تمتمات

بقلم
محمد المولدي الداودي
سوريا الموت بكل اللغات
 الرّاحلون إلى المقابر...الرّاحلون إلى المنافي.
في «سوريا الثورة» لا سؤال عن الموت وآجاله فهو واقع بل السؤال عن مكانه وأسبابه. وفي «سوريا الثورة» يكتب الرّاحــلون في كلّ يوم آجالهم قصفا بالبراميل وغرقـــا في مياه غريبة في بحار بعيدة.
كان السفر في «سوريا الثّورة» هروبا من الموت وإليه ..ومنذ الثورة قتل الطاغية بشّار وأشياعه من حزب الله وإيران أكثر من ربع مليون قتيل وهجّر في الآفاق أكثر من ستّة (06) ملايين ضاقت بهم الأرض واتّسعت لهم أعماق البحار والمحيطات .
يروي السوريّون اليوم سطورا من سفر الرّحيل والتيه ..أربع سنين في حجم الأربعين ..حكاية الأوّلين يستنسخها الزمن الحاضر .الضحايا يتكرّرون وكذلك الطغاة.
كلّ موضع من الأرض يروي مأساة الشعب السوري والوطن تكتبه الدّماء .
سوريا ..الشام..الأدب والشعر.. أرض الملاحم ..ترنيمة النصر ونشيد الأباة..المرأة الحلم والجمال الخرافي ..الحلبيّة بألف إمرأة من الأرض...الحياء الدمشقي والحلبيّ على أبواب المساجد في شرق الأرض ومغربها... فليسقط الإنسان.
يوميّات السّوريّ بعد الثورة كتابة وصاياه ولا وصيّ..يتحلّل مداد الوصايا في بحار الرّحيل وتمّحي الكلمات..
                       لا أحد لتوصّيه أيّها الرّاحل في الماء.