د.جميل حمداوي |
مفهوم الحقيقة في الفكر الإسلامي الحديث (الكواكبي،ارسلان، قاسم أمين) : 68 - 2014/10/30 |
اهتم الكاتب السوري عبد الرحمن الكواكبي (1869-1946م) كثيرا بالواقع السياسي العربي والإسلامي على حدّ سواء، فارتأى أن سبب التخلف والانحطاط، كما في كتابه: «أم القرى»، يعزو إلى سوء فهم الدين، وانتشار عقيدة الجبر، وفلسفة الاتكالية، والتعصب للمذاهب، والتدليس على الدين، وانعدام الحرّية، واستبداد الأمراء، وفقد قوّة الرّأي العام، وانتشار الجهل، وفساد التعليم، ومعاداة العلوم الحيّة، وفقدان الرّابطة الدّينية، وعدم إشراك أهل الحلّ والعقد، والميل إلى التّقليد الأعمى، وغلق باب الاجتهاد، وانتشار الاستبداد ، وطغيان الحكم الفردي المطلق، وانعدام الشّورى والعدالة السياسية الحقيقية. (1)... |
اقرأ المزيد |
مفهوم الحقيقة في الفكر الإسلامي الحديث (الافغاني وعبده) : 67 - 2014/10/16 |
ترتبط الحقيقة في الفكر الإسلامي الحديث بالجواب عن سؤال جوهري: لماذا تخلف المسلمون وتقدّم غيرهم؟ ويبرز هذا السؤال بطبيعة الحال إشكالية التقدم والتخلف، أو إشكالية النهضة والانحطاط، أو إشكالية الشرق والغرب. ويعني هذا أن الفكر الإسلامي قد تجاوز مجموعة من الإشكاليات التي تنوولت في العصور الوسطى، كإشكالية العقل والنص، وإشكالية الظاهر والباطن، وإشكالية التوفيق والتلفيق، بل أصبح همه الشاغل هو سؤال النهضة أو التقدم، وذلك من خلال الإجابة عن سؤالين مهمين: لماذا تخلف المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟ وبالتالي، ما هي الحلول الناجعة والسبل الكفيلة للخروج من هذا التخلف والانحطاط؟ بتعبير آخر، لابد من تشخيص الداء، ووصف الدواء، ورصد العلاج. ومن ثم، فالحقيقة الكبرى التي قام عليها الفكر الإسلامي الحديث هي حقيقة النهضة والتنوير ، وذلك في مقابل حقيقة التخلف والانحطاط. لذلك، سارع المفكرون المسلمون في وصف الواقع الإسلامي المنحط، وتشخيص سلبياته في جميع الميادين والمجالات، مع اقتراح الحلول المناسبة لإنقاذ المسلمين من أوضاعهم المزرية التي كانوا يتخبطون فيها على جميع المستويات والأصعدة. |
اقرأ المزيد |
مفهوم الحقيقة في الفكر الإسلامي (3) عند المتصوفة : 65 - 2014/09/18 |
إذا كان الفقهاء يعتمدون على ظاهر النّص في الوصول إلى الحقيقة الرّبانيّة، وعلماء الكلام يستندون إلى الجدل الافتراضي، والفلاسفة يعتمدون على العقل والمنطق أو البرهان الاستدلالي، فإنّ المتصوّفة يعتمدون على الذّوق والحدس والوجدان والقلب في إدراك هذه الحقيقة السّرمدية. أي : إنّ لغتهم لغة باطنيّة تنفي الوساطة، وترفض الحسّية، وتتجاوز نطاق الحسّ والعقل إلى ماهو غيبي وجداني وذوقي. ومن ثمّ، فاللّغة قاصرة في ترجمة التّجربة الصّوفية اللّدنية الجوّانية. لذلك، يلتجئ المتصوّفة إلى مصطلحات رمزيّة لها سياقات خاصّة، وهذه المصطلحات كثيرة يصعب حصرها، استقيت من مجالات عدة . ومن هنا، يمكن الحديث عن اللّفظ المشترك داخل الحقل الصّوفي . ومن هذه العلوم التي نهلت منها الكتابة أو الممارسة الصّوفية، نذكر: علوم الشريعة، وعلوم العقيدة، والآداب، وعلوم اللغة، والفلسفة، وعلوم الآلة، فضلا عن القرآن والسنة وعلم الحروف والكيمياء... |
اقرأ المزيد |
مفهوم الحقيقة في الفكر الإسلامي (2) عند فلاسفة الإسلام : 64 - 2014/09/04 |
يذهب الفلاسفة المسلمون بما فيهم: الكندي، والفارابي، وابن سينا، وابن طفيل، وابن باجة، وابن رشد... إلى أن الحقيقة هي الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الإنسان الفيلسوف، وهي أس الكمال والسعادة والفضيلة. وبالتالي، لا تتحقق هذه الحقيقة إلا عن طريق استخدام العقل والبرهان والنظر المنطقي. لكن هؤلاء الفلاسفة كانوا يعترفون بأن ثمة حقيقتين: الحقيقة الفلسفية والحقيقة الشرعية. ومن ثم، تحيل هاتان الحقيقتان على مستوى التفسير الانعكاسي على الصراع الجدلي الذي احتدم في الواقع العربي الإسلامي بين الفقهاء والفلاسفة، وخاصة في العصر العباسي. إذ يحاول الفلاسفة الدفاع عن الفلسفة بصفة عامة، والفلسفة اليونانية بصفة خاصة، باحثين عن الشرعيّة النّصية والقانونيّة والفقهيّة والواقعيّة التي تسمح لهم بممارسة فعل التفلسف، والاشتغال بفعل التمنطق. لكن هؤلاء الفلاسفة وجدوا معارضة كبيرة من قبل الفقهاء الذين كانوا ينطلقون من الظّاهر النّصي، فيحاربون الفلسفة جملة وتفصيلا ، ثم يربطونها بالكفر والزندقة، قائلين: «من تمنطق تزندق». والدليل على ذلك ما فعلوه مع ابن رشد في الأندلس، حينما أحرقوا كتبه الفلسفية والمنطقية إبّان الدولة الموحدية. لذلك، اضطر الفلاسفة الملسمون إلى عملية التوفيق بين الفلسفة والشريعة، وذلك من أجل إثبات حقيقة أساسيّة، ألا وهي: «أن الحق لايضاد الحق». وهذا ما نجده واضحا جليا عند الفيلسوف المسلم الأول الكندي(803-873م). |
اقرأ المزيد |
مفهوم الحقيقة في الفكر الإسلامي (1) عند علماء الكلام : 63 - 2014/08/21 |
تعدّ الحقيقة من أهمّ المفاهيم الفلسفيّة الشّائكة التي انشغل بها الفكر الإسلامي قديما وحديثا؛ ومازالت الحقيقة تفرض ذاتها على الباحثين والمفكّرين والفلاسفة سواء أكان ذلك في الغرب أم في الشّرق، نظرا لقيمتها الأخلاقيّة التي يقوم عليها البناء الاجتماعي من أجل تحقيق الفضيلة، وتحصيل السّعادة الكبرى عاجلا وآجلا ، أو لقيمتها الوجوديّة التي بها تتمّ معرفة الخالق والمخلوقات، أو لقيمتها المعرفيّة الضروريّة لتقدّم العلم والفنون والآداب والتكنولوجيا، بغية تحقيق الرّقي والازدهار والتّقدم، والرّفع من مستوى الإنسانيّة مادّيّا ومعنويّا . وقد رأينا في أوراق الفكر الإسلامي، وذلك مع المفكر المغربي الدكتورعابد الجابري (1935-2010م) في كتابه «بنية العقل العربي»، أنّ الفلاسفة كانوا يحصرون الحقيقة في البرهان العقلاني، بينما المتصوّفة كانوا يحصرونها في العرفان الوجداني والمعرفة الذّوقية واللّدنية. في حين، نجد أهل الظّاهر يحصرونها في البيان وظاهر النّص، بينما علماء الكلام من معتزلة وأشاعرة وماتريدية وشيعة وخوارج ومرجئة يعتمدون على آلية الجدل والحجاج والبيان للوصول إلى الحقيقة (1) . |
اقرأ المزيد |
آليات المقاربة الثقافية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة : العدد 46 - 2013/12/27 |
تساءلنا في العدد السابق من مجلّة «الإصلاح» عن ماهية الثقافة وماهية التنمية، وعن العلاقة التي تربط الثقافة بالتنمية البشرية المستدامة، وعن مجمل الآليات الإجرائية لتحقيق التنمية الثقافية؟ واكتفينا بالإجابة عن السؤالين الأولين وهما : ما هي الثقافة؟ وما هي التنمية؟ وسنحاول في هذا المقال تبيين العلاقة بين الثقافة والتنمية وعرض آليات المقاربة الثقافية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة. |
اقرأ المزيد |
المقاربة الثقافية أساس التنمية البشرية المستدامة : العدد 45 - 2013/12/13 |
من المعلوم، أن الحضارة (Civilisation) لها شقّان: شقّ مادّي يتمثّل في التكنولوجيا والعمارة والتقنيات، وشقّ معنوي يتمثل في الثقافة بتجلياتها الإبداعية والأدبيّة والفنّية والنقديّة. ومن ثمّ، تعدّ الثقافة من أهم العوامل الأساسية التي تحقّق التنمية المستدامة أو التنمية المحلية. فلم تعد التنمية الاقتصادية هي التنمية الوحيدة التي تشبع رغبات الإنسان، وتسعده ماديا وعضويا، بل الإنسان في حاجة إلى إشباع رغبات أخرى أكثر أهمية من تلك الرغبات المادية والغريزية ، مثل: الرغبات العقلية، والرغبات الأدبية والفنية، والرغبات الروحانيّة والنفسيّة. وهذا ما توفّره الثقافة للإنسان، باعتبارها ثقافة لامادّية قائمة على الإبداع والفنّ والدّين والفكر والفلسفة والعادات والتقاليد والطقوس والأعراف. ويعني هذا أن الثقافة هي كل الإنتاجات المعنوية التي تساهم في تنمية الإنسان عقليا وذهنيا ووجدانيا ومهاريا. وبالتالي، فهي أس التنمية البشرية المستدامة إلى جانب الأبعاد الأخرى، مثل: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي. إذاً، ما الثقافة؟ وما التنمية؟ وما علاقة الثقافة بالتنمية البشرية المستدامة؟ وما مجمل الآليات الإجرائية لتحقيق التنمية الثقافية؟ تلكم هي أهم الأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها في موضوعنا هذا. |
اقرأ المزيد |
الإســـلام وما بعد الحداثة : العدد 44 - 2013/11/29 |
يلتقي الإسلام وفكر ما بعد الحداثة في مجموعة من النقط والمظاهر والجوانب المشتركة الإيجابية التي تكون في خدمة الإنسان تنويرا وتحريرا وتهذيبا. في حين، يختلفان في مجموعة من عناصر التباين والتنافر، وغالبا ما تكون هذه الأوجه التي تم الاختلاف حولها عبارة عن سلبيات مشينة يمقتها الإسلام؛ لأنها لا تنفع الإنسان لا من قريب ولا من بعيد. إذاً، ما أوجه التقارب بين الإسلام وما بعد الحداثة؟ وما أوجه الاختلاف والتباعد بينهما؟ هذا ما سوف نرصده في الأسطر الموالية: |
اقرأ المزيد |
هل يمكن قراءة الكتب المقدسة في ضوء المقاربة التفكيكية؟ : العدد 43 - 2013/11/15 |
يمكن لنا قراءة القرآن نصا وخطابا وكتابا في ضوء المقاربات العلميــــة والموضوعيــــة كالبنيويــــة اللسانيــــة و«السيميوطيقـــا» و«الهيرمونيطيقا» القائمة على التأويل. لكن هــل يمكن قراءة القرآن اعتمادا على التفكيكية بالمفهوم الدريـــدي؟. في اعتقادنا، لايمكن إطلاقا دراسة القـــرآن انطلاقا من المنهجية التفكيكية تشريحـــا واختلافـــا. لأن القـــرآن يحوي حقائق وبنيات عقائدية وتشريعية ثابتة، من الصعــب الطعن فيها لقدسيتها الربّانيـــة، كما أن ما ورد في القـــرآن الكريم يقينـــي وثابت ومحكم، لايمكن التشكيك فيه بأي حال من الأحوال. |
اقرأ المزيد |