الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 يصدر العدد 110 من مجلّة الإصلاح والأمّة الإسلاميّة تتهيّأ لاستقبال عيد الإضحى المبارك وما يصاحبه من آداء ملايين المسلمين لإحدى الفرائض الرئيسيّة ألا وهي الحج لبيت الله الحرام. وبهذه المناسبة يسرّني باسم هيئة تحرير المجلّة أن أتقدّم إلى قراء «الإصلاح» الأعزّاء في الوطن العربي الكبير بكل التهاني والأماني راجيا من الله العلي القدير أن يوّفق الجميع إلى ما فيه الخير ويرشدنا إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم في الدنيا فأعانهم على فعل الخير وفتح نافذة أمل جديد للناس وأنعم عليهم في الآخرة بجنّة الخلد ونعيم لا يبلى. 
عيد جديد يقبل علينا ونحن بين قاتل ومقتول، ندمّر بأيدينا ماضينا وحاضرنا وما تبقّى لنا من بنى تحتيّة بمعيّة قوى دوليّة ظالمة لا تعرف للرحمة طريقا، وكل العالم من حولنا غير آبه لأشلاء أبنائنا وصرخات بناتنا ونسائنا. فكيف يهتمّ لأمرنا ونحن نلعب دور الجاني والضحيّة. ينظر إلينا الآخرون باستمرار، ولكن بعين الريبة ، يراقبوننا خوفا من تصدير ما يحدث عندنا إلى هناك حيث ينعمون بحريتهم هم وأطفالهم ويعيشون في أمن واستقرار  مع جيرانهم وأقربائهم. 
عيد جديد يقبل علينا ونحن بين غنيّ وفقير يصارع أغلبنا الفقر والفاقة والتلوث والأمراض في حين يشيّد أغنياؤنا فارهين القصور والإقامات الفاخرة غير آبهين بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالوطن وترمي بالكادحين في أتون البطالة. تتكدّس الأموال في حساباتهم البنكية في الدّاخل والخارج باستمرار ولا يفكّرون إلاّ في كيفيّة حماية مصالحهم ولو كان ذلك على حساب الآخرين أو عبر التآمر على الوطن.
  عيد جديد يقبل علينا ونحن ننظر إلى «ثوراتنا» تفقد بريقها وتستسلم لأعدائها بعد أن باعها بعض أشباه «الثوريين» في سوق النخاسة وآثر البعض الآخر  الصمت أو الانسحاب من معركة أحسّ بخسارتها فلم يحاول المجازفة من جديد وتحوّل بذلك «ربيعنا» إلى «خريف » تتساقط فيه أوراق الأمل والعمل  وتعصف فيه رياح الاستبداد من جديد.
عيد جديد يقبل علينا والقدس قد بحّ صوتها من الصراخ ولكن لا حياة لمن تنادي... فبنوصهيون يواصلون الحفر بعزم تحت المسجد الأقصى حتّى يسقط بين أيديهم ركاما بلا تاريخ ويحاصرون غزّة بمساندة النظام المصري من البحر والبرّ ويمنعون عن أبنائها الغذاء والدّواء . 
سيأتي  العيد ثمّ يروح كما الأعياد السّابقة وتبقى شمعة الأمل تقاوم العواصف التي تعمل على إطفائها، فربّما يأتي يوم سعيد لهذه الأمّة تنتصر فيه على نفسها وعلى أعدائها وتكتب ملحمة جديدة تصنع بها تاريخا جديدا ... ربّما...