الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 بهذا العدد تكون مجلّة الإصلاح قد بلغت من العمر أربع سنوات عايشت فيها كل الأحداث التي مرّت بالوطن بحلوها ومرّها وتفاعلت معها من موقع المسؤوليّة فقامت بتغطيتها ونشر المقالات التي تتحدث عنها وفتحت صفحاتها لكل من أراد الكتابة حول هذه الأحداث أو معالجة أسبابها ونتائجها. فترات عصيبة مرّت بهذا الوطن فكانت عصيبة على المجلة والقائمين عليها، ومحطّات جميلة عاشها أبناء هذا الوطن بعثت في النّفوس الأمل فصبغت المجلّة بحلاوتها وصنعت لها أجنحة حلقت بها عاليا.
لم تكن المجلّة منبتّة عن واقعها بل كانت وسيلة للتأثير فيه ومحاولة  الرقي به نحو الأفضل. «الإصلاح» منذ عددها الأول كشفت عن هويتها وأعلنت هدفها ومبتغاها. وحددت خطّا تحريريا بًوْصًلًتُه نشر الفكر الإصلاحي المستنير المتعلق بهويّته وانتمائه للوطن الصغير والكبير. بدأت صغيرة حجما ومضمونا وكبرت شيئا فشيئا حتّى بلغت سنّ الرشد. فهل حقّقت ما رسمته لنفسها من أهداف وطموحات؟
الإجابة عبّر عنها تمسّك عدد لابأس به من القراء بتحميلها والاطلاع عليها مباشرة بعد صدورها وعبّرت عنها أيضا ٍآراء  هؤلاء ومقترحاتهم
قراء المجلة وكتّابها ليسوا كلّهم تونسيين بل ينتمون إلى الوطن الكبير فمنهم من المغرب وليبيا والجزائر ومصر والسعودية ومنهم من جاليتنا العربية في الخارج سواء في أوروبا أو أمريكا وحتّى في الدول الإفريقيّة ولذلك حاولنا دائما أن نتجاوز قدر الإمكان القطرية في طرح المواضيع ونهتم بما يشغل كل المسلمين والعرب أينما كانوا.
النشر الالكتروني له إيجابياته وله سلبياته وهو يختلف عن النشر الورقي في الطريقة وفي طبيعة الحرفاء، وهو ميدان جديد بالنسبة لنا وقد حاولنا بالرغم من قلّة عددنا وغياب الدعم أن ننجز ما يمكن إنجازه  ونحن اليوم راضون عن مستوى هذه الدورية، رضاء لا ينفي العزم على مواصلة الجهد لمزيد من الارتقاء نحو الأفضل.
خلال السنة الخامسة والتي ستتحول فيها «الإصلاح» من دورية نصف شهرية إلى شهريّة، سنحاول الاعتناء أكثر بالمحتوى ليكون أكثر عمقا وتنوّعا وتخصيص جزء من الجهد لتطوير موقع المجلّة  الالكتروني حتّى يكون في مستوى قادر على استقطاب أكثر عدد من المشتركين ويسهّل على القراء ومحبي الإصلاح الاطلاع على المقالات كل حسب ميولاته .
كما سنستمر في إصدار سلسلة كتب الإصلاح حتّى نساهم في نشر الفكر والثقافة في ربوع الوطن وسنعمل على تنويع المنتوج وربما نتوجه في قادم الايام أو الأشهر إلى جيل الأطفال المحرومين من منتوج يهمّهم ويرفع من وعيهم ويحصنهم من الاستحمار ومن الأفكار الهدامة والخطيرة.
نأمل أن نكون قد وفقنا في الـ 103 أعداد السابقة ونتمنى أن يكون هذا العدد الأخير من السنة الرابعة في مستوى يشجع القراء على مزيد الارتباط بالمجلة ودعمها بالقراءة والكتابة والنشر على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر البريد الالكتروني فهي في حاجة إلى الدعم المعنوي أكثر  من ذي قبل.