التدوينة

بقلم
محمد الصالح ضاوي
تجديد الفكر الديني...
 لمحاربة الإرهاب، لتنمية المجتمع، لمجابهة البطالة، للقضاء على أمراض المجتمع....لا بد من التخطيط لاستراتيجيات تمس كل القطاعات.... ومنها قطاع الدين.
كل المهتمين بالشأن الديني يتفقون على أن البلاد وشعبها بحاجة إلى فكر ديني يحقق ثنائية الأصالة والحداثة. ووزارات التربية والشؤون الدينية تقوم بمبادرات في اتجاه ارساء فكر ديني جديد، لكنّها مبادرات وهميّة غير مرتكزة على أسس سليمة.  الأمر يتطلب شجاعة غير عادية... وقرارات ثورية...
لا يمكن المبادرة بإصلاح ديني في التّربية والتّعليم إلاّ إذا توفر لدينا رؤية واضحة للمسألة الدّينية بكلّ أبعادها...
على أعلى هرم السلطة.... ومن خلال المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، أن يتم تكوين وحدة تفكير ديني مهمتها إعادة تحديد رؤية دينية للإنسان والكون والحياة.... تساهم في ردم الهوّة التّاريخيّة والنّفسية بين الماضي والحاضر....
مجموعة من المفكّرين في الشّأن الدّيني والعلوم الدّينية، تتولّى في مرحلة أولى مراجعة العقيدة التي تترسّخ في قلوب النّاس وتوجّههم طيلة حياتهم....يحيث تتحوّل هذه العقيدة من عائق للانخراط الحضاري إلى محفّز على المشاركة الحضاريّة العالميّة.....
مجموعة من المفكّرين تتولّى إحياء قدوات عمليّة إسلاميّة، والتّرويج لها والتّسويق لصورها بالطّرق الحديثة.... بشكل نقترب من الواقع المعيش للمجتمع....
مجموعة من المفكّرين تعيد إنشاء الخارطة الدّينية للمشاعر والمعلومات والعقائد في نفوس وعقول النّاشئة.... ضمن رؤية احتوائيّة غير إقصائية.....
مجموعة من المفكّرين يخوضون بعمق تجربة التّفكير الجريء والجدّي والدّخول الى كلّ المساحات الثّقافية الإسلاميّة التي من شأنها التّعبير عن كلّ المشاكل الاجتماعيّة وايجاد الحلول لها.
تفكير يجنّبنا التّفكير الظّاهري النّمطي الإقصائي، والتّفكير العقلاني الجافّ، ويسمح للرّوح باحتلال موقعها الحضاري كمحفّز ومنشّط لحركة الحياة......ويجيب على أسئلة جوهريّة : الله، الإنسان، العالم، القضاء والقدر، العمل، الاقتدار الإنساني، الإرادة، المسألة الجنسيّة، المرأة، العلاقات الاجتماعيّة، الحرّية، الدّيمقراطية، المواريث، الحدود، العقل، الرّوح....
عمل استراتيجي دائم وجدّي يمرّ بعدّة مراحل: تنقيب وحفر في الذّاكرة التّراثية وجمع للخارطة الثّقافية بكلّ مكوناتها المختلفة، تثمير وتنشيط وتفعيل للرّؤى والمضامين الايجابيّة، وترجمة النّتائج إلى مقرّرات تربويّة ونصوص تعليميّة وخطط إعلاميّة واستراتيجيّات في كافّة المجال، مع متابعة ومراقبة للنّتائج، وتعديل لما يمكن تعديله...