الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 بعد أن طوت سنةً رابعةً من عمرها، تنطلق مجلة الإصلاح ضمن سلسلة جديدة بوتيرة شهريّة بعد أن كانت في السابق نصف شهريّة وفي شكل وإخراج جديد مختلف، آملين  أن ينال رضاء القراء الأعزّاء. 
ارتأينا المحافظة فنيّا على ألوانها الثلاثة الأصليّة وهي الأزرق والبرتقالي والأخضر بالتداول باعتماد لون لكل عدد وذلك لضمان استمراريّة رمزيّة للمجلّة توحي بثبات المجلّة على المبادئ التي تأسست عليها وبعثت من أجل تحقيقها والتي تتلخص في تقديم غذاء فكري متكامل للقارئ مع التمسّك أوّلا بالهوية العربية الإسلاميّة التي يُرمز إليها عادة باللون الأخضر وهو لون يرمز أيضا للنماء والطبيعة النظيفة والسلام والتجدد والتأكيد ثانيا على البعد المتوسطي والذي يرمز إليه اللون الأزرق وهو لون يرمز أيضا إلى السلام، والوحدة، والانسجام، والهدوء، والثقة والبقاء على العهد ثالثا في الدفاع عن أهداف الثورة والتي يرمز إليها باللون البرتقالي وهو لون يرمز أيضا إلى الطاقة والوضوح .
كما ارتأينا المحافظة  من حيث المضمون على بعض الأركان القارّة التي نالت إعجاب القراء من خلال الملاحظات ورسائل النقد التي وصلتنا.
وبعد تجربة السنوات الأربع، كان لابدّ للمجلّة أن تبحث عن حاضنة ترعاها وتدعّمها وقد وجدت ضالّتها في منتدى الفارابي للدراسات والبدائل. وما كانت لتجد أفضل من هذا المنتدى لما اتسمت به أنشطته من جدّية وعمق وما لديه من إشعاع ثقافي وفكري جهويّا ووطنيّا. وليس في الأمر عجب إذا ما علمنا أن صاحب فكرة المجلّة ومديرها إنّما هو عضو مؤسس للمنتدى وعضو بهيئتيه المديرة والعلميّة . وعلى عجب أيضا أن يلتقي المشراعان وذلك لأن المنتدى هو الآخر يحتفل في هذا الشهر بعيد ميلاده الرابع.
إلآّ أننا نؤكد للجميع أن المجلّة ستحافظ على خطها التحريري وانفتاحها على كلّ أصحاب الأقلام بمختلف مشاربهم الفكرية، وستبقى بوابة لكل المتطوعين للكتابة في الشأن الوطني والعربي الإسلامي والعالمي والذين يسعون إلى بناء فكر جديد قادر على الإجابة عن الأسئلة الحارقة التي تشغل بال أبناء هذه الأمّة. فكر  يساعد على الخروج من خندق التخلّف والتبعيّة  ويساهم في إصلاح جذري لثقافة المجتمع عبر مقاومة ثقافة الخوف والرهبة والاستكانة وثقافة التواكل والاستسلام وثقافة الكسل ونبذ العمل والابتكار. إصلاح عميق يقضي على معيقات النهضة والتحرّر ويؤسس لمجتمع يكون فيه الإنسان إنسانا بأتم معنى الكلمة وتنتشر فيه قيم العدل والحريّة والكرامة. مجتمع يؤمن بالإختلاف والتنوع ويرفض النمطيّة مهما كان مأتاها.