حديقة الشعراء

بقلم
عبداللطيف العلوي
وقفة للكبار
 وقفةً للْكِبَارِ .. !
الّذين إذا سَكَتُوا أَسْمَعُوا وإذا نَطقُوا أوجَعُوا ...
أَيُّها الْعالِقُونَ كَأوْسِمةٍ منْ غُبارِ،
على أوْجُهِ الواعِظِينَ ... 
الّذينَ يبيعُونَ خلفَ الضَّبابِ عمَائِمَهُم ..
وعلى كَتِفِ اللَّيلِ يَبْكُونَ مَا ضَيَّعُوا ...
الّذين وإن شهِدَ الدّمُ فوق رؤوسِ أصابعِهم، 
طيّبونَ .. ! !
وإن ركِبُوا كالقُرادِ ظهورَ الخنازيرِ...
مُستقْرَدونَ 
وإنْ عارَضُوا، أو رَضُوا، 
فبهم يشمخُ السّنديانُ ولا يركَعُ ..
وقفةً للْكِبَارِ .. !
على ما تبقّى من الحَرَمِ المُستعارِ ...
بنيناهُ في زُهْدِ أحلاَمِنا قشّةً، قشَّةً ..
وفرَشْناهُ من وردِ أحزَانِنَا ريشةً ريشةً ...
وَحَمَلْناهُ وَهْنًا على الْوَهْنِ في نَخوةٍ وانْكِسَارِ
ولكنّ ذِئْبينِ شَمَّا دَمًا حَامِيًا ...
في جيوبِ المُرابينَ
فاقْتَتَلاَ سَاعةً، 
ثُمَّ عَادا يَجُوسَانِ كفًّا بكفٍّ ...
على الْجُثَثِ الْعارِيَهْ 
وقفةً للْكِبَارِ .. !
على الرُّكَبِ الْحَافِيَهْ...
لمْ يعُدْ لَكَ ظهرٌ فَتُبْقِيهِ مُنتصِبًا ...
أو يَدٌ تتحسّسُ شعرَ الحبيبةِ في نومِهَا.. 
دُونَما خجلٍ ...
تلك ذاتُ اليدِ الباغِيَهْ !
أثقَلَتْها الكؤوسُ ورائحةُ التّبغِ ...
والخطبُ النّاعيَهْ
أيّها المُتنبِّي اشْرَبِ الآنَ كأسَكَ وارْحَلْ ...
فَلاَ شيْءَ فيمَا تَرَى قدْ تَغَيَّرَ،
مازالَ فِقْهُ الْمَوالِي 
يُعَلِّقُهُمْ في الْقُرُونِ الْوَسيطَهْ 
سَتَنْزِلُ في كُلِّ أَرْضٍ مواعيدُها زبَدُ...
وتَمرُّ بها وهيَ نائِمَةٌ باشِمَاتٌ
 نواطِيرُ مِصْرَ اللّقيطَهْ،
وسوف ترى دُوَلاً، ...
 تتساقطُ فوقَ أَكُفِّ الغُزاةِ كَحَبِّ المُلُوكِ، 
وَ تَعْفَنُ كالعنبِ المُرِّ فوقَ الخريطَهْ .. 
لَكَ اللَّهُ يا حادِيَ الْكلِماتِ ...
فلاَ الرُّوحُ مَسْرَاكَ إِنْ ضاقتِ الأَرْضُ يوْمًا 
ولاَ الْجُرْحُ يَنْسَى ...
خناجِرَهُم كَيْ تَخِيطَهْ !!