خواطر

بقلم
عبدالنّبي العوني
...و أقلّ القليل ما هم...
 نحن قوم لا نعلم،
و اذا علمنا فلا نعمل،
و اذا عملنا فلا نتقن،
وإن أتقنّا فلا نطلب البركة ( إلاّ ما ندر)،
و إن طلبناها استعجلنا،
وإن استعجلنا تسارعنا و تصارعنا،
و اذا تصارعنا تخالفنا 
و اذا تخالفنا يئسنا و قنطنا و بحثنا عن تعويض خساراتنا من ثنايا تأريخ قد مضى لأسلافنا أو من حشايا بحار لغتنـــا أو من قيعان مظلمة لنفسيات  تستمرئ الهزيمة.
و إن حدث أن غمرتنا أحاسيس نشوة، فهي ليست  إلاّ عابرة    و إن أطالت المكوث عندنا، فليست إلاّ مخادعة لتعويـض ما فاتنا من أزمان النهوض،
و هذا يؤشّر على أنّ  ريحنا قد ضاعت، و رائحة انكساراتنا قد فاحت و أشرعتنا في بحور الحضارات قد تاهت ...
و هي حالة الشعوب في فترات الهمود و السكون و الغثيان، لم تنسجم بعد مع حال اليقظة والحركة و الانتباه ...
وهي حال القليل بل أقلّ القليل 
و أقلّ قليل ماهم......
----
-  كاتب تونسي
ouni_a@yahoo.fr