحوار هو أن يكون الإنسان اجتماعيّا، واللاّحوار يعني موت الحركيّة الإنسانيّة فيعيش ‏الإنسان معزولا عن الآخر، وبالتّالي لا يمكن أن ينظر إلى الحوار في مضمونه الفكري ‏باعتباره جزءا من الحركة السّيّاسيّة أو الاجتماعيّة الآنيّة، بل على أنّه يمثّل آلية دائمة  ‏للتّواصل الإنساني.  وهو ما أشار إليه قوله تعالى:«يَّا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ ‏وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَّقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ‏‎…‎‏» [1] ‎ ‎.‎
وقد خصّ الله الإنسان من بين خلقه بهذه الميزة الفريدة، وهي ميزة التّحادث و‏التّحاور على قاعدة أنّ الغاية النّهائيّة لمثل هذا النّوع من تبادل المخزونات الإنسانيّة هي ‏تحقيق الهدف الأمثل للإنسان على الأرض، وهو خلافة الله تعالى.والحوار يمثّل في هذا الإطار التّواضع العلمي والثّقافي، ويعكس الشّعور بالحاجة الدّائمة ‏إلى تطوير العلم على هدى قوله تعالى: «‏‎…‎‏ وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا» [2] ‎‏ ‏.‎ 
فلا يطغى الإنسان بالاستعلاء الفكري والثّقافي بل ينطلق دائما من خلال ما ينتجه من ‏خصوصيّة فكريّة وثقافيّة، ليعرضه على فكر الآخرين وعلى ثقافتهم. وبذلك يكون ‏الحوار آليّة في تلاقح الأفكار وتطويرها، ووسيلة من وسائل تنظيم حركة الخصوصيّات ‏الفكريّة والثّقافيّة، في رحلة البحث عن الحقيقة.‏
المسألة الأولى: 
أهميّة أسلوب الحوار في القرآن الكريم:‏
الحوار من فعل حور، حور بفتح الحاء وسكون الواو وهو الرّجوع عن الشّيء إلى الشّيء.‏
وأحار عليه جوابه: ردّه. وأحرت له جوابا، وما أحار بكلمة، والإسم من المحاورة، ‏الحوير، وتقول: سمعت حويرهما وهو حوارهما [3] ‎‏ ‏.‏
وجاء في القاموس المحيط أنّ الحوار في اللّغة هو:«تراجع النّاس للكلام فيما بينهم» [4] ‎‏.‏ 
والمحاورة هي مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وهم يتحاورون أي يتراجعون ‏الكلام، والمحاورة أيضا هي المجاوبة، ويقال كلّمته فما أحار إليّ جوابا، وما رجع إليّ ‏حويرا ولا حويرة ولا محورة، ولا حوارا أي ما ردّ جوابا. ‏
إذن فالحوار في اللّغة هو مراجعة الكلام، وتداوله بين طرفين، والتّجاوب فيه بالمخاطبة و‏الردّ [5] ‏.‏
أماّ الحوار في الاصطلاح فهو:«نوع من الحديث بين شخصين، أو فريقين، يتمّ فيه تداول ‏الكلام بينهما بطريقة متكافئة، فلا يستأثر أحدهما دون الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبعد ‏عن الخصومة والتّعصّب، وهو ضرب من الأدب الرّفيع وأسلوب من أساليبه» [6] ‎‏‏. ‏وعرّف أيضا : «بأنه مناقشة بين طرفين، أو أطراف يقصد بها تصحيح كلام، أو إظهار ‏حجّة، أو إثبات حقّ، ورفع شبهة، وردّ الفاسد من القول والرّأي» [7]‏ ‏.‏ وبأنه: «مجادلة بين شخصين، أو فريقين حول موضوع محدّد، لكلّ منهما وجهة نظر ‏خاصّة به، هدفها الوصول إلى الحقيقة أو إلى أكثر قدر ممكن من تطابق وجهات النّظر، بعيدا ‏عن الخصومة أو التّعصّب، بطريقة تعتمد على العلم والعقل، مع استعداد كلا الطّرفين ‏لقبول الحقيقة، و لو ظهرت على يد الطّرف الآخر» [8] ‎‏‏.‏
كما عرّف :«بأنه عبارة عن محادثة بين طرفين أو أكثر، يعرض فيها كل طرف أفكاره ‏ويبيّن موقفه ويقدّم قراءته بقصد توضيح فكرته ودعم رأيه، أو الوصول إلى نتائج أو ‏قناعة مشتركة، أو تغليب رأي على آخر، أو ترجيح فكرة على أخرى» [9]‏‏.‏
ويظهر من خلال هذه التّعاريف أنّ الحوار هو كلمة جميلة رقيقة تدلّ على التّفاهم، والتّفاوض، والتّجانس، وهو أسلوب إصلاحي يستخدم فيه أطوار الحوار الأسئلة والأجوبة، بهدف إثارة أذهان المتعلمين، ودفعهم إلى تمحيص الأفكار، ومحاكمتها عقلا ‏للوصول إلى الحقائق الّتي لا تقبل الشّكّ،أو الجدل. هذا هو الحوار الّذي يثير عواطف النّاس، ‏وآنفعالاتهم الوجدانيّة لما يترتّب عليها من آثار إصلاحيّة طيّبة تتمثّل في انقياد المتحاور ‏للسّلوك الحسن، والعمل الصّالح.‏
والحوار يلتقي مع الجدال في كونهما حديثا ومراجعة للكلام بين طرفين، ويفترقان في أنّ ‏الجدال فيه لدد في الخصومة، وشدّة في الكلام، مع التّمسّك بالرّأي، والتّعصّب له،  ‏ولذلك لم يؤمر بالجدل، و لم يمدح في القرآن الكريم، و لا في السنّة النّبويّة على إطلاقه، و إنّما الممدوح منه ما قيّد بالحسنى أو بالحقّ، كما في قوله تعالى: «‏‎…‎‏ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ ‏أَحْسَنُ‎…‎‏»‏ [10] ‎‏ [11] ‎‏ ‎ ‎ ‏ .‏
كما يتوافق الحوار مع المناظرة من حيث أنّ كلاهما يسعى إلى إظهار الصّواب، إلاّ أنّ ‏المناظرة أدلّ في النّظر والتّفكّر، وتعتمد على الدّقّة العلميّة والشّروط المنطقيّة، على عكس ‏الحوار فهو أدلّ في مراجعة الكلام وتداوله‏ [12] ‎‏.‏
ويختلف الحوار عن المحاجّة من حيث أنّ هذه الأخيرة في الغالب هي صفة مذمومة القصد ‏منها دفع الخصم ورده،لا لبيان الحقّ، وهي قريبة من معنى الجدال والمخاصمة [13] ‎‏ ‏.‏
تعتبر الممارسة الحواريّة أحد أهمّ الأسس الّتي قامت عليها الحضارة الإسلاميّة فقد طبع ‏الأسلوب الحواري سائر الممارسات في التّجربة الإسلاميّة ضمن المنظور الحضاري ‏الإسلامي الّذي يحدّد علاقة الأنا بالآخر، فضلا عن علاقة الأنا بالذّات الإسلاميّة. فمن ‏المعروف أنّ التّجربة الإسلاميّة قامت على مسلّمة قرآنيّة باعتباره كلام أنزل على محمّد صلّى ‏الله عليه وسلّم، واللّغة بطبيعتها اختلافيّة، وقد شهدت الممارسة التاّريخيّة الإسلاميّة حوارا ‏داخليّا بين الذّات ونفسها، حيث تجلّى الحوار والاختلاف مع الذّات من خلال المذاهب ‏الفقهيّة كالحنفيّة والمالكيّة والحنابلة والشاّفعيّة، والظاّهريّة...، ‏وتجلّى منهج الحوار مع الآخرين من خلال المدارس العقديّة الكلاميّة كالمعتزلة، والأشاعرة، وأصحاب الحديث، والشّيعة...، فممارسة الحوار إذن صفة ملازمة الذّات ‏الإسلاميّة. ولعلّ هذا من أبرز ما يميّز الحوار في القرآن الكريم، ذلك أنّه مستمدّ من عالميّة ‏الدّين الإسلامي أي أنّه ظاهرة انسانيّة، وضرورة حياتيّة يبرّرها التّفاوت البشري في ‏العقول والأفهام والأمزجة، فقد قال الله تعالى مؤكّدا هذا التّفاوت والاختلاف: «وَلَوْ ‏شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَّلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ‎ ‎إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلكَ ‏خَلَقَهُمْ‎…‎‏» [14] ‎‏.‏ ‏ ‏
ولمّا كان الحوار من أهمّ وسائل التّفاهم بين النّاس ومن أهمّ الوسائل الموصلة إلى الحقّ، ‏باعتباره فريضة شرعيّة  وضرورة إنسانيّة، فإنّ ذلك يلزم مصلحي هذا الزّمان أن يتفنّنوا ‏في استخدامه بهدف الولوج إلى العقول والقلوب البشريّة، وإزالة أدران الجهل والتّخلّف ‏منها، وغرس محمود الفضائل وكريم الطّباع. أي أنّ المسلم إذا كان يسعى إلى الإصلاح ‏من خلال وسائل وطرق، فإنّ وسيلته الأولى المتقدّمة على غيرها هي وسيلة الكلمة والحوار، ذلك أنّ الكلمة رسالة وأمانة: رسالة يجب أن تقال وتؤدّى، وأمانة يجب أن ‏يراعي فيها كلّ ما من شأنه أن يفي بوصولها، فالكلمة الطّيّبة سلاح المسلم المصلح في آداء ‏رسالته الإصلاحيّة النّبيلة. ‏
لذلك فبقدر ما يكون المصلح متمكّنا من فنّ الحوار، محيطا بآدابه، وبأساليبه، بقدر ما يكون ‏أقدر على النّجاح في دعوته، فكم من ضالّ دخل في الإسلام عن طريق الحوار، وكم من ‏مبتدع فاسق رجع عن بدعته بسبب الحوار، وكم من عاص تاب إلى ربّه ورجع إلى ‏عقله بعد محاورته. ومن ذلك مثلا الحوار الّذي كان سببا في إسلام عمر بن الخطّاب، و حوار ابن عبّاس مع الخوارج الّذي كان سببا في رجوع ألفين منهم عن بدعتهم...ومن ‏الحوارات المصيريّة الحاسمة الكثيرة الّتي كانت سببا في كبت الفتن وتوحيد الكلمة، و‏إنهاء النّزاع والخلاف، الحوار الّذي كان بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة، ‏والّذي انتهى بمبايعة أبي بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين،         والحوارات الّتي كانت ‏بين عبد الرّحمان بن عوف وأصحاب الشّورى بعد وفاة عمر رضي الله عنه، وحوار أبي ‏بكر رضي الله عنه وعمر بن الخطّاب رضي الله عنه في قتال المرتدّين، وكذا حوارهما ‏في جمع القرآن الكريم، وغيرها... وبالتّالي لا يخرج الحوار في المنظور القرآني عن كونه ‏أسلوب إصلاح ووسيلة هداية، وتمنّي الخير للآخر، لذا يتميّز الإسلام بأنّه دين حقّ و‏إصلاح، ورسالة حقّ ووئام، والمسلم في حواره مع الآخر يتعامل معه كما يعامل الطّبيب ‏المريض الّذي تلزمه العناية اللاّزمة لعلاجه، فيقدّم له الدّواء بجرعته المنتظمة ويتابع ‏تقريره الصحّي بعناية مستمرّة ويتحمّل منه الأذى ويصبر عليه، أملا في شفائه، و‏هكذا المحاور يدعو بالحكمة، والموعظة الحسنة على هدى الأنبياء، والمرسلين ‏ملتزما بنهجهم في الإصلاح.‏
يقول الله تعالى:«فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ‎…‎ ‏» [15] ‎‏ ‏
إنّ الحوار مع الآخر يأتي في إطار حماية الإنسان لذاته وتهيئته ليقوم بعمارة الكون ‏وخلافة الله تعالى وعبادته بالعلم النّافع والإيمان الصّادق والعمل الصّالح و‏التّواصي بالحقّ والصّبر بعيدا عن النّزعة الماديّة والاستغلاليّة الّتي تدعو إليها كثيرا من ‏الثّقافات الحديثة والقديمة، وبعيدا عن الشّقاق والنّزاع والصّراع. وهذا ليس بغريب ‏عن ثقافتنا الإسلامية إذ الرّأي الصّحيح يحتمل الخطأ، والرّأي الخاطئ يحتمل  الصّواب، أي أنّه ليس لأحد أن يدّعي الحقيقة المطلقة، وليس له أن يخطّئ الآخرين لمجرّد إقتناعهم برأي ‏مخالف. فالحقيقة نسبيّة والبحث عنها حتّى من وجهة نظر الآخر المختلف طريق مباشر من ‏طرق المعرفة، وهو في نفس الوقت أسمى أنواع الحوار، كما أنّ للآخر الحقّ في الدّفاع عن ‏رأيه أو موقفه أو اجتهاده، ولا بدّ من وجوده، ولا يمكن أن يعزل عن الأنا.‏
إن ّ فهم الآخر، ثمّ التّفاهم معه لا يتحقّقان من دون أن يتّسع الأنا له، وبالتّالي كلّما سما ‏الإنسان وترفّع عن أنانيته، وأوجد في ذاته مكانا أرحب للآخر كلّما أوجد مساحة مشتركة ‏معه، لأنّ الحقيقة ليست في الأنا، بل في الحوار مع الآخر، وفي تكاملها معه، بل الحوار مع ‏الآخر اكتشاف للأنا، وإضاءة ساطعة مع النّقص الّذي لا تخلو منه كلّ شخصيّة إنسانيّة. ففيه ‏‏(الحوار) تتغيّر سلوكات الآخرين إلى الأفضل، وتروّض النّفوس على قبول النّقد، و الاعتراف بالخطأ واحترام آراء الآخرين، وهو مفيد في إيصال الفكرة للآخرين. كما يعدّ ‏وسيلة لتلاقح الآراء والأفكار، وبيان الخطإ فيها من الصّواب، وهذا لا يتأتّى إلاّ من خلال ‏نظر كلّ محاور إلى دليل الآخر، والّذي يساهم في أن يبصر المحاور وينقذ ذاته.‏
إنّ الحوار هو البديل عن الفوضى العارمة في الأفكار والمفاهيم والاتّجاهات، فحين ينغلق ‏الأفق وتسدّ المنافذ أمام الحوار القائم على معايير مضبوطة ومنطقيّة في جوّ تسوده ‏الحريّة والاحترام، سيغلق كلّ صاحب فكرة على نفسه ويحيط مريديه بسياج يحجبهم عن ‏الآخر، وفي هذا خطر جسيم على المجتمع، ويجعله عرضة للخراب، والفوضى ‏في أيّة لحظة. فالحوار هو أهمّ وسيلة لتعميق الوحدة وتعظيم القواسم المشتركة بين أبناء ‏المجتمع، وهو ينضج الأفكار ويسهم في أن تستخرج المجتمعات أفضل ما لديها، ممّا ‏يساهم في تقدّمها ورقيّها. وعليه فإنّ فتح باب الحوار بين جميع أبناء المجتمع في كلّ ما ‏يعرف لهم من قضايا  فكريّة واجتماعيّة وسياسيّة، والاستجابة لمخرجاته، هو ‏السّبيل الأمثل لتجاوز حالة الجمود الفكري والحضاري الّذي تعيشه المجتمعات ‏الإسلامية [16] ‎‏ ‏.‏
الهوامش
[1] ‎‏ سورة الحجرات - الآية 13.‏
[2] ‎‏ سورة طه - الآية 114.‏
[3] ‎‏ ابن منظور: لسان العرب 4/217 - مادّة حور.‏
[4] ‎‏الفيروز آبادي: القاموس المحيط - 2/16 - فصل الحاء- باب الرّاء.‏
[5] ابن منظور: لسان العرب، 4/218-219 مادّة حور./الرّاغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، 135./ابن فارس: معجم مقاييس اللّغة، ‏‏1/433 مادّة حور./الجوهري: الصّحاح، 2/640 مادّة حور./مجمع اللّغة العربيّة: المعجم الوسيط، 1960./محمّد مرتضى الزّبيدي: تاج ‏العروس، 3/162مادّة حور.‏
[6] يحيى بن محمّد بن أحمد زمزمي: الحوار: آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسّنّة، دار التّربية والتّراث ودار رمادي الدمّام للنّشر- مكّة ‏المكرّمة- السعوديّة، 22.‏
[7] بن عبد الله بن حميد: أصول الحوار وآدابه في الإسلام- دار المنارة للنّشر والتّوزيع – طبعة 1 – 1415 هـ / 1994 م – السّعوديّة -‏‏3./عبد الرّحمان النّحلاوي: أصول التّربية الإسلاميّة وأساليبها في البيت و المدرسة و المجتمع- دار الفكر- طبعة 25 – 1428 هـ / 2007 م -‏‏185.‏
[8] بسّام داود عجك: الحوار الإسلامي المسيحي- رسالة ماجستير- دار قتيبة للطّباعة والنّشر والتّوزيع، طبعة1 1418 هـ /1998 م - 20.‏
[9] عبد الملك بن عبد الله الجويني: الكافية في الجدل – مطبعة عيسى البابي الحلبي – طبعة 1 – 1399 هـ/1979 م مصر - 21./ و اُنظر عبد ‏الحميد الهاشمي: الرّسول العربي المربّي- دار الثّقافة للجميع- طبعة 1-، 1401 هـ/1981م-451.‏
[10] سورة النّحل - الآية 125.‏
[11] اُنظر الجوهري: الصّحاح 4/1653. واُنظر ابن منظور: لسان العرب - 11/105 مادّة-جدل. واُنظر الجرجاني:التّعريفات - 78. واُنظر محمّد ‏الأمين الشّنقيطي: آداب البحث والمناظرة- تحقيق سعود بن عبد العزيز العريفي- دار عالم الفوائد- مجمع الفقه الإسلامي بجدّة- السّعوديّة ‏‏2/75. ‏
[12] اُنظر بسّام داود عجك: الحوار الإسلامي المسيحي-21.‏
[13] اُنظر ابن منظور: لسان العرب 2/226 إلى228.واُنظر الفيروز آبادي: القاموس المحيط 1/188. واُنظر ابن الجوزي: زاد المسير ‏‏1/307. واُنظر محمّد راشد ديماس الرّاشد: فنون الحوار والإقناع- درا ابن حزم- طبعة 1 1435هـ/2013 م - 40.‏
[14] سورة هود - الآية 118-119.‏
[15] سورة الشّورى - الآية 48.‏
[16] اُنظر صالح عبد الله بن حميد: أصول الحوار وآدابه في الإسلام 6 إلى 10.واُنظر الشّنقيطي: آداب البحث والمناظرة2/4. واُنظر أحمد ‏بن عبد الرّحمان الصويان: الحوار: أصوله المنهجيّة وآدابه السّلوكيّة- دار الوطن 1141هـ/1728م-  الرّياض السّعوديّة 66. واُنظر ‏الذّهبي: الكبائر- دار النّدوة الجديدة - 149. واُنظر معن عبد القادر: مناقشة ابن عبّاس الخوارج: مجلة البيان-1408هـ/2013م-12.‏