نقاط على الحروف

بقلم
مالك الشعبوني
في سابقة هي الأولى بعد الثورة، استبيان طلابي وطني حول التعليم العالي
 لقد أتت الثورة لتبشرنا بعهد الإصلاحات الجذرية والجوهرية في شتى المجلات، إصلاحات لم نر منها الشيء الكثير، ولم تتجاوز في حال وجودها الإجتهادات الفردية المسقطة المفتقدة لكل تشاور وانفتاح على المقترحات. ولعل ذلك، بالإضافة إلى الأسباب المرتبطة بالسلط والإرادة السياسية التي قد تحضر وقد تغيب، يعود إلى غياب قوة إقتراح مبنية على معطيات واضحة وعلمية. ومن ذلك، فقد بقي الطالب التونسي يرى ما يعجبه و لا يعجبه في محيطه الجامعي فيتحرك تارة ويحتج أخرى، ويحاول ما إستطاع أن يغير واقعه.
تزامنا مع إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن إطلاق مشروع إصلاح للقطاع هذا العام، تعتزم جمعية المنتدى إطلاق استبيان وطني حول رؤية الطلبة للتعليم العالي، إنطلاقا من 16 أكتوبر الجاري في مختلف الجامعات التونسية، العمومية منها والخاصة. مبادرة من شأنها أن تدعم مشاركة الطلبة في إصلاح منظومة التعليم العالي. هذا الإستبيان سيكون فرصة لتقييم وعي الطلبة وجمع آرائهم حول مختلف محاور استراتيجية الإصلاح الجديدة التي تعتمدها وزارة التعليم العالي، فضلاً عن صياغة تلك الآراء في شكل أولويات واقتراحات مدعمة بالأرقام وستكون هذه الدراسة الأولى من نوعها في تونس منذ سنة 2006.
المنتدى جمعية  تأسست من قبل مجموعة من الطلبة التونسيين، تطمح إلى أن تكون منصة تواصل تجمع بين مختلف الأطراف المتداخلة من طلبة وجامعيين وسلطة إشراف ومهنيين، ومحرك نقاش نقدي يفضي إلى تصور رؤية مستقبلية، وإلى تنظيم وتطوير النقاش حول إصلاح التعليم العالي في تونس. 
لتفعيل هاته الأهداف، تنطلق الجمعية كأول خطوة بهذا الإستبيان الذي يتضمن قرابة السّبعين سؤالا مقسّمة على ستة محاور وهي :
* أسئلة ديمغرافية.
* أهداف التعليم العالي من وجهة نظر الطلبة.
* المناهج الدراسية والتدريبات.
* التسيير والتنظيم الإداري لمؤسسات التعليم العالي.
* الحياة في الحرم الجامعي والتنمية الشخصي
* التعليم العالي والتشغيل.
يتواصل العمل الميداني لأعضاء المنتدى شهرا لينتهي في منتصف نوفمبر 2015، وسيشمل قرابة الألف طالب. ثم سيتم نشر النتائج في شهر ديسمبر من هذا العام. كما تعتزم الجمعية تطوير تصوّر إلكتروني لنتائج سبر الأراء في وقت لاحق، وذلك في شكل منصة إلكترونية على الانترنت تعنى بنشر بيانات التعليم العالي في تونس، هذه المنصّة ستجعل بيانات التعليم العالي متاحة لجميع المهتمين وستمكّنهم من المساهمة الواعية والفاعلة إستناداً على معطيات واضحة.
لا شك أن النتائج ينتظرها كل متابع للشأن الجامعي لما ستحمله من استنتاجات أساسية في قراءة وضع التعليم العالي وتحديد رؤية الطلبة له وقد تكون منطلقا جديدا للحوار حول إصلاح قطاع تزداد معاناته يوما بعد يوم. 
-----
- طالب
chaabouni.malek@gmail.com