مدارس إسلامية

بقلم
محمد ديان
خصائص المعرفة الصوفية «الجزء الأول»
 إنّ الصّوفية الذين جعلوا من التّصوّف طريقا ومسلكا ومعراجا روحانيّا ونورانيّا يوصلهم إلى القرب من الله والأنس به وحده فقط، يمن الله عليهم فيهبهم من لدنه أنواعا من المعارف لا تحصل و«لا تُعرف عن طريق العقل والنظر بقدر ما تفهم عن طريق الذوق والكشف»(1). وما يلقى ذلك ولا يناله إلاّ من جاهد نفسه، وعمل على تخليتها وتحليتها وتزكيتها بكلّ أنواع الطّاعات والقربات، إذ كلّما ارتقى الصّوفي  في مدارج ومراقي المقامات، فتح الله تعالى عليه كنوز العلم وأسرار المعرفة، فيعلم أكثر، ويفقه أكثر، ويصدق أكثر، وتحصل له الخشية أكثر، فتكون النّتيجة «انتقاله من النّظر إلى الذّوق، ومن البصر إلى البصيرة، ومن العلم إلى المعرفة. فلا تعارض ولا تناقض، وإنّما فهم أوسع، وفكر أشمل، ورأي أصوب، وطريق أكمل»(2). فتصفو النّفس وترقّ وتشفّ، فتذوق وتكاشف وتشاهد وتتحقّق، فتختصّ بالإلهامات وفيوضات وأسرار وأنوار المعرفة التي تتجاذبها المكاشفة والشّوق، وتمتزج بها المشاهدة والإلهام بالتّحقق فتعطيها خصائص تجعلها متميّزة ومتفرّدة عن غيرها من المعارف التي تحصل لغير المتصوّفة. سنتطرق في هذا المقال إلى خمس من هذه الخاصّيات ونؤجّل الحديث عن خاصّيتين أخريَين في المقال القادم إن شاء الله. 
أولا- اعتبار المعرفة الصّوفية لبّ العلم:
الجدير بالذّكر والتّذكير أنّ الصّوفية يرون أنّ «المعرفة لبّ العلم، ونسبة العلم إليها كنسبة الإيمان إلى الإحسان. وهي علم خاصّ، متعلّقاتها أخفى من متعلّق العلم وأدقّ»(3)  وهي  كذلك في أصولهم وعرفهم «بمنزلة الأمور الوجدانيّة التي لا يمكن لصاحبها أن يشكّ فيها، ولا ينتقل عنها. وكشف المعرفة أتمّ من كشف العلم»(4) .
إنّ المعرفة بهذه المقاييس والاعتبارات المعتمدة من قبل الصّوفية، فوق العلم، لأنّ «العلم هو إدراك المعلوم ولو ببعض صفاته ولوازمه، والمعرفة إحاطة بعين الشّيء على ما هو عليه»(5) . ومن المعلوم عقلا وعلما أنّ إدراك الشّيء على حقيقته برمته أفضل بكثير من الوقوف فقط عند بعض جزئياته. وهكذا يتّضح بكلّ جلاء أنّ الصّوفية قد أنزلوا المعرفة المنزلة الشّريفة وبوّؤوها الدّرجة المنيفة في كلّ أحوالهم وشؤونهم وأقوالهم، باعتبارها روح العلم وجوهره.  فهل هناك من قيمة لشيء من غير روح؟ 
ثانيا- تجاوز هذه المعرفة العقل دون إلغائه:
إنّ العقل البشري مهما بلغ من قوّة وطاقة ليس بإمكانه الإحاطة بكلّ شيء ممّا يدل على قصوره عن معرفة أيّ شيء خصوصا إذا تعلّق الأمر بالغيبيّات، أي الأشياء التي غابت ذاتها وغاب أثرها. وللاستعاضة عن هذا النّقص، يلجأ الإنسان إلى وسائل أخرى تمدّه وتزوّده بنور المعرفة، وللصّوفية في هذه النّقطة كلمتهم بحيث يرون أنّ للإنسان قوى باطنيّة تفوق قدرة العقل وتتجاوزه متمثّلة في البصيرة والسّريرة. وفي تعريف للبصيرة يجري ابن عجيبة (ت1224هـ) مقارنة بينها وبين البصر، قائلا: «البصيرة ناظر القلب كما أنّ البصر ناظر القالب، فالبصيرة ترى المعاني اللّطيفة النّورانية، والبصر يرى المحسوسات الكثيفة الظلمانيّة الوهميّة»(6) .
إنّ البصر – بحسب ابن عجيبة – مجاله يبقى محصورا في دائرة المحسوسات، لكنّ البصيرة «قوّة للقلب منورة بنور الله، يرى بها حقائق الأشياء وبواطنها»(7) ، وينفذ بها إلى عالم المعاني الدّقيقة، واللّطائف الرّقيقة. ونعمة البصيرة ليست على نفس الشّاكلة عند من أوتوها ورزقوها، «فعلم اليقين لأهل الدّليل والبرهان، وعين اليقين لأهل الكشف والبيان، وحقّ اليقين لأهل الشّهود والعيان»(8) .
والقوّة الباطنيّة الأخرى التي تزوّد الإنسان بالمعرفة هي السّريرة. وفي مقارنة بينها وبين البصيرة، يتحفنا ابن عجيبة بقوله:«والبصيرة القوّة المهيأة لإدراك المعاني، والسّريرة القوّة المستعدّة لتمكّن العلم والمعرفة»(9) 
تبدو السّريرة من خلال هذه المقارنة أسمى وأرقى درجة من البصيرة، فهي تمكّن من الوصول والحصول على الحقائق مهما كانت سرّية وخفيّة. ومن رزقها فقد اختص بعطاء ربّاني خاصّ يفتح الله عليه به مغاليق العلوم ويرفع عنه إشكال الفهوم. ونخلص من هذا الكلام إلى أنّ المعرفة الصّوفية تتجاوز القياس المبني على البرهان، والاستدلال المرتكز على العقل، ولا تقبل حصر وقصر الإدراك والمعرفة فيما يكون من عمل الحواس والعقل. إنّها تتجاوز ذلك إلى آفاق رحبة لا حدود لها في مجال المعرفة التي تحصل بالبصيرة والسّريرة.
ثالثا- شمولها لكل علم:
إنّ الصّوفيّة يصنّفون المعرفة التي لدى النّاس إلى «معرفة العوام، ومعرفة الخواص، ومعرفة خواص الخواص، فمعرفة العوام: معرفة العبوديّة، ومعرفة الرّبوبية، ومعرفة الطّاعة، ومعرفة المعصية، ومعرفة العدوّ والنّفس. ومعرفة الخواص: معرفة الإجلال والعظمة، ومعرفة الإحسان والمنّة، ومعرفة التّوفيق. وأمّا معرفة خاصّ الخاصّ: فمعرفة الأنس والمناجاة، ومعرفة اللّطف والتّلطّف، ثمّ معرفة القلب، ثم معرفة السّر»(10) فمعرفة خاصّ الخاصّ، هي من حظّ خاصّة الخاصّة الذين انكشفت في وجوههم حجب الأسرار بما أفاض عليهم الحنان المنان من الأنوار، ممّا يمكن كلّ واحد منهم – بحسب ابن عربي (ت 638ه)-  من «الاطّلاع على جميع المذاهب كلّها والنّحل والملل والمقالات (...) فما تظهر من نحلة من منتحل، ولا ملّة بناموس خاصّ (...) وما اختلف وتماثل، إلاّ ويعلم صاحب الكشف من أين أخذت هذه المقالة أو الملّة أو النّحلة فينسبها إلى موضعها، ويقيم عثر القائل بها ولا يخطئه ولا يجعل قوله عبثا»(11). ولا غرو فمن عنده العلم الموهوب - يضيف ابن عربي - «يعلم العلوم كلّها ويستغرقها»(12) .
وابن عربي بفعله هذا، قد جارى السّرّاج الطّوسي(ت 378هـ) فيما ذهب إليه لمّا أعلنها مدويّة مجلجلة: «إنّ الصّوفيّة لم ينفردوا بنوع من العلم دون نوع، ولم يترسّموا برسم من الأحوال والمقامات دون رصد، وذلك لأنّهم معدن جميع العلوم، ومحلّ جميع الأحوال المحمودة والأخلاق الشّريفة»(13) . فهل هذا يعني أنّهم أفضل حتّى من الأنبياء والعلماء؟ 
في نفس السياق، فإنّ الصّوفيّة يتباهون «ويتفاخرون على النّاس أنّ لديهم علوما لدنيّة، لا يطّلع عليها إلا ّهم، ولا يصل إليها إلاّ من سار على طريقهم»(14) . فهذا أبو يزيد البسطامي (ت 261هـ) في حالة انتشاء وإعجاب ووجد يخرج علينا بهذا الشّطح: «خضت بحرا وقف الأنبياء بساحله»(15). وهو يقصد هنا العلم اللّدني الذي – من وجهة نظره الخاصّة – تفوق به على الأنبياء وخصّ به دونهم، فضلا عن غيرهم، جاعلا بذلك الصّوفيّة ممثّلين في شخصه يمتلكون مفاتيح الحقيقة ويخوضون بحار العلوم والمعرفة بما لديهم من علم مباشر لدنّي مصدره الذّوق والإلهام والكشف وشهود الحقيقة. وهذا لا يتأتّى إلاّ لهم وحدهم.
وفي تأكيد للمسألة، قال بعضهم: «أخذتم علمكم عن ميّت، وأخذنا علمنا عن الحيّ الذي لا يموت. يقول أحدكم حدثنا فلان عن فلان، وأين فلان ؟ قالوا: مات، وأمّا أحدنا فيقول: ربّي عن قلبي»(16) .
ويدندن محيي الدّين بن عربي حول المسألة نفسها، فينبس: «فما ألقي إلاّ ما يلقى إلي، ولا أنزل في هذه السّطور إلاّ ما ينزل به عليّ، ولست بنبيّ ولا رسول، ولكنّني وارث ولآخرتي حارث»(17) . 
إنّ الصّوفية يجزمون بأنّ الله تعالى خصّهم بعلم لدني وأسرار إلهيّة ومعارف ربّانيّة، تتوارد عليهم عن طريق الكشف الذي قال فيه ابن عربي: «الكشف هو الطّريق الذي عليه أسلك، والرّكن الذي إليه أستند في علومي كلّها»(18) . 
رابعا- طريق الوصول إليها السّلوك الفردي:
إنّ التّصوّف ليس مجرّد فكرة ونظرة، وإنّما هو إلى جانب ذلك سلوك وتجربة يخوضها الصّوفي ليرتقي في مدارج السّالكين لعلّه يصل إلى أعلى المقامات، فيعمل جاهدا على تربية النّفس ورياضتها، لأنّه يعلم علم اليقين أنّه بقدر ارتقائه وترقّيه تصفو روحه وتزكو، فتحصل له المكاشفة والمشاهدة فيزداد علما ويقينا ومعرفة، وفي هذا الشّأن يقول ابن قيم الجوزيّة (ت 751هـ) «فمتى خلصت الأبدان من الحرام، وأدناس البشريّة التي ينهى عنها العقل والدّين والمروءة، وطهّرت الأنفس من علائق الدّنيا، زكت أرض القلب، فقبلت بذر العلوم والمعارف، فإن سقيت بعد ذلك بماء الرّياض الشّرعية النّبوية المحمديّة، وهي لا تخرج عن علم، ولا تبعد عن واجب ولا تعطل سنة، أنبتت من كلّ زوج كريم: من علم وحكمة وفائدة تعرف، فاجتنى منها صاحبها ومن جالسه أنواع الطّرف والفوائد والثّمار»(19) .
انطلاقا من النّص، فإنّ قلوب المتّقين ومن ضمنهم الصّوفيّة العارفين السّنييّن يفجّرها الله سبحانه بحارا من العلوم ويجريها أنهارا من المعرفة. وارتباطا بموضوع الممارسة الصّوفيّة ودورها في جني ثمار المعرفة يقول ابن عجيبة: «فعلم بلا عمل وسيلة بلا غاية، وعمل بلا حال سير بلا نهاية»(20) .
إذاً لا مناص - كما يرى ابن عجيبة وغيره من الصّوفية - من خوض التّجربة الصّوفية بحسن نيّة وصدق طويّة لمن أراد أن يرتوي من معين المعرفة الذّوقيّة اللّدنية، لأنّه عبرها و«عن طريقها وحدها يتّصل العارف بمطلوبه أو بمعشوقه وهو الله تعالى، وعن طريقها تتمّ معرفته به»(21) .
خامسا- تميّزها بالجدليّة والدّهشة: 
إنّ النّفس البشريّة لتتوق كثيرا وتحنّ أكثر إلى أن تبقى على اتصال دائم بعالم الملكوت الذي قدمت منه، ولهذا نجد الصّوفيّة حريصين جدّا على أن يكونوا دوما في صعود وترقّ حتّى الوصول إلى حقيقة كبرى اليقينيّات الكبرى، ألا وهي معرفة الله تعالى، تلك التي تشكّل صلب موضوع المعرفة الصّوفيّة كما نطق بذلك أحد أقطابها الإمام الجنيد (ت 297هـ)، حيث قال: «إنّ أوّل ما يحتاج إليه العبد من الحكمة معرفة المصنوع صانعه، والمحدث كيف كان إحداثه، يتعرّف صفة الخالق من المخلوق، وصفة القديم من المحدث، ويذلّ لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته. فمن لم يعرف مالكه، لم يعترف بالملك لمن استوجبه»(22). وخلال اللّحظة الرّوحية التي تحصل فيها هذه القناعة، يعلم الصّوفيّ علم اليقين أنّه أعجز من أن يحيط بحقيقة الذّات الإلهيّة عيانا وفكرا، فيكتفي عندها فقط بالإقرار بوجودها، وبمشاهدة آثارها، وبذلك ينتقل من عالم الملكوت إلى عالم الملك، أي «الرّجوع إلى شهود الأثر بالله»(23)، إذ لا سبيل لأيّ  كان الإحاطة بالذّات الإلهيّة، إذ «كيف يدرك متناه في قوّته اللاّمتناهي في مطلقيته ومطلقيّة قواه ؟»(24). ولا يسع الصّوفيّ في هذا الحال والمقام إلاّ أن يفوّض أمر معرفة حقيقة الله إلاّ إلى الله وحده، مردّدا مع أبي العباس السّبتي (ت 601هـ) في كامل الخشوع والخضوع: «كيف يحيط بك علم أنت خلقته؟ أم كيف يدركك بصر أنت شققته؟ أم كيف يدنو منك فكر أنت وفقته»(25). ومصداق هذا الكلام الذي يفيض حقيقة من القرآن الكريم، قوله عز وجل: ﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ﴾(26).
وللحديث بقية   ......   
الهوامش
(1) ألفاظ الصوفية، للدكتور حسن الشرقاوي، ص: 7، مؤسسة مختار، القاهرة، الطبعة الأولى: 1987م.
(2) ألفاظ الصوفية، ص: 13.
(3) مدارج السالكين، لابن القيم، دراسة وتحقيق: ناصر بن سلمان السعوي وصالح بن عبد العزيز التويجري وعلي بن عبد الرحمن الفرعاوي وخالد بن عبد العزيز الغنيم ومحمد بن عبد الله الخضيري، ص: 2652، دار الصميعي للنشر، الرياض السعودية، الطبعة الأولى: 1432هـ/ 2011م.
(4) المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
(5) المصدر نفسه، ص: 3370 بتصرف.
(6) إيقاظ الهمم في شرح الحكم، لابن عجيبة، 1/68، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، س ط: 1331هـ.
(7) معجم اصطلاحات الصوفية، لعبد الرزاق الكاشاني، تحقيق: د عبد العال شاهين،  ص: 64، دار المنار، القاهرة، الطبعة الأولى: 1413ه/ 1992م. 
(8) إيقاظ الهمم في شرح الحكم، 1/52.
(9) معجم اصطلاحات الصوفية، 1/20.
(10) أبو يزيد البسطامي: المجموعة الصوفية الكاملة. ويليه كتاب تأويل الشطح، ص: 60، تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس، دار ندى للثقافة والنشر، س ط: 2004م.
(11) الفتوحات المكية، لابن عربي، 3/398، دار صادر بيروت.
(12) تفسير ابن عربي، جمع وتأليف د: محمود محمود غريب، 3/23، مطبعة نضر، س ط: 1410هـ/ 1989م.
(13) اللمع، للطوسي، تحقيق: عبد الحليم محمود، وطه عبد الباقي سرور، ص: 40 – 41، طبعة مشتركة بين مصر وبغداد، س ط: 1960م.
(14) الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، لعبد الرحمن عبد الخالق، 
ص: 335، مكتبة سلسبيل، القاهرة مصر، الطبعة الأولى: 1394هـ/ 1974م.
(15) أبو يزيد البسطامي: المجموعة الصوفية الكاملة، ص: 49.
(16) الصوفي والآخر: دراسة نقدية في الفكر الصوفي المقارن، لعبد السلام الغرميني، ص: 109، شركة المدارس للنشر والتوزيع، الدار البيضاء المغرب، الطبعة الأولى: 1421هـ/ 2000م.
(17) مقدمة كتاب: فصوص الحكم، لابن عربي، تحقيق أبي العلاء عفيفي، ص:48، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية: 1980م.
(18) التجربة الصوفية الكاملة، لإبراهيم مجدي محمد، ص:19، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة مصر، الطبعة الأولى: 2003م.
(19) مدارج السالكين، ص: 2655 - 2656.
(20) الفهرسة، لابن عجيبة، ص: 40، تحقيق عبد الحميد صالح حمدي، دار الغد العربي، القاهرة مصر، الطبعة الأولى: 1990م.
(21) موقف ابن رشد من إشكالية المعرفة الصوفية، لأحمد بلحاج آية وارهام، ص: 33، دار وليلي للطباعة والنشر، مراكش المغرب، الطبعة الأولى: 2001م.
(22) الرسالة القشيرية، ص: 42.
(23) شرح تصلية ابن مشيش، لابن عجيبة، مخطوط ضمن مجموع، ص: 9، قسم الوثائق بالرباط برقم: 1071 د.
(24) موقف ابن رشد من إشكالية المعرفة الصوفية، ص: 37.
(25) النبوغ المغربي في الأدب العربي، لعبد الله كنون، 2/329، الطبعة الثانية: 1380 هـ.
(26) الزمر: 64.