في التنمية البشرية

بقلم
فضيلة الجبلاوي
العادات اليومية وتأثيرها في السلوك الإنساني

 « ما بالطّـبع ... يتغيّـر»

«ما بالطبع لا يتغير»....عبارة حفظناها عن ظهر قلب وشكّلت لدينا قناعة راسخة بأنّ الانسان ولد بطباعه وعاداته وأنّه من العبث أن يناقش هذا الأمر والأسلم أن يستسلم  وينحاز إلى عاداته ويدافع عن سلوكه مهما كان. فما هو مفهوم العادات  وكيف تتشكّل؟ وهل يستطيع الانسان أن يعيش من غير عادة في حياته ؟ وهل من الصّعب التخلص من الطّباع السّلبية ؟ 

تعتبر حياة الانسان  مجموعة من العادات تشكّل شخصيته ويكون لها بالغ الأثر على مسار حياته، وقد تنوعت التعريفات واختلفت ولكن المتّفق عليه أنّ العادة هي القدرة على أداء عمل أو سلوك بطريقة آلية، فالعادة الفاعلة تتكوّن بتكرار الفعل الى أن يصبح جزء من شخصيّة الانسان  كتعوّد الشّخص على النوم متأخّرا أو أن ينفعل ويغضب لأتفه الأسباب أو أن يتعوّد الكسل وضعف الدّافعية نحو الانجاز والمثابرة ويبقى التدخين وشرب الكحول على رأس هذه العادات السّلبية وأشدها خطورة على صحّة الانسان وعلاقاته بالمحيط الخارجي. 

وتُشير الكثير من الإحصائيات أنّ العادات تُشكِّل أكثر من 95 % من سلوكنا، الأمر الذي قد يندهش منه الكثيرون خاصّة وقد ترسّخت لديهم قناعة بأنهم يولدون بعاداتهم. الحقيقة كما صاغها «جون درايدن» قبل ما يزيد عن ثلاثمائة سنة: «نحن نصنع عادتنا في البداية، ثم تصنعنا عادتنا».

العادات هي محرك السلوك

يصعب على الفرد أن يصبح بدون عادات، فنحن جميعاً محكومون بعاداتنا الجيّدة أو الرّديئة، فهي التي تقود سلوكنا وتحدّد مستوى أدائنا ونمط علاقتنا واتجاهات تفكيرنا وأنواع اهتماماتنا وتكون لدينا دائرة ارتياح. لكن الذي يميّز بين فرد وآخر أن يختار أحدهم عادات ايجابية تكون دافعا نحو التّقدم والإنجاز والصّحة والاستقرار فيما يجد آخر نفسه منساقا وراء عادات مزعجة  تكون سببا في فشله وتعاسته وشقاءه.

من الصعب التخلي عن العادات....لكن

• «العادات لها قوة جذب هائلة أكبر كثيرًا ممّا يتوقعه أو يقرّ به معظم الناس» (ستيفن كوفي)

• العادات السّلبية تقف حائلاً بين الفرد وتطوره، ويرى الكثير منّا أنّ العادات التي نسلكها في حياتنا ليست بالأمر السهل تغييره، فتغيير النّفس ليس بالأمر الهين حقاً، ويحتاج إلى الكثير من المثابرة والصمود الشديد، ولا ننسى أن بناء العادة السّلبية يستغرق زمنا، وأنّه جاء نتيجة الإهمال واللاّمبالاة وعدم الوعي بمدى تأثيرها عندما كانت في مهدها؛ لذا كانت عمليّة الاستبدال التّدريجي لعادة ايجابيّة مكان العادة السّلبية هو الحلّ الأكثر تأثيرا.. كما أنّ وعي الفرد ومعرفته بالفوائد التي سيجنيها نتيجة السّعي لاكتساب عادات ايجابية  سيحفـزه أكثر للاستمرار والُمثابرة، وسُيصبـِح الأمر أكثر سهولة وتقليدا جديدا وُمفرحاً ونافعاً لحياته .

خطوات كسر العادات المزعجة

القرار........ ابدأ الآن؛

بناء عادة ايجابية مكان العادة السّلبية (الكون لا يحتمل الفراغ)؛

التّدرج....لا تقطع العادة السلبية مرّة واحدة؛

اجعل لنفسك سبب قويّ يكون حافزا من أجل الانفصال عن العادة الرّديئة؛

حافظ على العادة البديلة مدّة 21 يوما متتالية؛

اختر شخصا تثق فيه يكون مشرفا عليك؛ 

تحلّى بالإرادة واضغط على نفسك مدّة الـسبعة أيام الأولى؛

التخيّل.... تخيّل نفسك تنتصر على هذه العادة ( العقل اللاّواعي لا يفرّق بين الحقيقة والخيال)؛

التحفيز الذاتي بحديث النّفس الايجابي (الحمد لله بدأت أنجح في التّخلي عن ....)؛

وفي الختام نقول...

ما بالطبع لابدّ أن يتغيّر اذا كان عائقا في طريق سعادتك...صحتك...نجاحك.

-----

- خبيرة التنمية البشرية 

fadhilatounsi30@gmail.com