حوار الحضارات

بقلم
عدلاني بن ثابت
معرفة الآخر ومحاورته ضرورة للتأثير والتأثر مناظرات أحمد ديدات نموذجا (3/3)
 (3) المناظرات باعتبارها آلية للحوار والتعايش عند ديدات 
اعتبر «ديدات» الخلاف مع الآخر سواء كان اختلافا عقديّا أو اختلافا فكريّا لا يفسد للودّ قضيّة، بل دعا إليه ودعّمه بحجج وبراهين من النّص المؤسّس للدّين الإسلامي. اشتُهر «أحمد ديدات» بعقد المناظرات في أنحاء كثيرة من العالم حتّى أصبحت ديدنه. ولكن ما المناظرة؟
عرّفها عبد الرّحمان حسن حبنّكه الميداني فقال: «المناظرة هي المحاورة بين فريقين حول موضوع لكلّ منهما وجهة نظر فيه تخالف وجهة الفريق الآخر، فهو يحاول إثبات وجهة نظره وإبطال وجهة نظر خصمه، مع رغبته الصّادقة بظهور الحقّ والاعتراف به لدى ظهوره»(1) 
وهو أسلوب اعتمد عليه «ديدات» في محاورة النّصارى، وقد اقتبسه الرّجل من القرآن حسب قوله، فالقرآن يدعو إلى المحاورة ويطالب أتباعه بتبنّيها في كلّ الأوقات والأحايين سواء أكان الأمر بين المسلمين أنفسهم أم بينهم وبين غيرهم من أتباع الدّيانات الأخرى، ذلك لأهميّة المحاورة من حيث أنّها ذات بعد إنساني لاتستقيم حياة النّاس في غيابها،ومن الأمثلة على ذلك ماورد في النّصّ القرآني من أمر بدعوة النّصارى إلى التّحاور مع المسلمين بحثا عن الصّواب والحقيقة «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألّا نعبد إلّا الله ولا نشرك به شيئا ولايتّخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله» (2). فقد دعتهم هذه الآية إلى إقامة  حوار هادف وحدّدت منطلق «أحمد ديدات» لمناظرة النّصارى استجابة لواجب ديني إذ يقول: «إنّ ديننا الإسلامي يدعونا ويحثّنا على أن نكون دعاة وأن نجادل المشركين وأهل الكتاب بالتي هي أحسن، قال تعالى: «ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»»(3). فإذا المناظرة عند «ديدات» منهج دعوي وأسلوب قديم حديث أضفى عليه هذا المناظر المسلم تغيّرات فأصبحت المناظرات تُجرى في بلاد النّصارى بعد أن كانت مقتصرة على كتب الرّدود،وأصبحت تعقد في القاعات الضّخمة أمام جمهور يجمع المسلمين والمسيحيّين.
ومن  أبرز المناظرات تلك التي جمعت «أحمد ديدات» بالدكتورإيجكلارك (Ajclark) في مدينة برمنجهام الإنجليزية (Birmingham) حول موضوع «هل عيسى اله؟». وليست هذه المناظرة وغيرها إلاّ فرصة سانحة للدّعوة إلى الإسلام والتّعريف به عند الآخرمن ناحية والتّعرف على الآخر ونظرته للإسلام من ناحية ثانية. ومن نتائج ذلك أن تحوّلت ساحات المواجهة من عسكريّة الى فكرية ومن التّطرف والانغلاق الى الانفتاح والقبول. 
وقد كان للمناظرات التي عقدها «أحمد ديدات» تأثير كبير في صفوف الحاضرين مسلمين كانوا أو نصارى، لما له من قوّة إقناع وحسن استعمال الاستدلال العقلي فضلا عن اطّلاعه الكبير على الكتاب المقدّس وتناقضاته. وقد عقد أكثر من مناظرة في موضوع تحريف الكتاب المقدّس وألّف في ذلك كتابا يحصر فيه أخطاءه التي بلغت خمسين ألف خطإ، وقد ساهمت كلّ هذه العوامل  في ترجيح كفّته تقريبا في كلّ المناظرات التي عقدها مع رجال الدّين النّصارى. 
ومن الأساليب التي اعتمدها «ديدات» للتّأثير في الجمهور من النّصارى وترغيبهم في الإسلام استعمال العقل والحجج المنطقيّة أو جعل كتابهم المقدّس حجّة على بطلان العقائد النصرانيّة. ولعلّ غموض هذه العقائد وعدم عقليّة بعضها يجعل من السّهل نسفها بوضعها على مِحكّ العقل،حتى أنّ بعض القساوسة يعترفون بغموض عقائدهم عندما تُعوزهم الحجّة المنطقيّة، فهذا أنيس شرّوش القسّ المسيحي يجيب على سؤال طُرِح عليه في مرحلة المناقشة من مناظرته مع ديدات: «كيف يُمكن أن نثبت أنّ الثلاثة في واحد والواحد في ثلاثة؟».فيقول: «نستطيع اللّيلة أن نقول لقد قدّم الله نفسه وابنه الوحيد والرّوح القدس..واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد سرّ ليس عليكم أن تفهموه بل عليكم أن تتقبّلوه» (4) ؛ممّا يعني أنّ عقيدة التّثليث هي عقيدة سرّ لايُمكن للعقل البشري أن يفهمها وإنّما عليه أن يتقبّلها. 
ولكنّ هذه النّتيجة تُناقض المسار الحجاجي الذي اتّبعه أثناء المناظرة فقد أجهد نفسه في البحث عن أمارات التّثليث في الإنجيل وفي الطّبيعة وعدّدها وشرحها ووضّحها، ولكن سرعان ما تهاوى هذا الصّرح الحجاجي أمام سؤال طرحه أحد الحاضرين لتكون عقيدة التّثليث غامضة غير منطقيّة يجب الإيمان بها دون فهمها،واستطاع «ديدات» أن يتسلّل من مثل هذه الثّغرات ليُبطل معتقدات خصومه ويُغري الجمهور من النّصارى أن يتركوا النّصرانيّة ويعتنقوا الإسلام دينا ضمن توجّه عقدي يرى أنّ الإسلام هو الدّين الحقّ وما سواه باطل؛ 
ولئن كانت هذه المناظرات في ظاهرها محاورة تقوم على دفع الحجّة بالحجّة إلاّ أنّها في واقع الأمر صراع ديني يسعى فيه كلّ من الداعيّة المسلم والمبشّر النّصراني إلى ترغيب النّاس في الإسلام أو النصرانيّة، ويرى «ديدات» أنّ الفئة الأكثر تحوّلا إلى الإسلام هي تلك التي ورثت المسيحيّة دينا دون الإيمان الكامل بها وفي هذا السّياق يقول: «نجد في هذه الدّول مسيحيّين يتّصفون بضعف الجانب العقائدي، فهم لا يُؤمنون بالمسيحيّة إيمانا كاملا أو-بالأصحّ- غير مقتنعيـن بمافي دينهـم.إنّهم مسيحيّـون بالاسم  والمرء من هــؤلاء حين يستمع إلى مناظرة من مناظراتنا يصل إلى قناعــة بأنّ الإسلام هو غايته المنشودة وإنّ ما عداه من الأديان زيف وضلال»(5).
وما يُمكن قوله إنّ المناظرات تقوم بدور كبير في إقناع النّاس وحشد الجماهير ومن هنا تظهر جدّة هذا الأسلوب في الدّعوة، فهو يتماشى ومقتضيات الرّاهن وكان أن نبغ «أحمد ديدات» في هذا الأسلوب وعُني بتطويره واكتساب خبرات عديدة خاصّة بإجادة لغات كثيرة والاطّلاع العميق على نصوص الكتاب المقدّس في كلّ نُسخه ممّا أكسبه شهرة فائقة وصيتا ذائعا وزادت درجة انبهار النّاس به خاصّة عندما كان يستحضر نصوص الكتاب المقدّس عن ظهر قلب بل ويُصحّح لخصومه استدلالاتهم وهم القساوسة الذين يُفترض فيهم أنّهم أكثر النّصارى معرفة بكتابهم المقدّس. وبهذه الطرُق أنشأ الدّاعيّة المسلم اعتقادا لدى مستمعيه يُصوّره متضلّعا في النّصرانيّة عارفا بكلّ دقائقها. 
والذي نخلص إليه –في هذا المستوى من التّحليل- أنّ للمناظرة تأثيرا كبيرافي الجمهور، جمهور الحاضرين مباشرة في القاعة، أو جمهور المتابعين لها عبر أشرطة الكاسيت أو الفيديو أو الكتب المترجمة لعديد اللّغات.وهذا التأثير يمكن درسُه ضمن ثلاثة مستويات:
- المستوى الأوّل يخصّ الجمهور النّصراني ضمن هدف نشر الإسلام والدّعوة إليه، بحيث يعمل الداعيّة المسلم أثناء المناظرة على إقناع هذا الجمهور باعتناق الإسلام بطرق مختلفة. وقد يحصل أن يتجاوب البعض معه فيتحوّلون عن النّصرانيّة إلى الإسلام. 
-أما المستوى الثاني فيخصّ الجمهور المسلم ضمن هدف ترسيخ العقيدة الإسلاميّة عند معتنقيها وتسليحهم بحجج الدّفاع عنها؛ ذلك أنّ أغلب المسلمين الحاضرين في المناظرة لايفقهون كثيرا في أمور عقيدتهم لأنّهم يسكنون في بلدان لايستطيعون فيها ممارسة شعائرهم الدّينيّة أو التّعرّف أكثر على دينهم خاصّة وأنّ هؤلاء المسلمين مهدّدون بدعوات التّبشير ومعرّضون أكثر لأسئلة المحيطين بهم من النّصارى. 
لذلك فإنّ تأثير المناظرة في الجمهور المسلم -وفق أحمد ديدات- يزيد في تمسّك المسلمين بدينهم ذلك أنّه قال: «بالنسبة للمسلم فإنّ المناظرة تعطيه دفعة قويّة للتمسّك بمبادئ دينه هذا من ناحيّة ومن ناحيّة أخرى فإنّ المناظرة تعتبر شحنة قويّة وإيجابيّة لهذا المسلم وتكون قوّة دفع له فيُكمل مشواره على طريق تمسّكه بدينه الإسلامي» (6) .
-أمّا المستوى الثالث فيتمثل في اعتبارالمناظرات جسرا للتّواصل بين الفرقاء والمختلفين وأصحاب الرؤى والدّيانات المختلفة في كنف الاحترام والقبول، فالمناظرات تعتبر مقوما من مقومات حوار الأديان الذي أضحى مطلبا عربيا وغربيا لتجسيد الرّؤية المستقبلية للعلاقة بين الثّقافات المختلفة في كنف الاحترام تجنبا للحروب الدينية التى أضحى شبحها يخيم على العالم بأسره لاسيّما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 وغزو العراق سنة 2003 ومايحصل اليوم في سوريا واليمن والعراق من صراع سياسي مقيت لٌبس لبوسا دينيا عقديا 
مايمكن أن نخلُص إليه هو أنّ المناظرات الدينيّة -وهي الأسلوب الدّعويّ المميّز لمنهج أحمد ديدات في نصرته للإسلام وفي ردّه على النصرانيّة-قد وسّعت مجال الحوار بين المسلمين والمسيحيين من الحيّز الضيّق الذي كانت تُعقَدُ ضمنه في قصور الأمراء أو في مجالس الخاصّة مقتصرةً على عدد محدود من الحاضرين إلى مجال أرحب حيث تقام في قاعات ضخمة تتّسع للآلاف ويُسمح فيها لكلّ النّاس بالحضور وتنقل عبر القنوات التلفزيّة وتُسجّل في محامل تسجيل مختلفة. 
وقد أعقبت مناظرات ديدات الدينيّة نجاحات متتاليّة حقّق فيها أهدافه التي تراوحت بين نشر الدّين الإسلامي في صفوف المخالفين وترسيخ العقيدة الإسلاميّة عند معتنقيها وترسيخا لمبدأ قبول الآخر المختلف والتّحاور معه والتّناظر معه سيما وأنّ روابط الالتقاء عديدة كوحدة أصل الأديان السّماوية والمشترك بينها . 
ويعود هذا النّجاح الذي حقّقه «ديدات» في فنّ المناظرة إلى اطّلاعه على عقائد الخصم المجادل وتمكّنه من اللّغات الأجنبيّة وتوظيف العقل وانتقاء الحجج والاطلاع على الآخر من خلال الآخر لا من خلال ما يقال عنه، فديدات عاش في أوروبا وتنقّل بين دولها وعاشر أصحاب الدّيانات الأخرى. 
وقد أجاب «أحمد ديدات» عندما سئل عن سرّ نجاحه فقال: ««هو نجاح مستمدّ من المنهاج الذي أتّبعُه في مناقشة غير المسلمين وهو منهاج مستمدّ من قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾[البقرة، 2/111]»إنني عندما أحاور مسيحيّا أو يهوديّا لا أبدأ بقول ديننا فيه...وفيه...بل أقول هاتوا برهانكم» (7) .
وبذلك يمكن اعتبار «أحمد ديدات» قد نجح في إرساء صورة جديدة في العلاقة بين الإسلام وبقية الأديان الأخرى عكس تلــك السّائــدة المبنيــة على عدم الإعتراف والتّهجيــن والتّكفير، فالآخر يرى في الإسلام دين تكفير وعدم الاعتــراف بالآخــر والإســلام يرى الأخر دين تحريف وكــذب و«ديدات» جاء بين الرأيين. رأي يقول بأنّ الإسلام وباقي الدّيانات الأخرى لها أصل مشترك ومنبع واحــد والإختــلاف وإن وجد لا يمكن أن يحول بين الحــوار والتّواصل والإقنــاع والاقتنــاع واعتمد المناظــرة كأسلوب للتّواصــل والتّفاعل بين الأنا والآخر المختلف، ولكن ورغم هذا المبدأ الذي أعلن عنه «ديدات» منذ البداية بكون الحوار هو احترام الآخر فكرا وتوجّها ودينـــا هو الأساس إلاّ أنّ المقصـــد الأساسي يبقى ثاويا يعلن عنه «ديدات» بين الفينة والأخـــرى وهو الدّعــــوة الى الدّين الإسلامـــي اعتقادا جازما بأنّ من هـــم على غير دين الإسلام هـــم على خطأ. 
هنا يمكننا القول بأنّ من العوائق الأساسيّة التى تحول دون نجاح حوار الأديان هو العنصريّة الدّينية والتّسليم الكلّي واليقيني بصحّة المعتقد دون قبول النّقد والإختلاف. 
خاتمة
يمكننا القول في ختام هذا المبحث أن «أحمد ديدات» كان واعيا بضرورة الحوار مع المخالف الدّيني حوارا يؤسّس به لتعايش سلمي أولا ولدعوة لدينه الإسلامي ثانيا، حوارا يؤسّس لتعايش سلمي وهو الذي عانى الأمرّين من الغزو الصّليبي لجنوب إفريقيا وعانى العنصريّة الدّينية والتّطهير العرقي والقتل باسم الدّين والجبر على اعتناق دين غير الدّين الأصلى وتهديم المساجد وقتل الأئمة وإحراق المصاحف والحملات التّبشيريّة وغلق المدارس، فكان سعيه دؤوبا الى القطع مع أسباب عانى تبعاتها أيّما معاناة وهي التّعصب الدّيني وعدم قبول الآخر فكان همّه التّأسيس لحوار الأديان يحترم فيه الرّأى المخالف ثمّ إنّ «ديدات» لم يكن يخفي أنّه كان داعيا للدّين الإسلامي داعيا الى الدّين الحقّ كما أسماه والذي على البشريّة جمعاء اعتناقه لأنّه ناسخ لكلّ الدّيانات وخاتم لها.  
ولكن السؤال المطروح: ألا يمكن اعتبار «ديدات» الذي دعا الى الحوار والتّعايش مع الآخر بهذه النّظرة الجازمة والقاطعة واليقينيّة بكون الدّين الإسلامي هو دين الحقّ يعارض بدوره مبدءً أساسيّا من مباديء حوار الأديان؟ خاصّة أنّ لهذا الحوار معيقات من الجانبين، فالمتتبّع لحوار الأديان لاسيّما بين الغرب والإسلام سيلاحظ أنّ هذا الحوار المنشود تحوّل دون نجاحه مجموعة من العوائق البعض منها يتمثّل في نظرة الغرب المسيحي التّقليدية للإسلام على أنّه هرطقة دينيّة والتى ظلّت سائدة حتى انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) واعترافه بالإسلام دينا رسميّا كذلك من المعيقات ما يعتبره الغرب اليوم كون الإسلام جاء معنى من الله، وأمّا كتابته فكانت على يد رسول الإسلام وهذا ما يرفضه المسلمون قطعا. 
وأما من النّاحية الغربيّة، فمعوقات الحوار تتجسّد أساسا في تنامى الحركات الأصوليّة في العالم الإسلامي والتي أصبحت حسب التّصور الغربي تهدّد بشكل كبير المصالح الأوروبّية والأمريكيّة خاصّة بعد أحداث 11 سبتمبر وما تلتها من أحداث عنف باسم الدين ،كما يجمع الغرب على أنّ مناهج التّعليم في بعض دول العالم العربي والإسلامي تُروّج لمفاهيم تتناقض مع دعوة الغرب الى حوار الأديان الأمر الذي جعلهم يحثّون بعض هذه الدّول على ضرورة إصلاح مناهجها التعليمية. وبين هذا وذاك يبقى حوار الأديان وقبول الآخر رهين جديّة  رافعي هذا الشعار ومصداقيتهم.
الهوامش
(1) عبد الرحمان حسن حبنّكهالميداني، «ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة»،دار القلم للطباعة والنّشر والتوزيع،دمشق،ط4،1993،ص:371
(2) سورة آل عمران - الآية 64
(3) محمد عبد القادر الفقي ،حوار ساخن مع داعيّة العصر ص 125 
(4) أحمد ديدات، «مناظرة العصر»،ص 105
(5) محمد عبد القادر الفقي ،حوار ساخن مع داعيّة العصر ص26
(6) م.ن،نفس الصفحة
(7) م.ن،ص77