حوارات

بقلم
التحرير الإصلاح
مع الدكتور عماد الهميسي : أولويّات الإصلاح في القرآن الكريم
 (1)
السؤال: دكتور عماد لو تحدثنا عن الإصلاح في القرآن الكريم؟ 
الحمد لله أوّلا وأخيرا الّذي أنزل كتابه، فجعله معجزة النّبيّ الرّسول والحجّة الدّائمة ‏على النّاس، يقتبسون من نوره مشاعل الحضارة، والتّقدّم، وجعل الإصلاح هدفه، وغايته، و‏أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّد عبده ورسوله، إمام المصلحين، ورضي الله عن ‏الصّحابة الّذين أصلح الله بهم البلاد، والعباد.‏
‏القرآن الكريم منهج حياة متكامل، وأعظم هاد إلى الصّراط المستقيم، جمع الله تعالى فيه ‏قواعد الّدّين، ودلائل الحقّ، وأسرار الحياة والكون، وأحكام التّشريع، ومكارم ‏الأخلاق، وسفن الاجتماع، والاقتصاد، وأخبار الأمم السّابقة....‏
وهذا هــو سرّ تميّزه، وخلوده، حيث يتجدّد عطاؤه في كلّ آن وزمــان، وتظهر ‏جلال حكمته في كلّ مقام، مواكبا أقضية النّاس، وأحداثهم المتجدّدة، ويساير معارفهم، ويلبّي ‏احتياجاتهم بما يتناسب مع متطلّباتهم بواسطة العلم، وفنون الحكمة الّتي تكمن في سوره ‏المباركات، وآياته البيانات، لتتجلّى عظمته في هذا الزّمان. كما يحوي الوجوه المتعدّدة، و‏الأساليب المتنوّعة والأفانين المتجدّدة له في كلّ مقام مقال، وفي كلّ موضوع مجال، ‏يعرض الموضوع الواحد، ذي المعنى المتجدّد، والهدف المشترك بطريقة مترابطة، متناسقة، ‏متكاملة، متوافقة، لا تنكر معانيه الأفهام والعقول، ولا تختلف مبانيها على الأسماع والآذان.‏
لقد ضلّت البشريّة قبل بعثة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، واستحكم فيها الفساد في الكون ‏والحياة، حتّى نزل القرآن الكريم فأخرجها من الظّلمات إلى النّور، وحمل راية الإصلاح، و‏التّربية، والتّغيير الاجتماعي حتّى تستقيم حياة النّاس الدّينيّة والدّنيويّة. ‏
وقد وردت بهذا الأخبار، وتوالت المبشّرات، وحفل التّاريخ في حقبه المتعاقبة بعلماء ‏أجلاّء، وبمصلحين مجدّدين قاموا بما قام به الأنبياء، والرّسل عليهم السّلام. فحفظوا الدّين من ‏كيد الكائدين، وتحريف المنحرفين، وأحيوا بجهودهم وأعمالهم مجتمعاتهم، وأعادوا ‏مناهج وقواعد الاستنباط والفهم للنّصوص القرآنيّة إلى حالتها الأولى، مزيلين عنها كلّ ما ‏تراكم من مظاهر، وسمات خاطئة، طمست جوهر القرآن الكريم وشوّهت حقيقته، وهكذا ‏تتعاقب الأجيال بين نور الإصلاح وظلام الفساد، فجرت سنّة الله تعالى بالعباد أنّ دوام ‏الحال من المحال.‏
إنّ النّاظر إلى كتاب الله تعالى يجد أنّه يشتمل على آيات كثيرة تتحدّث عن موضوع ‏الإصلاح في مجالات متعدّدة، فهو أساس هامّ في الحياة البشريّة، بل إنّ القرآن الكريم في كثير ‏من الأحيان يتعرّض للأسس وللمرتكزات، وللمبادئ، وللقيم التّربويّة الّتي جاءت من عند الله ‏لإصلاح الإنسان فردا وأسرة وجماعة ودولة‎ ‎‏ وأمّة، ضمن سياق موضوعي ونظام ‏متكامل غير متجزئ. ونجاح تلك الإصلاحات للمسلم تعود بالأساس إلى حسن قراءته للنّصّ ‏القرآني، ومن ثمّ فهمه وتدبّره، ثمّ بعد ذلك استيعابه وتنزيله في مفردات حياته وتفاصيل ‏واقعه ومعيشته وعلاقاته ومعاملاته ومحاوراته مع ذاته والآخرين، خاصّة وأنّ قضيّة الإصلاح والتّجديد والنّهوض والتّنمية البشريّة والحضاريّة الّتي ينشدها ‏المجتمع الإسلامي اليوم لتطفو من جديد في ظلّ ما يعيشه من حالة اضطراب وقلق، وما ‏يتعرّض له من محن، وتحديّات وابتلاءات تعيق تقدّمه، وحركته الحضاريّة، سواء كانت ‏نابعة من داخله أو وافدة إليه من الخارج. وفي ظلّ كذلك تعرّض المصطلح الإصلاح إلى ‏الخلط والعبث الكبير من قبل بعض المفسدين، حيث أفرغوه من كلّ مضمون شرعي وجعلوه غطاء لكلّ تحريف، حتّى أصبح مصطلح الإصلاح يثير الرّيبة والتّوجّس والقلق ‏بين عامّة المسلمين، بل أكثر من هذا صاروا يرفعون راية القرآن ويتحدّثون باسمه، و‏يتشدّقون بالإصلاح غير المنطلق منه ومن قيمه ومن فضائله.‏
لا شكّ أنّ الإصلاح هو الغاية المطلوبة من العباد في الاعتقاد، وفي الأقوال وفي ‏الأعمال، فبغير الصّلاح لا يقبل أي عمل ولا تحصل أيّ قربى ولا توضع البركة في ‏الأموال وفي الأنفس وفي الثّمرات. وإنّ من الأشياء العظيمة أن يكون الإنسان صالحا في ‏قوله وعمله، ولكنّ الأعظم من ذلك أن يكون مصلحا في قوله وعمله، فالصّالح قد اكتفى ‏بنفسه عن الخلق، أمّا المصلح فقد حمل هموم الخلق، وتصدّى لإصلاحهم. وإنّ الصّلاح ‏يستجلب به الخير، والبركة، والنّماء، أمّا الإصلاح فيدفع الله به عن البشر الهلاك والشّرّ، من ‏هنا يقع التّميّز، والسّبق الفعلي، والموضوعي في كلّ مناحي الحياة الرّوحيّة، والماديّة. فيها ‏يعاد تشكيل عقل المسلم، وتربيته وفق المبادئ والقيم التّربويّة القرآنيّة، ومن ثمّ إدماجه ‏كعضو صالح في النّسيج الاجتماعي ليشكّل إحدى التّروس القويّة الّتي تدير عجلة التّطوّر و‏النّهوض والنّماء الاجتماعي.‏
حتما هو المنهج، والمسار الّذي سيؤدّي إلى صلاحنا وتطوّرنا ونهوضنا، وحسن ‏قيامنا بمقاصد الاستخلاف في الأرض، وليس هذا فحسب بل واستحقاقنا وظيفة، ومهمّة ‏الشّهود الحضاري على البشريّة حتّى قيام السّاعة. خاصّة إذا ارتبط ما آستوعبناه من قيم ومبادئ بالمنظومة التّربويّة والخطط الإصلاحيّة، سواء أكان ذلك في حضن الأسرة ‏أو في رحاب المسجد أو كان في فصول المدرسة أو في قاعات المحاضرات الجامعيّة.‏
(2)
‏ السؤال: كيف تبدو مكانة الإصلاح في القرآن الكريم؟
حظي موضوع الإصلاح في القرآن الكريم بأهميّة بالغة لا سيّما وقد وقع طرحه في ‏عديد المحاوروالمواضيع انطلاقا من آيات قرآنيّة كثيرة، وإن دلّ ذلك على شيء فإنّما يدلّ ‏على ضرورة توفّره في الحياة الإنسانيّة فهو ركن ينبغي له الوجود عند كلّ نبيّ ومصلح، ولا ‏تستقيم حياة إنسان بدونه وهو إكسير العقيدة، وشرط الإنسانيّة ومفتاح السّعادة. على أنّني من خلال تمعّني وبحثي ودراستي لعديد الآيات القرآنيّة المتعلّقة بالإصلاح، ‏فإنّه يمكن إجمال أهميّته من خلال النّقاط التّالية: ‏
• يستمدّ الإصلاح مشروعيته من كونه حقّ نزل من السّماء.‏
• الإصلاح عنوان جاءت به كلّ شرائع الأرض، وقال به جميع الأنبيــاء والرّسل عليهم ‏السّلام.‏
• الإصلاح واجب شرعي دعا إليه القرآن الكريم في أكثر من موضع.‏
• الإصلاح سنّة من سنن الله في الكون.‏
• الإصلاح هو المنهج الّذي يحمي المسيرة الإنسانيّة من الانحراف والزّلل.‏
• يحارب الإصلاح الفساد، والإفساد.‏
• الإصلاح ضمانة لعدم نزول العقوبة الإلهية بالعباد.‏
• الإصلاح دعوة بالحكمة، والموعظة الحسنة.‏
• الإصلاح منطلق وبداية للأسس الحضاريّة الّتي تكوّن ملامح المجتمع الإسلامي المتقدّم، لما ‏يتّصف به القرآن الكريم من ثبات في أصول منظومة القيم، ومن تكامل في فروع التّشريع ‏القانوني، واستيعاب لكافّة المسارات الدّاعمة لتقدّم الإنسانيّة في مختلف جوانب حياتها ‏الحضاريّة.‏
• الإصلاح خير مائدة يمكن أن يجلس حولها أصحاب الفكر والنّظر من أجل المشاركة في ‏بلورة إسهامات جديدة ذات نور إلا هي مشترك فيما بينها.‏
• إنّ تطوّر المجتمع ورقيّه، وتوازنه، وبقاءه رهين تواصل العمليّة الإصلاحيّة.‏
(3)
‏ السؤال: هل لك أن تذكر لنا دكتور عماد أسباب اختيارك موضوع أولويات الإصلاح في ‏القرآن الكريم كموضوع بحث لنيل شهادة الدكتوراه؟
يعتبر موضوع أولويّات الإصلاح في القرآن الكريم وأثره في التّغيير الاجتماعي من ‏المواضيع الّتي سيطرت على مشاعري واستأثرت بتفكيري ومالت النّفس إلى دراسته، لذلك ‏خصّصته ببحثي هذا لنيل شهادة الدّكتوراه.‏ فانكببت على تدبّر الآيات القرآنيّة، وعلى تحليلها باحثا عن أولويّات الإصلاح الّتي سنّها ‏القرآن الكريم حماية للعلاقات الإنسانيّة ممّا يفسدها، وتحقيقا للألفة بين البشر، حتّى تستقيم ‏الحياة على منهجها القويم، ولعلّى أستطيع استجلاء قيمة الإصلاح وحكمه. ‏
كما ترجع دواعي البحث، والكتابة في هذا الموضوع إلى عدّة نقاط أخرى يمكن إجمالها ‏في ما يلي:‏
- موضوع الإصلاح متّصل بواقع النّاس، ويلامس حاجياتهم، وهو بالتّالي يعالج المشكلة ‏الأساسيّة للإنسان، وللحياة وللكون.‏
- اهتمام القرآن الكريم بموضوع الإصلاح اهتماما خاصّا ويظهر ذلك في كثير من الآيات ‏القرآنيّة الّتي استوعبته بمختلف الأساليب، ممّا لفت انتباهي، واستدعى وقوفي عنده. ‏
- تقديم نظرة تطويريّة تجعلنـــا نحسّ، ونشعر بأنّ القرآن الكريم متجدّد، ويتجدّد باستمرار،  ‏وبالتّالي فهو صالح لكلّ زمان ومكان.‏
- تقديم نظرة تستطيع أن تلقي بعض الأضواء على فلسفة القرآن الكريم في الإصلاح، والبناء، ومعالجة المشكلات.‏
- الحاجة الشّديدة إلى الإصلاح وآثاره الطّيّبة على الفرد والمجتمع.‏
- حاجة موضوع الإصلاح إلى مزيد من الجهد على مستوى المنهج، وأصول التّفكير، و‏أسـاليب الاستنباط، والاستنتاج لعلاج المشكلات المعاصرة، والتّحديّات الاجتماعية الجديدة.‏
- مساهمة الإصلاح في حلّ مجموعة من الأزمات الفكريّة، والأخلاقيّة.‏
- تعزيز الإصلاح العملي القرآني الميداني في المجتمع.‏
- الرّغبة الصّادقة في إضاءة شمعة على طريق الإصلاح.‏
- انحراف بعض المسلمين عن المسار الّذي رسمه القرآن الكريم.‏
- ما نراه اليوم من واقع مرير، ومتردّ في شتّى جوانب الحياة، لا سيّما ما تعاني منه ‏المجتمعات الإسلاميّة من أمراض خطيرة تشمل فئات النّاس بدءا بالفرد وبالأسرة ‏وصولا إلى المجتمع الّذي أصابه الشّقاق والخلاف.‏
- تغلغل عوامل الفساد، ومظاهره في أغلب مجتمعاتنا رغم تنظيم النّدوات و‏المؤتمرات والوصلات الإشهاريّة في هذا الموضوع.‏
- القنوط الّذي استحوذ على عديد العقول من النّاس، ظنّا منهم أنّه لا سبيل إلى إصلاح ‏مجتمعاتنا، ولا أمل في استعادة مجدها.‏
- رغبتي الملحّة في إبراز جوانب أخرى من الإصلاح لم يتطرّق إليها الباحثون و‏الدّارسون من قبل.‏
- في الأخير آمل أن تكون هذه المحاولة أغذى للرّوح، وأقرب للنّفس، زد على ذلك أنّ ‏المجتمعات العربيّة الإسلاميّة في حاجة ماسّة إلى مثل هذه الدّراسات النّفسيّة والاجتماعية الّتي ‏من شأنها أن تساعدها على تحليل وفهم مختلف القضايا الّتي تعترضه، ومن ثمّ إدراك ‏التّصوّر القرآني الشّامل. ‏
(4)
السؤال: ما هو هدفك من اختيار موضوع أولويات الإصلاح؟
يهدف هذا البحث إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثّل فيما يلي:‏
* فهم معنى الإصلاح فهما قرآنيّا ضمن دراسة علميّة موضوعيّة.‏
* معرفة أصول الإصلاح وقواعده كما جاءت في نصوص الوحي.‏
* إبراز الجوانب والمبادئ الّتي تحتاج إلى الإصلاح.‏
* توضيح الأسس التّطبيقيّة الّتي قامت عليها عمليّة الإصلاح في عصور الإسلام الزّاهر و‏توظيفها في عمليّة الإصلاح في الوقت الحاضر، لتكون قدوة للمسلمين.‏
* إبراز جوانب هامّة في المجتمع والنّفس البشريّة، ومعالجتها من خلال السيّاق القرآني.‏
* تفعيل التّصوّر القرآني لعمليّة الإصلاح وانعكاسها على الفرد والمجتمع.‏
(5)
السؤال: دكتور عماد، لكلّ بحث علمي عميق إشكاليّة، في ما تتمثل إشكالية بحثكم؟
تعتبر مسألة الإصلاح من أعظم الواجبات على المسلمين، وهو دور تنشده كلّ النّخب ‏في كلّ مجتمع، مع كونه قضيّة مهمّة في حياة الشّعوب والأمم، فإلى أيّ مدى صاغ القرآن ‏الكريم أولويّات الإصلاح؟ وما هي حقيقة الإصلاح؟ وما هي موارد تحقيقه، واستخداماته؟ وما هي المجالات والميادين الّتي تحدّث القرآن الكريم عن إصلاحها؟ وما هي المرتكزات الإصلاحيّة الّتي أكّد عليها؟ ثمّ من يقوم بالإصلاح؟ وما هي صلاحياته في القيام بهذه المهمّة؟ وما هي رؤية القرآن الكريم عن الإصلاح والمصلحين؟
(6)
السؤال: هذا موضوع بحث يتطلّب زادا ضخما واعتمادا ذكيّا وعلميّا للمراجع والمصادر التي تعالج هذه الإشكاليات، فهل تحدثنا دكتور عماد عن قائمة مصادرك ومراجعك؟ ‏
خلال جمع المعلومات، عدت إلى عديد المصادر والمراجع القديمة منها و‏الحديثة الّتي تنوّعت اختصاصاتها، وتفاوتت درجة الاستفادة منها، وذلك قصد الاستزادة ‏في البحث وتجديد الأفكار وتقديم الحلول المناسبة لكلّ قضيّة مطروحة. إلاّ أنّه يمكن تصنيفها حسب موضوعاتها وأهميّتها في عدّة موادّ:‏
القرآن الكريم (رواية قالون)، وتفاسيره كتفسير التّحرير والتّنوير لابن عاشور...، و‏الحديث وشروحه من مثل: فتح الباري لابن حجر،...، والدّراسات الإسلاميّة من مثل: في ‏ضوء القرآن والسنّة للتّهامي نقرة...، والدّراسات الاجتماعية من مثل: وظيفة الدّين في الحياة ‏وحاجة النّاس إليه لمحمّد الزّحيلي...، والدّراسات الاقتصادية من مثل: المنهج الاقتصادي في ‏المكاييل والموازين لنبيّ الله شعيب عليه السّلام لنواف الحليسي...، والدّراسات الأخلاقيّة من ‏مثل: دستور الأخلاق في الإسلام لمحمّد عبد الله دراز...، والسّير والتّاريخ والتّراجم من ‏مثل: وفيات الأعيان لابن خلّكان...، والقواميس والمعاجم من مثل لسان العرب لابن ‏منظور...، والسّيرة النّبويّة من مثل: حياة الصّحابة للكاندهلوي...، والدّراسات الأكاديميّة من ‏مثل: الإصلاح في القرآن الكريم: دراسة موضوعيّة لفايزة عدلي...‏
في الحقيقة لا أدّعي أنّني أوّل من كتب في مسألة الإصلاح، فلقد سبقني في الكتابة فيه ‏الكثير، ولكنّي أشير إلى أنّ هذه المصادر والمراجع الّتي رجعت إليها لم أجد فيها ما أروم ‏الوصول إليه، وما كنت أبحث عنه لا سيّما إبراز الآثار الّتي يتركها الإصلاح في التّغيير ‏الاجتماعي، وبالتّالي الخروج بنظرة تحديثيّة توضّح مدى ارتباط الإصلاح بحياة المسلم، ومعالجتها لبعض مشكلاته.‏
زد على ذلك أنّ أغلب هذه المصادر والمراجع اقتصرت على تناول بعض المسائل ‏المعروفة للإصلاح دون التّطرّق بجديّة إلى جوانب أخرى من هذا الموضوع كالجانب الثّقافي ‏مثلا... بمعنى آخر أنّ تناول إحدى جوانب مسألة الإصلاح غالبا ما يكون مقتضبـا جدّا، ولا ‏يفي بالحاجة، ولا يقدّم على أنّه يدخل ضمن إطــار عامّ، وواحد، فتظهر بالتّالي للباحث و‏النّاظر على أنّها مجرّد عظات غير متماسكة وغير متناسقة وغير متشابكة وغير ‏متجانسة. ومن ثمّ كان لزاما عليّ أن أبحث عن مصادر ومراجع أخرى وأتحسّسهـا لعلّها ‏تمكّنني من إثراء موضوع بحثي وتجعلني أحيط بأغلبيّة جوانبه إن لم أقل كلّها. ‏
(يتبع)