وجهة نظر

بقلم
صالح نائلي
الثورة التونسية: السفسطائيون الجدد
 المقدمة:
لقد كان للأحداث التي شهدها القرن الماضي الأثر العميق على النّخب العربيّة، فالمتأثّرون بالفكر الماركسي والاشتراكية خاب أملهم مع انهيار الاتّحاد السوفييتي وجدار برلين، أما المناصرون للنّزعة القوميّة العربيّة أو العروبيّون فتلقّوا ضربة موجعة منذ أحداث الخليج الأولى التي بلغت ذروتها مع سقوط بغداد وأمام هذه الهزّات فقدت النّخب العربيّة السّياسيّة والثّقافية القدرة على تحديد الوجهة والمسار نظرا لتسارع الأحداث وتعاقبها وأصيبت بالاضطراب وعمى الألوان، فباتت تبحث لنفسها عن مبرّرات فقدانها لموقعها فلا قبل لها بالسّباحة عكس التّيار ولا مصلحة لها في ذلك ولا خيار أمامها في منطق التّطور الحضاري  سوى مجاراة التّيار حتّى وإن كلّفها ذلك التّخلي عن ثوابتها وجوهر ثقافتها وقيمها الأخلاقيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، فالمصلحة تقتضي التّضحية بكلّ شيء.
في هذا الواقع المضطرب لم تجد النّخب أمامها سوى أسلوب المهادنة أو المخادنة للأنظمة السّياسية القائمة على الاستبداد حفاظا على وجودها ومصالحها التي لم تتغيّر بتغيّر الظّروف والأوضاع وكانت تسعى لتثبيت مكانتها ضمن تلك الأنظمة حتّى أصبحت مدافعة شرسة عنها وفكّت ارتباطها بالجماهير بل أصبحت تتحاشاها وتتّهمها أحيانا بأنّها غير قادرة على فهم ما تطرحه المرحلة من تحدّيات وأخطار. في هذا الواقع الذي تلاشت فيه آمال التّغيير والخروج من الوضع المترهّل الذي باتت تعيشه النّخب الثّقافية والسّياسية، اندلعت شرارة ثورة أو انتفاضة أذهلت الجميع وأصابتهم بالدّهشة وفي فترة قياسيّة انقلبت موازين القوى من يد حاكم مستبدّ إلى بارقة أمل جديد نحو الحريّة والانعتاق وفكّ القيود التي كبّلت العقول وكمّمت الأفواه.
أمام هذا الحراك التّاريخي أصيب الجميع بالدّهشة والذّهول وكانت النّخبة أولى الضحايا، فبعد أن كانت خارج التّاريخ والجغرافيا لم يعد لها مبرّر للوقوف فوق الرّبوة. كيف تفاعلت النّخب مع هذا الواقع الجديد ناهيك وأنّ أثر الصّدمة ليس بالبسيط أو الهين ولم يعد هناك من مبرّر للرّكود والجمود والمهادنة؟
لقد افرز الحراك الذي حصل في تونس نخبة مضطربة مذبذبة، فلا هي قادرة على التّخلص من تراكمات الماضي من جهة ولاهي مستعدّة لمواجهة المستقبل بروح متجددة تستجيب لمقتضيات اللّحظة المبهمة والمعقّدة من جهة ثانية. هذه الوضعيّة التي باتت عليها النّخب السّياسية والثّقافيّة هي التي دفعتنا إلى البحث عن طبيعة النّخبة التي ظهرت بعد الثّورة أو بدأت ملامحها بالظّهور. لقد أعادت إلى ذهن الباحث دروسا تلقّاها في مادّة الفلسفة وخاصّة تلك التي تتحدّث عن السفسطائيين فحاول أن يقيم مقارنة بينهم وبين ما أفرزه الحراك الحاصل في تونس من مجموعات متنافرة حينا ومتجانسة حينا آخر يطلق عليها البعض النّخب التّونسية. ومن أجل فهم طبيعة وأحوال هذه المجموعات قلبنا صفحات المعرفة لنبحث في جذور هذا المفهوم وأعلامه علّنا نجد وجه شبه بين هذه المجموعات وبين السّفسطائيين تبرر تسميتنا إيّاهم بالسّفسطائيين الجدد أو إعادة إحياء السّفسطائية،  فبعض المفاهيم تظهر في واقع تاريخي ما ثمّ تغيب أو تنسى ثم تعود للظّهور من جديد وإن بشكل غير الشّكل الذي ظهرت به سابقا.
السفسطائيون: لمحة تاريخيّة.
أطلق إسم السفسطائيين بدءا من النصف الثاني للقرن الخامس قبل الميلاد على جماعة من الرجال المفكرين الغرباء عن أثينا والذين اتخذوا من هذه المدينة مكانا يمارسون فيه مهنة التّعليم معتمدين كلّيا عل الإقناع. اعتمد السّفسطائيون على الجدل الكلامي خاصّة على الخطابة وما تفرضه هذه من فصاحة وبلاغة حتى أنّ  كلمة جدل Dialectique هي من وضعهم. لذا كان إلمامهم باللّغة اليونانيّة شديدا وقد برز منهم جملة من الخطباء(1) لكسب عيشهم ولترويج آرائهم امتهن السّفسطائيون التّعليم، خاصّة تعليم أبناء الطّبقة الأرستقراطيّة.(طبقة الحكّام أوالطّبقة المؤهّلة لتولّي مثل هذه المناصب الرّفيعة) تقاضى السّفسطائيون أجورا مرتفعة لقاء تعليمهم مع إنّ احتراف التّعليم لقاء أجر لم يكن بالمهنة المرغوب فيها لدى الشّعب اليوناني. وإلى جانب هذه الدّروس الخاصّة اعتمد السّفسطائيون إلقاء خطابات معدّة سلفا وبلغة متّقنة في المدارس العليا أو في الاجتماعات العامّة حيث يدفع الحضور بدلا من دخولهم. لم يكن للسّفسطائيين برامج محدّدة يعطونها بل كان لهم طريقة معيّنة هي التي وسمت مدرستهم وجعلت من السّفسطة فلسفة مميّزة وإن غير متكاملة ضمن نظام. فلسفتهم كما أشيع، فلسفة عمليّة الهدف منها التّوصّل لاكتساب «فنّ العيش». هذا مع العلم أنّهم نعتوا فلسفتهم « بالحقيقية» لما تنطوي عليه من أمور عمليّة. لاقت تعاليم السّفسطائيين رواجا كبيرا في أوساط الناشئة وفي أثينا خاصة حيث صارت هذه المدينة ملتقى المثقفين من كل الأنحاء خاصة في عهد باركليس الذي كان بدوره مولعا بالخطابة. مما تجدر الإشارة إليه أن تعاليم المدرسة السفسطائية قد شملت حقولا شتى من اللغة.. الشعر.. الجدل.. البلاغة.. الفنون.. السياسة وأخيرا الدين.
تقوم الفلسفة السّفسطائية على الإقناع، والإقناع لا يعتمد البرهان العلمي أو البرهان المنطقي بل على الإدراك الحسّي والظنّ وعلى استعمال لغة الخطابة والحوار الخطابي والقوانين الجدليّة الكلاميّة بهدف الوصول إلى الإقناع بما يعتقد أنّه الحقيقة. ولدعم أرائهم لجأ السفسطائيّون إلى الاقتباسات الشّعرية والتّمثيلية وكذلك اللّغة اليونانية وأضفوا عليها الكثير من سحر البلاغة. 
تقوم الطريقة السّفسطائية أساسا على مبدأ الشّـك في الـموجـودات وفي الوجود بالذّات والشّك في القيم وفي الأخلاق إلى جانب التّشكيك في السّياسة. فإزاء كثرة النّظريّات حول قضايا الوجود أو سواها أعلن السّفسطائيون عدم جدوى أيّ منها إلاّ إذا نالت إحدى النظريّات السّبق على الأخرى وصارت معتمدة من سائر الفلاسفة. النّتيجة من كل ذلك: لا حقيقة ثابتة مطلقة. ولأجل إثبات أرائهم رأى السفسطائيون أنّ الإنسان الفرد هو معيار الحقيقة  طريقه إلى ذلك الإحساس أو جملة الادراكات التي تقدّمها القوى الحسّية. وبما أنّ هذه تختلف من شخص إلى آخر، إذن كيف يمكن التّحدث على حقيقة ثابتة ناهيك عن الحقيقة المطلقة؟ هكذا حوّل السّفسطائيون  الجدل حول المعرفة من علاقة الذّات بالذّات وصار الرّأي أو الظّن والتّخمين معيارا للحقيقة. وهذا هو معنى عبارة «بروتاغوراس» - أحد رواد الفلسفة السفسطائيّة - «الإنسان هو مقياس كل شيء» بذلك انتفت صفة المطلق عن المعرفة وصارت كل معرفة معرفة نسبيّة  يمكن لأيّ فرد آخــر أن يقبلها  أو يرفضها أو أن ينفيها . 
إذا كانت هذه هي نتائج آرائهم على الصعيد الفلسفي أو المعرفي فهي على الصعيد الأخلاقي والسيـاسي أقوى و أكبر خطرا. فالشّك في الأخلاق يعني الانفلات من أي رابط أو وازع ويعني ترك الحرّية كاملة لكلّ فرد ليتصرّف على هواه و ليأتمر بما يرتضي. وهذا ما قال به فعلا أحد أعلام المدرسة السفسطائيّة «بولوس  POLOS» إذ أعلن شكّه في القضاء وفي العدالة معتبرا ذلك من الأمور التي أقامها الَضعفاء لحماية أنفسهم من الأقوياء  والخلاصة لا موجب للانصياع لإرادة أو لسلطة القانون.
ظلت السفسطائية فلسفة سائدة وكان لها ضحاياها وأبرزهم «سقراط» الذي انبرى لكشف عيوب هذه الفلسفة و خطرها على الأخلاق خاصة أخلاق الشبيبة. فكان أن آتهم هو بذلك وحوكم وأعدم. مما يدلّ على عظمة نفوذهم وقد أثار ذلك تلميذه «أفلاطون» فانبرى لكشف عيوب هذه الفلسفة السفسطائيّة متناولا أهمّ رجالاتها، جاعلا منهم أبطال حواراته في محاولة القصد منها تسخيف آرائهم وإثبات بطلانها، و قد أعطانا بذلك، وإن بشكل غير مباشر، فكرة شاملة عن أفكارهم  وأشخاصهم وطرق حوارهم.
(1) أشهر أعلام المدرسة السفسطائية 
«بورتاغوراس» (485 – 411 ق.م) ولد في «ابديرا» وتجوّل طويلا في «سيسيليا» و«اليونان» ثم استقر زمنا في «أثينا» حيث اكتسب ثقة حاكمها «باركليس». مات غرقا أثناء هروبه من أثينا على أحد المراكب لاتّهامه بإنكاره للآلهة. أعطى «بروتاغوراس» نفسه لقب سفسطائي أي العالم. ومن هنا انطلقت هذه التّسمية على هذا النّوع من التّعليم. ولم تتّخذ الكلمة معناها السلبي إلاّ بعد القرن الخامس قبل الميلاد وبعد الهجوم الذي شنه كل من «سقراط» و«أفلاطون» على هذه الفلسفة. ادّعى «بورتاغوراس» المعرفة الكاملة في شتّى الحقول، في الفلسفة وفي السّياسة وفي الأخلاق. أثـــر قولـــه الشّهيـــر:«الإنسان مقياس كلّ شيء». وهو قول يتبادر منه للوهلة الأولى أنّه جعل الإنسان محور هذه الفلسفة الجديدة. إلاّ أن الفلسفة السّفسطائية ما تمثّلت هذا القول إلاّ لتثبت عبره عدم إيمانها بحقيقة مطلقة. ذلك أنّ السفسطائية قد ردّت الإنسان إلى جملة حواس وهذه القوى الحيّة تختلف باختلاف الشّخص وباختلاف تكوينه أو نشأته أو قدراته. فالوجود الخارجي ليس مستقلاّ بذاته، بل وجوده أو الحكم عليه إنّما يتعلّق مباشرة بادراك الفرد له. وبالتّالي فإنّ الأحكام التي نطلقها على الخارج كقولنا: هذا خطأ أو صواب، جميل أو قبيح لا قيمة لها في ذاتها بل بعلاقتها بالشّخص الذي يطلقها وهذا فرد، فالأحكام فرديّة إذن ولا تعني أي فرد آخر سواه. انطلاقا من هذا المنهج فاجأ «بروتاغوراس» الأثينيين بشكّه بالآلهة معلنا  «أما الآلهة فلا أستطيع أن أجزم  بوجودها أو عدم وجودها ولا أن أتصوّر أشكالها وهناك من العوائق الكثيرة ما يحول دون الوصول إلى المعرفة الصّحيحة  منها غموض الموضوع وقصر حياة الإنسان». أثار قوله هذا ضجّة كبيرة حوله فرُمي بالإلحاد واضطر للهروب حيث توفي غرقا. 
(جورجياس 483-375 ق.م) أصله من مدينة «صقلية» حضر إلى «أثينا» أيضا ولاقت دروسه فيها رواجا كبيرا، وكان «سقراط» من جملة الذين حاورهم . وضع كتابا سمّاه «الطبيعة واللاوجود» . وفيه يساوي بين الوجود وعدمه وذلك انطلاقا من مقدّمات وضعها أو آمن بها. وهي تقوم على اعتبار « أن لا شيء موجود وإذا وجد فليس من السّهل معرفته وإذا عرف فليس من السّهل إيصال هذه المعرفة أو تمريرها من فرد إلى فرد». تستند المقولة الأولى إلى بعض مبادئ الفلسفة الإيليّة التي لا تعتبر في الموجودات إلاّ صفة الوجود، إمّا نشأة من العدم وهذا مستحيل وإمّا أنّ الموجودات تتسلّسل من موجودات سابقة قبلها وبذلك تنتفي صفة البداية عن الوجود. من ذلك استنتج «جورجياس»  أن لا شيء موجود. أمّا المقولة الثانية فتستند إلى مبدأ الفلسفة السفسطائية بالذات وهي أنّ معرفتنا بالشّيء  لا تتعدّى إطار الإدراك الحسّي له  فما غاب عن الحسّ لا يدرك. فبذلك تقتصر المعرفة على بعض جوانب الشيء ولا تصل إلى ماهيته. أمّا المبدأ الثالث وهو سفسطائي أيضا فيقوم على اعتبار أنّ الإدراك الحاصل بطريق الحسّ إنّما يخصّ الفرد الذي توصّل إليه ولا يعتبر ذلك حقيقة مطلقة يمكن أن تنقل من شخص إلى آخر.
إلى جانب هذين العلمين من أعلام السفسطائية تجدر الإشارة إلى «بولوس» Polos الذي روّج آراء حول عدم شرعية القضاء وكذلك «هيبياس» الذي شملت علومه حقول الرياضيات والفلك والشّعر وعلم الجمال والأدب والتاريخ الذي دعا إلى العودة إلى الطّبيعة فيما يخصّ الأخلاق.
(2) السفسطائيون الجدد.
على اثر الحراك الاجتماعي الذي عرفته البلاد التّونسيّة  منذ ديسمبر 2010 والذي انتهى بهروب الرّئيس وما أعقبه من فراغ في السّلطة، ابتدأ حراك جديد تمحور حول سدّ الفراغ وانتشال الشّعب من عقود الظّلم والقهر السّياسي والتّأثيث لمرحلة جديدة من الحكم الديمقراطي وقد تجلّى هذا الحراك في ظهور مجموعات من الإعلاميين والحقوقيّين وأسّسوا نواة « المجتمع المدني» وهي مجموعة تحمل إرثا إيديولوجيا لم يعد يملك شرعيّة وجوده باعتباره يحمل جذور موته وهي نفسها المجموعات التي عملت على تحييد المثقّفين في العهد السابق عن القيام بأي فعل سياسي أو ثقافي فقد احتكرت السّاحة لصالحها وتخلّصت من خصومها وخصوم النّظام الاستبدادي الذي ارتبطت معه بمجموعة من المصالح، فلم تتقدّم بمبادرات إصلاح بل كانت ترى أنّ الطرف الوحيد القادر على الانجاز هي السّلطة الحاكمة وما عليها إلاّ مباركة ما تقوم به والعمل على إنجاحه باعتبار ذلك واجبا وطنيّا.
هذه المجموعات التي تخلت عن مبادئها النّضالية في السّابق فبعد أن كانت تستمد وجودها من الجماهير الشّعبية التي تدعمها وتشجّعها على الصمود أضحت اليوم لا ترى في هذا الزّخم الشّعبي فائدة وأنّ مصدر قوتها إنّما يكمن في التّماهي مع السّلطة السّياسية القائمة. لقد جرت الوقائع والأحداث على عكس ما كانت تبغي ودوام الحال من المحال وعجلة التّاريخ لا تتوقف عن الحركة في زمن معين وإن كان سيرها بطيئا. وحتى تحفظ لنفسها البقاء أو تضمن لنفسها مكانا ومقعدا في المشهد الجديد، فالإعلاميون صموا الآذان بالبرامج الحوارية التي باتت الثورة والثّوار الخبز اليومي واندفعوا إلى المناطق النّائية يحملون ألامها وخيباتها التي كانوا يجهلونها بسبب الاستبداد فكاميراتهم لم تكن قادرة على تصوير ذلك الواقع المرّ بل كانوا ينقلون للمشاهد كيف يستمتع التّونسيون في ربوع البلاد شرقها وغربها، شمالها وجنوبا بأنعم الحاكم الذي يسهر على راحة التّونسيين وهم يغطّون في سباتهم العميق. أمّا الحقوقيون فلفرط ما وفّروه من عدل  وما قدّموه من تضحيات ونكران للذّات بات همّهم الوحيد أن يحصل كلّ تونسي على حقوقه كاملة دون نقصان وهم الذين تاجروا لعقود طويلة بهموم النّاس وآلامهم وعقدوا الصّفقات المشبوهة مع المستبد في محاكمات صورية جائرة تفتقر لأدنى شروط العدالة والإنصاف.
أما المجموعة الثالثة فقد مثّلها من يدّعون أنّ لهم باعا في عالم السّياسة فاستغلّوا العقول الفارغة التي ورّثهم إيّاها الاستبداد، شباب تاه بين الألم والأمل ولم يعد يفقه من السّير غير تبديل الخطى لا يدري أين تسوقه قدماه والأقدار. انبرت هذه المجموعة للتّنظير العقيم الذي لا يغني ولا يسمن من جوع فقد أخذت على عاتقها الخروج بالجميع نحو عالم من الخيال لا يتحقق إلا في قصص الأطفال.
وبعد هدوء العاصفة يتساءل المرء عمّا تحقق وعما يمكن أن يتحقّق في ظلّ هذه الغوغاء الكلامية والجهل بمتطلبات المرحلة وتكرار الماضي بكل أخطائه ومغالطاته وعدم الاعتبار من التاريخ والاستفادة من تجارب الأمم السابقة. أعادت هذه المجموعات البلاد والعباد إلى المربع الأول لذلك أليس من حق الباحث أن يطلق عليهم «السفسطائيين الجدد»؟. ألم ينقادوا إلى حتفهم كما حصل لمن سبقهم من السفسطائيين ؟ 
الهوامش.
(1) الموسوعة العربية، المجلد التاسع.