الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 تحلّ علينا ذكرى مولد الرسول محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن في معيشة ضنكا، وقد غزا الوهن قلوبنا وتداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، لا نعرف أين المسير ولا كيفية التدبير. ولكنّنا سنحتفل بها برغم كلّ المآسي تمجيدا لشأنه وتعظيما لقدره ولرسالته لنعبّر فيها عن حبنا وفرحتنا وإكبارنا لهذا النبي العظيم الذي منّ الله به على المومنين وأرسله رحمة للعالمين، لعلّ هذا الاحتفال يكون مناسبة نرتوي فيها من رحيقه المختوم ولحظة نراجع فيها أنفسنا ومقدار محبّتنا له، لنسير بعدها على هديه حتّى نلاقي ربّنا مهما تكاثرت الفتن وازدادت علينا البلايا والمحن.
وقد ارتأينا أن نخصص هذا العدد كاملا للحديث عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلّم فهذا أقل ما يمكن أن نقدّمه لأفضل خلق الله والنور المبين الذي بعثه برسالته رحمة للعالمين. 
و«الحديث عن شمائل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ممتع يذكّر النّفس والقلب بخير هديّة للعالمين من ربّ العالمين»، الاّ أنّها مهمّة ليست باليسيرة، حيث أنّ المجال لا يتّسع للإتيان بجميع جوانب هذه الشخصية الفذّة والغوص في أنوارها.   شخصيّة تميّزت بالحكمة والرشاد وبعد النظر والاعتدال في المواقف والمعاشرة الطيّبة والصبر والمكابدة وغيرها من الشمائل الطيّبة وصفات كمال وجمال الخلق.
إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أهل لأن يعظم في سائر أيام السنة، وأن تذكر سيرته العطرة في كل لحظة، لأنه المبلغ لرسالة من رب العالمين،تستمدّ أصالتها من القرآن الكريم،  «أصالةٌ يسعى الاستئصاليون لطمسها في حين أن الرسالة المحمدية ما تحققت إلا نتيجة ثقة في الآدمي وقدراته فاتحة بذلك آفاقا غير محدودة للبشرية». 
«يتجدد ميلاد النبي محمد عليه السلام باستمرار وبدون توقف بميلاد الخير في كل لحظة مع ميلاد كل إنسان جديد ليُولد معه أمل جديد أقرّه صاحب الذكرى نفسه حين قال إنّ «الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة» خيرا كان وسيظل حاجة أكيدة للبشريّة جمعاء إلى يوم الحساب»
 وإنّنا إذ نشكر كل السادة الذين لبوا دعوتنا للمساهمة في تأثيث هذا العدد، فإننا نتمنّى أن ينال رضى القراء الكرام ويحقق الهدف الذي رسمناه، راجين من الله العلي القدير أن يتقبّل منّا هذا العمل كعربون محبّة وإخلاص لسيد الخلق ويجمعنا به على الحوض فيستقبلنا ببشاشته ويسقينا بيديه الكريمتين شربة لا نَضْمَأُ بعدها أبدا. 
فاللَّهمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ على إبْرَاهِيمَ وعَلى آلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.