يسري بن ساسي |
تحرير المرأة ... تحرير الوطن : 89 - 2015/08/20 |
«لا أفرّق بين تحرير المرأة و تحرير الوطن» هكذا لخّصت الدّكتورة نوال السّعداوي ما قد نتناوله من بعض زوايا «قضيّة» المرأة في مجتمعاتنا. نعم لازالت المرأة «قضيّة» ونفرد لها المقالات وللأسف بالخصوص في بلادنا العربيّة.. ولازال لها عيد ولازالت لها وزارة كأنّها جنس لوحده من دون البشر. وأنا لا أكتب احتفاء بهذا العيد بل طامحة آملة أن لا يعود له ذكر يوما ما.. فإذا كانت المرأة محور هاته الحياة ورحم هذا الكون من البشر فكيف يجوز أن تكون مناسبة أو عيدا نحتفل به إلاّ أن نكون اعتبرناها طفرة إنسانيّة حادثة فيما هي مخاض الإنسانيّة جمعاء. هل سمعتم عمّن يصلب البحر في إناء أو يضع الشّمس في موقد.. هذا العيد عبط وتلك الوزارة اعتباط أكبر .. |
اقرأ المزيد |
البداية إقرأ : 87 - 2015/07/23 |
من منّا ليس يدرك - وإن اختلفت درجات الإدراك وتفاوتت- أنّ الإنسانيّة اليوم تحيا لعلّها أحلك مساراتها وأودى محطاتها وأوعر منعرجاتها وإن كانت مفردة تحيا باتت غريبة هجينة عليلة وأسافين البطش في كل نقطة من البسيطة وبضع تجرف الأرواح كالطوفان الهائل لا تفرقة بينها سوى في الزمان والتوقيت ..و«لعلهّا» أيضا لأن تاريخ البشرية سافر بالفظائع والبشائع بما يغني عن كل ذكر وسرد ولربّما كان في الصّفحة التّالية ماهو أشنع وأهول وليس هذا القول منّا لمجرد التّنسيب العاقل ولكن لم يخلُ زمان من بعض ما نرى ونشهد ونعيش بل لعلّها الأدوات والطرائق هي من تتباين وتتباين لزاما إذّاك النّتائج فكلّما أحرز الانسان شوطا في امتلاكه لمناهج التّحكم في الطبيعة وما يتضمّنه ذلك من كشوفات علميّة تترجم إلى تقنيات عالية كلّما كان حجم المكاسب أكبر ولكن كان أيضا حجم الخسائر أكبر بكثير ولطالما عانت البشريّة من هذه المفارقة القاتلة... |
اقرأ المزيد |
اغتراب : 82 - 2015/05/14 |
من نافذة إلى نافذة ومن رابط إلى رابط ومن أيقونة إلى أيقونة نستطيع أن نمضي من اليوم معظمه أو كلٌه نعتقد أن العالم أجمعه بين أيدينا ونتوهّم أنّنا محاطون بهالة من الأصدقاء وباقة من المتابعين وطابور من المعجبين لكن بيننا وبين ذاك العالم الافتراضي الذي يسرقنا من واقعنا ويخطفنا من حقيقتنا ويمنعنا عن حياتنا الفعليّة لوحة إلكترونية أو شاشة حاسوب وجملة من أزرار ما إن نضغط عليها حتى نصحو على حجم غربتنا ونفيق على قدر وحدتنا .. تلك النافذة ليست تفتح إلاّ على زنزانة نقبع فيها بمفردنا وذلك الرّابط لا يربطنا حينما نحتاج لا بمعين ولا بصديق ولا بروح تضجّ حياة وأملا وتلك الأيقونة لا تقودنا لفضاء سوى فضاء غرفتنا ذي الأربع جدران..كل شيء حولنا مصطنع.. الابتسامات.. الإعجابات.. المحبّون.. والمحبّات.. ولا شيء حقيقي فنحن في متاهة مواقع للتواصل الاجتماعي آلت على نفسها ألاّ تصلنا إلا بهباء من الأسامي والصور وألاّ تجمعنا إلا بسراب من اللّقاءات والأحاديث وأن تختزل حتّى تقلب مزاجاتنا وغمر عواطفنا وبواعث وجداننا في جملة من الكرتونات ولكلّ حالة أوجدت لنا حرّ الاختيار وتعدد الخيارات التي تمنحنا جذوة التعبير عن ذواتنا بيسر كبير وجهد قليل، |
اقرأ المزيد |
على هذه الأرض حضارة تستحق الحياة : 79 - 2015/04/02 |
فسيفساء باردو ما كانت بالنسبة لي قصّة حضارة فحســب ..بل كانت قد ألهمتني حينما تأمّلتها لأوّل مرّة وجلــت بين زخارفهـــا وتلاوينهـــا مقالا أسميته «ليت العالم فسيفساء»..ليت العالم شعوب وحضــارات منفتحة آفـــاق شمائلها فيّئها على فيّئ.. ليت العالم شعوب وحضارات موصولة رحاب معارفها نيّئها بنيّئ.. ليت العالم شعوب وحضارات مفتولة سراط مناهجها بيّنها ببيّن.. ليت العالم شعــوب وحضارات راسية جلائل مآثرها ميّزها حذو مّيز.. ليتها تقرّ بأنّها مختلفة وأنّ هذا الاختلاف آية الكون وجدول الحياة وطرفة الدّنيا..لكن كل هاته الأمانــي عن حوار الحضــارت وتمازجها تبدو هي النّكتة وتلوّح هي المسخـــرة.. فأضداد الحضــارة وأعداء الإنسانيّة ككلّ مـــرّة وفي كلّ كرّة يأبون ذلك... يأبون إلاّ أن تشهد هاته الفسيفساء كما شهدت من قبل نفائس المتاحف والمعابد والمكتبات على غلّهم الدّفين وحقدهم الكمين تجاه الحضارة وهاته المرّة تجاه أرض ما استبطنت يوما كلّ هذا العداء والموت لزائريها وقاطنيها .. هاته المرّة شاهدة فسيفساء باردو الخالدة على اعتلال أنفسهم وضمور ضمائرهم واختلال بواصلهم ... شاهدة أنّ أطروحتهم وكلّ ما به جادت قرائحهم وقحط أفكارهم هو بذر الدّمار والخراب في كلّ شبر وكل مدار ..طمس كلّ حضارة وكلّ تاريخ .. تفتيتنا.. تشتيتنا.. تمزيقنا.. فلا ذكر لنا ولا ذاكرة .. |
اقرأ المزيد |
حديث عن المرأة : 78 - 2015/03/20 |
ها أنّنا ذا من جديد يحرّكنا موضوع المرأة وجلّ أشكال الظّلم المسلّطة عليها.. ربّما لأنّنا معنيّون بذلك أوّلا .. ورّبما أيضا لأنّ الرّشد يستلزم أن يقاوم الإنسان فينا كافّة أشكال الحيف أيّا كان مأتاه وأيّا كانت ضحاياه.. ناهيك أنّ المرأة كانت ولا تزال المسلّة التي يعلّق عليها المجتمع كافّة أمراضه وعلله..المجتمع الشّرقي بصفة خاصة وكل المجتمعات في الحقيقة ليست هي الأخرى بمتحلّلة من ذلك.. قيل لي ذات مرّة أن قضايا المرأة في المجتمع قد جاوزناها بمداد كبير وشقّ عريض وأعرض هذا الشقّ بين التّمني والواقع المرير.. |
اقرأ المزيد |
الإسلام .. والسلام والثورة على العنف البشري : 75 - 2015/02/06 |
حقيقة لم أكن يوما ثورية لنقل بالمعنى السائد للّفظ ولا أذكر أنّي هلّلت يوما لثورة على هذا النّحو وإن يكن بيني وبين نفسي..كنت استمرئ في البداية إعجابا ما لثورات غيّرت مجرى وتاريخ أمم وشعوب بأسرها منها الفرنسية والإيرانية والبلشفية ..إعجاب سرعان ما ينكمش ويتضاءل وتحلّ محلّه الخيبة والانتكاسة حينما تجنح بي الأخيلة القاتمة تصور لي حجم الخسائر البشرية والدّماء المراقة والجراح الثخينة التي خلفتها. وحتّى الثّورة الإيرانيّة التي قادها «الخميني» وكانت في بدايتها سلميّة انتهت بعد ذلك بسيل من الدّم كثير ونصب للمشانق أهول.. وبرغم ما كان يشغلني دوما من أمر تخلّف بلادنا في كل مجال وانحطاطنا بعد إشعاع وما قد يقيده ذلك في كل نفس شابّة من رغبة في الإصلاح والتغيير والثورة... كان يحدوني إيمان داخليّ عميق، أن التّغيير لابد أن ينبع من داخلنا..أن التّغيير سيكون بأن نغيّر ما بأنفسنا كما قال ذلك الله في كتابه العزيز.. كنت أشفق أن يقتل أو يسفك دم إنسان واحد ولو في سبيل مجموعة كاملة وشعب بأكمله. ولم يكن ليساندني في ذلك الكثيرون- من ذلك أذكر أن أصدقاء لي من طلبة الحقوق- كانوا يؤمنون أن طريق التّغيير لا يمكن أن يمضي بلا خسائر ولا يمكن أن يحدث بلا مواكب جنازات وأيتام وأرامل ولا يمكن أن يفيض سلاما ومنطقا وعقلا ..لابدّ من الفداء ولا بدّ من الدّماء ولابدّ أن يحترق من يحترق ليكون شمعة تضيء الطّريق على رأي «تشيقيفارا» .. وكنت تارة أستميت في دفاعي عن فكرة التغيير بالسّلم والسّلام وإيقاظ الوعي الإنساني، وأحيانا كان حماسهم لثورة على النّهج الفرنسي يجعل من حديثي مجّرد فقاقيع من أفلاطونيات وطوباويات المدينة الفاضلة ومن موقفي موقف المتخاذلين زُيّن لهم الجبن والاستكانة والاستسلام رفعة إنسانية ونهجا بشريّا قويما وهو درب العاجزين المستضعفين .. ومع ذلك كنت ولازلت أمقت العنف وأمقت الحرب وأربو ببني آدم أن يتغيّر بقوة السّلاح..العنف قد لا يكون حسب البعض اختيارا ولكن شرّا لا بدّ منه لتستقيم حياة الإنسان وكنت أرى في هذه الفلسفة كل التّضارب والهشاشة. ليس في حياتي شيء أبغضه وينغصني كما ينغصني العنف الذي وللأسف أنما قلبت الطّرف رأيت تجلياته المريرة من الرّكن في البيت الصغير إلى المدى في العالم الكبير.. كنت أتصور أنّ المسار الصحيح لن يكون أساسا بالانقلاب المسلّح على أنظمة الحكم ولكن التغيير الأجدى سيكون بوعي صادق ونقيّ بضرورة تطوير أفهامنا وعقولنا على نحو يستوعب المتغّيرات العالميّة حولنا ليستفيد من العولمة من جهة ومن جهة أخرى ليواجه نفسه بالحقائق والأهداف والغايات في عملية إعادة بحث عميق للموروث الدّيني المجرّد من المقدّس يمحّص ويجادل ويقيم الدّليل بالحجّة والبرهان، وهذه الحاجة ليست نابعة من اعتقاد يذهب إليه البعض ينسب تردّينا ويرجع تقهقرنا إلى ابتعادنا عن تطبيق النّصوص كما جاءت بل بالعكس من منظور من الأكيد يشاركني فيه الكثير قائم على إلزاميّة تخليص مدركاتنا من قوالب الأفكار التقليدية الجاهزة والسّقيمة في معظمها والتي وسمت فترة هامّة من تاريخ اعتلالنا الحضاري..هذه القراءة النقدية المتمعّنة والجادّة لتاريخنا المبتعدة عن النّقل والسلخ وخاصة النائية عن عقلية التّرفع عن باقي الأمم وأحقيتنا بفرض الهيمنة والسيطرة بأسلوب ظاهره إعلاء كلمة الله وباطنه تعطّش للحكم وبسط النّفوذ ونحن ننكر ذلك على القوى التي استعمرتنا واستغلّت ثروات شعوبنا وأذلتنا واستبدت بكياننا ولو كان بأيدينا لعثونا في الأرض حروبا ومجازر كما عثت ولكن تحت طائلة الإسلام. |
اقرأ المزيد |
خارج السياق : 72 - 2014/12/25 |
لازلنا لا نفقه أي نشوة وغبطة يمكن أن يجدها شعب أكثر من شباب يافع لعلّه دون الثلاثين من عمره أن يكون ممثّله قد ناهز التّسعين من العمر أيّا كانت الشّخصيّة وليكن مانديلا نفسه.. فإذا كان مانديلا قد أحسن قيادة المرحلة التي ناسبت ملكاته ومؤهلاته ومواهبه كقائد فأجاد وأفلح- ومن الأكيد أيضا أنّه زلّ بعض المرّات وأخطأ- فذلك لا يعني أن يصلح قائدا لكل مكان وزمان... والأنبياء ذاتهم أدّووا رسالتهم التي أوكلت إليهم وما صلحوا في ما أنيب إليهم من أمانة وما وضع على عاتقهم من حمل إلاّ في الجيل الذي جاؤوا من أجله والقوم الذين بعثوا إليهم رسلا .. |
اقرأ المزيد |
في الدين والسياسة : 69 - 2014/11/13 |
لقد بلغت مسألة دبغ الدّين بالسّياسة بماهي تصريف لعامة شؤون النّاس داخل حدود معيّنة حدّ الازدراء والاستنكاف الشّديد من بعض مفكرينا والكثير منهم يفصح عن هذه المضمرات ولا يدّخر لأيا في تضغين العلاقة بين الدّين والدولة بل وتأبيد هذا الانفصال، فيبدو كلّ من يساحن بينهما كمن تأبّط شرّا.. و إنّنا لمحسورون على ذلك فعلا..فأمشاج الفكر تفنى في تكسيح الأوصلة بين الإسلام و كيفية تنظيمه للأمور الحياتيّة للنّاس وشلّها بدل تقويم المنآد منها وتسويته.. في جزعة نقرأ مقالات ودراسات وكتبا مضيت في حثيث البرهنة ودأب الحجاج على استحالة تقدّم ترومه المجتمعات العربية دون اجتثاث كامل لكل الشّوائب والطفيليات التي تعيقه وأولها مشوبة الدّولة بالدّين ..أأصبح الدّين شائبة؟.. هل غلقت مسألة العلاقة بينهما على الفكر حتى انقاد معظم النّخبة العربيّة إلى أخنى السّبل وهو عزل الدّين عن السّياسة ؟ في رأيينا أنّ معظم ما شفا بمفكرينا على جوانب هذه الحفرة هو التأسّي بالفكر التنويري الغربي- وهنا جاز للبعض أن يسمّيهم التيار التغريبيّ- وفاتهم في ذلك أنّ الدّين المسيحي والدّين اليهودي يفترقان عن الدّين الإسلامي في أكثر من وجهة وأعدّ من نسق.. |
اقرأ المزيد |
شباب مغيّب : 68 - 2014/10/30 |
كنت سأخص المــرأة بحديثي المتواضع هـــذا...المرأة والميز العنصري الــذي كـــان ولازال يمارســـه المجتمع تجاهها برغــم مساعيها وعطائهـــا وتماديه في تبديدهــا ومزاعمه في إنصافهـــا ...لكنّني ارتأيت أن هناك ميزا خاصّا تفردنا به وتفنّنــا فيه أولى به حديثنا في هكذا ظرف بالذات ألا وهو ميــز يمارس ضدّ الشّبـــاب ..لا لأنّ الآخر أقـــلّ أهميّـــة أو أدنى آنيـــة .. فإذا كانت المـــرأة وعي المجتمـــع فالشّبــاب شريانه النّابـــض بالحركة والحيــاة... ولكن لأنـــه قد يكون مخيبا لدرجة كبيـــرة ومؤسفـــا بدرجــة أكبر.. الشّباب الذي واجه الرّصاص الماكر بصدره العاري...الشباب الذي تآكلت عظامه على كراسي البطالة ... الشّباب الذي يلقي بنفسه في عرض البحر لا ملوما ولا محسورا هربا من واقعه الآسن .. الشّباب الذي احتمى به الكبير والصغير والعاجز أيّام الانتفاضة .. |
اقرأ المزيد |
أين الكواكبي؟ : 66 - 2014/10/02 |
إن اختصار الاستبداد لإحالاتنا السّياسية له فقط ليس رديف انحصاره في هذا النّطاق فحسب فللاستبداد أشرعة كثيرة يفردها على المجتمعات فيغشيها ويحجب عنها الشّمس وصواري عديدة تنصب في الأمم فتدكّها وتدعيها...والاستبداد طبع سمج وعقلية سليطة قد يبلى بها أي إنسان إذا كانت هناك تربة خصبة..بل من الأحق القول أنّ الاستبداد كشجرة الزّقوم قعرها في النّار تصلي وتحرق بها أعماق الانسانية وطلعها كأنّه رؤوس الشّياطين تبذرها في ثناياها.. لقد حبرت الصحف وغمقت وانفجرت الأقلام وانبجست في هذا الخصوص، فانهمرت المفاهيم واختلطت التعريفات لما جدّت في إيجاد وصفه وتداخلت المناشئ وتشابكت الأسباب لما بتتت في بيان أصله وتضاربت الآراء وتناقضت الأفكار لما عنت في بحث حلّه لكنّي وجدت في كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لصاحبه المفكر المستنير «عبد الرحمان الكواكبي» خير معيض ونعم بديل.. |
اقرأ المزيد |
استقطاب الأدمغة... : 64 - 2014/09/04 |
ليس ليخفى على ذي عقل و بصيرة أن بلداننا العربية لطالما كانت بحاجة إلى ذوي الخبرات العلمية و المهارات الفنية ممن يملكون كفاءات متميزة و طاقات نيرة و التي من شأنها أن تدفع أشواطا نحو التقدم العلمي و اكتساب المعرفة و خلق استفاقة فعلية من خلال الإفادة بغزير علومها و ثراء تجاربها و ليس ليخفى أيضا على أحد أن السواد الأعظم منها |
اقرأ المزيد |
السياسي المصلح : 63 - 2014/08/21 |
برغم ما أسقطته ما يسمى بالثورات العربية من رموز أنظمة مستبدة -وهي لا تعدو أن تمثل طبعا إلا واحد في المائة من جملتها– وبرغم ما تحتاجه الخطوة القادمة من تكاتف كل مكونات المجتمع من أجل البناء والإصلاح وهي مما لا يخفى على عاقل الخطوة الأدق والأكثر حساسية .. فمن السهل أن تجتمع أياد سجينة أيا كان منبعها على هدم سجنها ولكن ليس يسيرا حتما أن تجتمع من أجل بناء واحد إلا بشرط أن يوحدها هو من جديد.. |
اقرأ المزيد |
غزّة : 61 - 2014/07/24 |
غزّة ...ليست فيلم رعب نشهاده في المساء... ننساه في الصباح ..و نتلوه بآخر في الغداء ... غزّة ليست رقما يشبه أرقاما نحفظها في أجنداتنا من النّسيان ... غزّة جرح يمضي عميقا في أديم قلوب الصّوان فيشرخها و يذيبها... غزّة مدينة من الألم والصبر والأسى ...تقتطع من جسدها كل ثانية شلوا ليستفيق الموتى ويموت الأحياء.. ولاشىء بعد كل هذا الضنا ... غزّة الغريبة ...غزّة المثقلة بالخيبات والملتاعة بأنّات الأطفال... |
اقرأ المزيد |
ماذا بعد؟ : 60 - 2014/07/10 |
ليس بعد يُدمينا العدوان المتواتر المستعر على غزة - التي بذلت ولازالت من فلذاتها ما به تسطر درب تحرير أمة- بقدر ما يُدمينا أنّ الحاصل لا في غزّة وحدها، بل في معظم بلداننا، تخطيط صهيو- أمريكي نعم ولكن المنفّذ بيده عربي... فالمال عربي والنفط عربي ومن يُوصد المعابر عربي والباب منيعا في وجه حركات المقاومة عربي... ومذ بدأ صراعنا مع إسرائيل وهي لا تتوانى وشركاؤها في صناعتين برعت فيهما: الإرهاب والأوهام.. فقد كان لابدّ وعيا منها بقدرات حركات المقاومة يسارا كانت أو يمينا على التعبئة الجماهيريّة الواسعة وحشد الصّفوف ضدّها أن تخترق هذه الحركات وتنبش في زلاّتها وهفواتها، وتظهر تشدّد بعضها أو في بعض المواضع على أنّه الغالب على ما تدّعيه من اعتدال وصولا إلى شيطنتها ووصمها بالإرهاب والتطرف لتلفظها الشّعوب... |
اقرأ المزيد |
نحو دور إنساني أشمل للمرأة : 59 - 2014/06/26 |
يؤثّث البتر بين انسانيّـــة المـــرأة وبين كونها جنسا مختلفـــا عن الرّجـــل مع مـــا يفرضـــه هذا الاختــلاف من تداعيـــات اجتماعيّـــة ليست إلاّ ما نسميــه بقضايـــا المـــرأة مجمل تفاعلاتنا الفكريّة فـــي هــذا المضمــار. وهذا البتــر نجد أصوله حتّــى في أكثر النّصوص دعوة لتحرّرهــا بمعنى أن تضطلــع بـــدور حقيقيّ في المجتمـــع.. وانعكاس ذلك أنّنـــا أمعّنــا في الحديــث عن ضـــرورة عدم إقصـــاء المـــرأة حتى انحصـــرت كلّ الجهــود بما فيهــا جهودهـــا في التّصدي لهذا الإقصــاء، ولكن ذلك إذا مــا استحكمنـــا إلى مجهر أفضل هو المجهر الانساني وليس المجهر الجنسي، لم يعدُ سوى توصّلنا إلى إخراجها من سجن إلى سجن أكبر.. |
اقرأ المزيد |
المثقّـــف : العدد 7 - 2012/06/29 |
حينما خرج المواطنون إلى الميادين و الساحات مؤتلفين رغم اختلافهم ..منسجمين رغم تعدد مشاربهم و أهوائهم ..كانوا صوتا واحدا ضد كل أشكال الاستبداد و الاستغلال ..ضمتهم جميعا هذه النزعة الانسانية المقاومة لكل ما يحط من كرامة بني آدم ويدعكها ..لكل ما يمكن أن يرزأ تحت وطأته بشر من ظلم و قهر وطغيان ..لم تحركهم إيديولوجية فكرية أو دينية أو قومية بعينها..لم يحركهم انتماء بالذات غير الانتماء لوطن واحد و تراب محدد ..لم يكن هناك قائد أو زعيم أو مسير و لا فريق أو جماعة أو حزب يخطط أو يدبر .. استجمع المواطن ذخر شجاعته و استل صوته من غمده باقرا به سماء الخوف و الذل و استل الحاكم رصاصه من وكره ليرضخه من جديد بلا جد |
اقرأ المزيد |