حديقة الشعراء

بقلم
خالد إغبارية
إنّي راحل يا طيري.
لكن ....
حتى الفتات في كفيك
لم يكن.....لي وحدي
ففي كل مرة أعود
كنت أراك محاطا بحمامات ملونة
زخرفن ريشهن لك بأصباغ زائلة
يتراقصن حولك بالتواء الأفاعي
فلا أزاحمهن إليك
وأرفرف عليك بأجنحتي من أعلى
أمنحك الأمان ..في لحظات الخوف
وتمنحني الخوف.. في لحظات الأمان
وفي كل مرة أعود
كنت تقتطع من أجنحتي.. ريشة ملونة
تضعها على رأسك
فتحولت أنت مع مرور الوقت وتكرار العودة
إلى طاووس مغرور
وتحولت أنا إلى حمامة دامية الجناح
ناقصة الريش
فأعاود الطيران بأجنحة مصابة
أفرد أجنحتي بصعوبة
أنظر إليك  باكٍ من عليائي 
أراك تبتسم وأنت تلمحني أبتعد
فتكسر ابتسامتك... ما تبقى من أجنحتي !!
و... تكسرني !
وأرفرف مبتعدا
على أن لا أعود
فأطير ..وأطير ..وأطير
أتجول في البساتين والحقول
تكتمل أجنحتي مرة أخرى
تنمو الريشات المغدور بها من جديد
فيشدني إلى عالمك حنين
أعود ..كي تُكمل تاج رأسك من ريشاتي
أعود...كي أهديك أحدث ( ريش ) أجنحتي
أعود إليك
كــ ( حمامة ) بيتك
فلا أجد على الأرض ( بيتا ) في استقبالي
كي أرفرف في أركانه معك
فأختبئ بجناحي خجلاً
حين أتذكر أنه لم يجمعني بك يوماً على الأرض
سوى.. بيت الدفاتر
ومدن الأوراق
واحتراق...باحتراق...باحتراق !
فأغادرك من جديد
كــ (حمامة ) بيت جريحة
لكن ..حمامة ( بيتك ) هذه المرة
لن تعود
فرصاصة طائشة من بندقية ( الواقع)
أصابت جناحيها
فأسقطتها بعيداً
عن (أرضــك)
و ( وطنـــك)
و ( قلبـــك)
و( بيتــــك)
إني راحل يا طيري
فقد أنهكت العودة كبريائي
وتعبت من التحليق فوقك أجنحتي
إني راحل يا طيري
فقد سُفكت على أبوابك أيامي
وضاعت في صحرائك قافلتي
إني راحل يا طيري
فقد خان نصيبك نصيبي
وأكلت وحوش واقعك
زاد رحلتي