حديقة الشعراء

بقلم
محمد العشّي
كفانا معجم الموت
 الموتُ في ربوعنا ...
قد احتوى كلّ المعاجمْ 
رائحة الموت الكريهِ تُزكم الأنوفَ
تخرق الحلوقَ، تحرق الأملْ
عادتْ حروبُ داحسٍ
و مرّة أخرى قتلنا ناقة البسوسْ
و مرّة أخرى نهشنا بعضنا
حتى استثرنا صدمة الأحرار...
 من دمائنا
و لعنة الموتِ نراها
طاولتْ سماءنا
و لوّنتْ أيّامَنا
حاضرَها و أمسَها
بلون غِربانٍ
تعفّنتْ مزبلة التاريخ من فعالها  
من كِبْرها و جهلها
و قتلها لشعبها
لشبهةٍ و مزحةٍ
و نيّةٍ خبيثةٍ
لم ترها إلاّ هيَ
و محقها لصنوها
كي لا يُجلَّ غيرُها
في وطنٍ تألّه الغربانُ فيه
لا يَرى كلُّ إله منهُمُ
شريكَه إلاّ في كفَنْ
في وطن مكبّلٍ
لم يتركوا لشعبه
إلاّ روائحَ العفنْ
اليومَ ماتَ الموتُ في قلوبنا 
فلْتعْلُ من أعماقنا ارتعاشةُ الحياةْ 
لا هجعةً لا نكبة نريدها في غدنا
أما كفتنا هجعةُ اليوم 
و نكبةٌ تلتها نكبةٌ
في أمسنا، 
كم جرّعونا علقما 
قالوا مرارا إنّه 
نهايةٌ للنكبات
كم جرّعونا الأمنيات
كم دغدغوا أوهامنا
و زيّنوا أحلامنا
و لوّنوا سوادهم
يخفوه عن أبصارنا
***
وذات يومْ
نادى المنادي أنّه لا خوفَ
بعد اليومْ 
ذاب الجليدُ كاشفا عوراتهم
انكشف الغِيلان عن
شبهِ وحوشٍ من ورقْ
كلُّ ذكائهم فقط
أن علّموهم فنّ زرع الخوف في حقولنا
اليوم ولّى زمنُ الخوفِ كما
ولّى زمانُ الخطباءْ
قد أتخمتنا الخطبُ العصماءُ في بلادنا
و أوجعتنا لذعةُ الخناجر الصديقهْ
نريد بعد اليوم نمْلا عاملاً
بلا خُطَبْ،
و عاملا بلا حروبْ،
لا حربَ بعد اليوم إلاّ حربَنا
على أصول الفقرِ وامتهان نخوةِ الشعوبْ