أ.د.علي الزيدي |
المراكز البحثيّة المغاربيّة بين إكراهات الداخل وتدخّل الخارج - تونس نموذجا(2-2) : 152 - 2020/03/05 |
يبحث هذا المقال في شأن المراكز البحثيّة بالبلاد التونسيّة، ويطرح التساؤل حول مدى نجاحها في فرض ذاتها وتحوّلها إلى مؤسّسات بحثيّة ذات أهداف واستراتيجيّات واضحة، وذلك في نطاق السّعي للبحث في بعض ما يهمّ هذه المراكز من إشكالات وتحديّات، نتصوّر أنّها مشابهة لما تعيشه نظيراتها من المراكز البحثيّة في عموم بلدان المغرب وسائر المنطقة العربيّة. الغاية من ذلك المساهمة في رصد سبل توسيع آفاق أثر تلك المراكز، واستنبات الثّقة اللاّزمة تجاهها، بهدف تعزيز قناعة المجتمع وصانعي القرار بأهميّة منتجها المعرفي والبحثي، وتطوير آليات عملها، ورسملة إنتاجها المعرفي وتثمينه. طرقنا في الجزء الأول (العدد 151 من مجلّة الإصلاح - شهر فيفري 2020) إلى الظروف التي نشأت فيها هذه المراكز والصّعوبات الذّاتيّة والموضوعيّة التي اعترضتها وسنحاول في هذا الجزء التطرّق إلى دور النفوذ الأجنبي في مسيرة هذه المراكز ومدى تأثيرها على حاضرها ومستقبلها وتحقيق الأهداف التي رسمتها لنفسها. |
اقرأ المزيد |
المراكز البحثيّة المغاربيّة بين إكراهات الداخل وتدخّل الخارج - تونس نموذجا(1-2) : 151 - 2020/02/06 |
لم تكن المراكز البحثيّة، بمسمّياتها المختلفة، بالكثرة المطلوبة في تونس وبلاد المغرب العربي عموما منذ استقلال أقطارها في بدايات النصف الثاني من القرن الماضي. بحيث كان البحث العلمي يجري داخل إطار الجامعات والمؤسّسات العموميّة. ولم يكن ساسة تلك البلدان، بمن فيهم أساتذة الجامعات، ينظرون بارتياح للمراكز البحثيّة سواء منها العموميّة أو الخاصّة(1). لكنّ الثورة التونسيّة وما شهدته المنطقة المغاربيّة والعربيّة عامّة من أحداث وتطوّرات الربيع العربي خلال العقد الحالي من القرن الواحد والعشرين،حرّكت المياه الراكدة وفتحت هامشا واسعا من الحريّات شمل مجال البحث العلمي، فظهرت بعض المراكز البحثيّة الجديدة من أجل السعي لفهم ما حدث في البلاد وخارجها، ودراسة المتغيّرات الحاصلة فيها، والبحث في سبيل تقديم بدائل موضوعيّة تستند إلى أسس معرفيّة ومنهجيّة واضحة. |
اقرأ المزيد |