الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
افتتاحية العدد 85
 لا يمكن أن يمرّ دخول شهر رمضان المعظّم من دون أن تعيره مجلّة «الإصلاح» الأهميّة التي يستحق، ذلك أنها تؤمن بأن الإصلاح لا يتحقق إلاّ بالاعتماد على الهويّة وعلى البعد الدّيني الذي يميّزها. ولأن «الإصلاح» تؤمن أيضا بأن من أسباب تخلّف أمتنا وأفول نجمها التشوهات التي لحقت بهذا البعد الديني والانحرافات العديدة في التعامل معه عبر طمس مقاصده الكبرى وإبراز بعض مظاهره لا غير، فإنّ المهندس فيصل العش خصّص مقاله للحديث عن المقاصد المنسيّة لشعيرة الصّوم متسائلا عن أسباب الانحرافات التي حصلت في تعامل المسلمين مع شهر رمضان وعن الطريق الذي يجب سلْكه للتّحرر من السّلبيات التي حوّلت الصوم إلى عادة اجتماعيّة سنويّة بلبوس ديني تقليدي وجعلت من رمضان شهر أكل وشرب وسهر وكسل وتراخ لا غير، ويرى أن الحلّ يكمن في ثورة على تقاليد اجتماعيّة بالية وفهم سطحي للدّين يحصره في عبادات لا علاقة لها بالواقع وطقوس لا تأثير لها في الحياة وذلك عبرعمليّة تربويّة ثقافيّة شاملة تسعى للنفاذ إلى المعاني العميقة للعبادة وتغوص في مقاصدها التّربوية وآثارها الروحية والمادّية على الفرد والمجتمع.
وليس بعيدا عن ذلك عمل الباحث عبدالمجيد بن ابراهيم على تناول الجانب المتعلق بالاجتهاد في المنظومة الأصولية التقليدية بالنقد وقراءة بعض تناقضاتها محاولا طرح جملة من الأفكار حول البدائل الممكنة.
المستشار لطفي الدهواثي استحضر رمضان ليحدثنا عن أحوال الوطن خاصّة والأمّة عامّة وعن آمال ضاعت وأحلام وُئدت، مؤكّدا أن رمضان هذا العام سيودّعنا وفي نفسه لوعة من حالنا وهو يدرك مثلنا أنّ مساجد الله قد عمرها الصّائمون السّاجدون وهذا من عظيم بركته غير أنّه سوف يظلّ مثلنا يأمل أن تعود إلى أمّة الصّوم والقرآن سطوتها في أوطانها وبين الأمم، وأن تعود لهذا الدّين رائحة السّلام والأمان بعد أن فعلت «داعش» ومن هم على شاكلتها ما فعلته من سفك للدّماء وعدم احترام كل القيم الانسانيّة .
من جهة أخرى وعلى إثر صدور كتاب الإصلاح الثالث حول الاسلاميين في تونس والذي لاقى انتشارا واسعا واهتماما كبيرا لدى متابعي «الإصلاح»،  وصلتنا مساهمة من الاستاذ محمد المولدي الداودي تحت عنوان «حركة النهضة وفقه المناورة السيّاسيّة» ارتأينا نشرها على أجزاء ثلاثة آملين أن تساهم في تسليط مزيد من الاضواء على الموضوع وتقدّم الإفادة المرجوة للقراء.
وفي الختام نتوجّه إلى جميع قراء مجلة «الإصلاح» وكل التونسيين والمسلمين بأحر التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان، راجين من الله العلي القدير أن يعيننا على صوم ما تبقّى من أيامه وقيام لياليه، آملين أن يساهم حلول هذا الشهر في زحزحة حال الأمّة نحو الأفضل .