حديقة الشعراء

بقلم
البحري العرفاوي
حلب
 لا شيء بعد الآن صار يهمني
من بعدما خُربتْ حلبْ
لا رمْزَ بعد اليوم سوفَ أجِلُّهُ
من بعدما انكشف الكذبْ
يا أيها العربُ الذين خبرتهمْ
يا أيها السفهاءُ يا زيفَ العربْ
كل الحروب التي تُخاضُ بأرضكم
أنتمْ لظاها والخشبْ
يا أيها الشجعان والفرسانُ يا...
كم قد قتلتُمْ منكُمُ
باسم العروبة والشهامةِ والأدبْ؟
عربٌ/ عربْ
صنمٌ لكلّ قبيلة
ولكلّ عبْد في عشائرنا هُبلْ
هُبلٌ من اللحم الطريّ ومن عظام
ومن ْ عُقد ومن حقد وجهل والعللْ
هُبلٌ ويخطبُ في الجموع يقولٌ قولا لمْ يُقلْ
ويحلّ بالألوان في الغرف وفي النفس الحزينة 
دُون حلْ
هُبلٌ ينامُ على الحرير ويمتطي النسمات
يرْقدُ في جفون الساهرين ..... بلا مللْ
هُبلٌ ويسري في المفاصل 
مثلَ حُمّى
مثلَ برْد
مثلَ أعراض الشللْ
ويُباركُ بركَ الدّماء وينتشي إذْ يعتدلْ
فوق الظهُور.... وفوق أعناق الإبـــلْ !
إبلٌ عجافٌ !
يكادُ النفطُ يبْتلعُ الترابَ
يكادُ الصّبرُ يرحلُ بالمدينة و»المُثـُـلْ»
عربٌ..... يُقالُ !
تقولُ غزةُ : ياعربْ !
ويدُ العراق يكادُ يقطعُها العربْ !
عربُ الحصار.... كأنهمْ بلْ هُمْ حطبْ !
عربٌ رجالٌ........ ترجّلوا حدّ التعبْ !
وتنافسوا في سدّ أنفاس المعاني والكتبْ
عربٌ ..... يُقالُ !
تدافعُوا ... كي يدْفعُوا 
لمْ يدفعوا عن مائهم أوْ تمرهم أوْ عن كذبْ
لم يدفعُوا الريحَ التي تلوي جُلودَ ظهورهمْ
وتمورُ فيهمْ.... كالقصبْ 
عربٌ إذنْ
ولهُمْ لسانٌ في البلاغة والأدبْ
ولهُمْ فنونٌ في المدائح والغزلْ:
هُبلٌ / هُبلْ
هُبلٌ تقولُ ... ونسْمعُ
هُبلٌ نجوعُ....وتشبعُ
هُبلٌ نهجّ..... وترتعُ
هُبلٌ فداكَ الرّوحُ وهي ذلولةٌ
وفداكَ يا هُبلُ البنونُ والبناتُ والدّولْ
نفنى وتبقى يا هُبلْ
أنت الهويّةُ والحضارة والحداثةُ والأملْ
أنت المُخلّصُ والمُدرّسُ والشفاعةُ يا بطلْ
نفنى إذنْ
تفنى الدّولْ
يفنى الترابُ والشبابُ والعقائدُ والمعارفُ والمللْ 
يفنى الذي لا يلهجُ
يفنى الذي لا يمدحُ
يفنى الذي ينتابُهُ شكٌّ بحقكَ يا هُبلْ
عربٌ.... يُقالُ
ويسخرون من العربْ !
ويُسرّحون ضباعهم في كلّ شبر معتشبْ!
ويُساومون على دماء «يوسف» من غير خوف أو خجلْ !
يا يوسُفَ: احذرْ أخوّتهُمْ ... فهُمْ من غير أبْ!
احْذرْ وسيطًا غادرًا واحذرْ طعامًا في العُلبْ!
احذرْ نداءً ناعمًا ... لا تسْتجبْ... لا تسْتجبْ
هُمْ يقتلونكَ ثمّ يأتونَ إليكَ في طوابير الجنائز والمآتم والقُبلْ!
هُبلٌ / هُبلْ ... هُبلٌ / هُبلْ
ويفاوضون على دمكْ
وعلى انتصاركَ واندحار عدوّكَ ... يتفاوضون َ!
ويطلعون من دمكْ!
هُمْ من دمائكَ يكبرون كما القرادُ ... 
ويَسْرَحُونَ في جراح حيّة... لم تندملْ
هُمْ يرقبون حُلمَكَ ..وَدّوا بالاّ يكتملْ
وهُمُ هُبلْ ... ولهُمْ هُبلْ