د.سالم العيادي |
ابو نصر الفارابي الفيلسوف الحق والاستهتار بالحقيقة : 195 - 2023/10/06 |
يشتمل هذا الكتاب على أربعةِ فنونٍ، عَرَضْنا في الأوَّل منها أهمَّ الإشكاليَّات والقضايا الفارابيَّة عرضًا تأليفيًّا مكثَّفًا، وخصَّصنا الثّاني للكشف عن المسارِ الّذي قادنا إلى المبحثِ الموسيقيِّ من حيث هو مبحثٌ فلسفيٌّ أساسيٌّ ومدخلٌ ممكنٌ إلى فلسفةِ المعلِّم الثاني. وقد أفردنا الفنَّ الثالث للنَّظر في أهمِّ الأطروحات والمفاهيم الّتي اهتدينا إلى وضعها وصياغتها في لقائنا بفلسفة الموسيقى والفلسفة السِّياسيَّة عند المعلِّم الثَّاني، وأقبلنا في الفنِّ الأخير على الدَّربِ الفيلوموسيقيِّ الّذي يدعونا الفارابي إلى اقتحامه والسُّلوك فيه وإنْ بشيءٍ من الاحتشام والتَّردُّد. وقد خيَّرنا جمعَ الفنَّيْن الأوَّليْن في مقالةٍ أولى بعنوان «الفارابي والمسار إليه» منبِّهين بذلك على أنَّ الأمر يتعلَّق بصورةٍ تشكَّلت لنا عن الفارابي عبر لحظاتِ مسارٍ بحثيٍّ خاصٍّ احتلَّت الموسيقى مداره المركزيَّ باستمرار. وجَمَعْنا الفنَّيْن الثالث والرَّابع في مقالةٍ ثانيةٍ بعنوان «فلسفة الفارابي» منبِّهِين على أنَّ ضربًا من الاتِّصال بالحقيقة ممكنٌ بِغَيْرِ النَّحو الّذي يحدِّده المنطقُ وتَعْرِضُه نظريَّةُ المعرفة المقوليَّة- الاستدلاليَّة وتفترضه ميتافيزيقا التَّمثُّلِ والتَّماثل شديدة الحضور في المتن الفارابي. ونحن نذهب في هذا الكتاب إلى أنَّ ذلك الضَّربَ من الاتِّصال وجهٌ من وجوه الفلسفة الفارابيَّة. |
اقرأ المزيد |
فكرةُ الثَّورة التونسيَّة : 163 - 2021/02/04 |
الأمرُ الّذي كان في الوقت ذاته مكمنَ قوّةِ الثّورة وضعفِها، وسرَّ وضوحِها السّاطع ولبسِها الصَّارخ، هو أنَّها لم تكن ثورةً من منطلقٍ نظريٍّ محدَّدٍ ولا بقيادةٍ ثوريَّةٍ موحَّدة. كانت الثَّورةُ التّونسيَّة «حدثًا» بالمعنى الفلسفيِّ العميق للمفهوم. وهي «حدثٌ» في صلبِ التّاريخ المحلِّيِّ الخاصِّ عربيًّا وإسلاميًّا بحكم تربتها وبيئتها، وفي أفق التّاريخ المعموريِّ الكونيّ بحكم القيم الكونيَّة الّتي نادت بها (الحريَّة، العدالة، الكرامة). والحدثُ التّاريخيُّ هو إجمالاً صيرورةٌ إنسانيَّةٌ في حدود ما هو إنسانيّ من حيث النُّبلُ والطّابع البطوليُّ من ناحية، ومن حيث ضروبُ الهشاشةِ وأشكالُ التردُّدِ، من ناحية أخرى. |
اقرأ المزيد |
الثورة في عيدها العاشر : 162 - 2020/12/31 |
الشيءُ الّذي كان في الوقت ذاته مكمنَ قوّةِ الثّورة وضعفِها، وسرَّ وضوحِها الساطع ولبسِها الصَّارخ، هو أنَّها لم تكن ثورةً من منطلقٍ «نظريٍّ» ولا ثورةً بقيادةٍ موحَّدة. الثَّورة التونسيَّة كانت «حدثًا» بالمعنى الفلسفيّ العميق للمفهوم. وهي «حدثٌ» في صلبِ التاريخ بما هو صيرورة إنسانيَّة في حدود ما هو إنسانيّ من حيث نبلُه والطابع البطوليّ من ناحية، ومن حيث هشاشتُه وكلُّ أشكال التردُّد فيه، من ناحية أخرى: نحن نستكشف مجدَّدًا أنفسنا وقيمَنا ومعاني الانتساب إلى الوطن والعالم خارج كلّ المسلّمات والبداهات. ونحن أيضًا داخل مسار تاريخي افتتحه «حدث» الثّورة دون «مطلقات» فوق تاريخيَّة، ملِّيَّة كانت أو قوميَّة أو طبقيَّة ... الفعل في التّاريخ بأدوات التّاريخ ذاته: تلك هي الخاصيَّة الأساسيَّة للثّورة التّونسيَّة. ولذلك هي متعثِّرة رغمَ قوَّتها، ومسدَّدة رغم ضعفها. |
اقرأ المزيد |
ماذا يعني أن تكون مواطنا في دولة حديثة - علمانيَّة؟ : 161 - 2020/12/03 |
ليس صحيحًا بالمرَّة أنَّ المواطن في دولة حديثة - علمانيَّة هو الشّخص الّذي يقبل بأن تحدِّد له الدَّولة نوع المعرفة الّتي ينبغي عليه أن يعلم وضرب الثقافة الّتي عليه أن يستهلك ونمط التديُّن الّذي يجب الانضباط له. بل لا تكون الدَّولة حديثة وعلمانيَّة إلاَّ بقدر ما تترك مجال الفكر والثقافة والدّين خارج سلطانها بوصفه مجال الحريَّة الفرديَّة والحياة الرّوحيَّة والمعنويَّة الخاصَّة. |
اقرأ المزيد |
في ماهيَّة الدَّاعشيّ: فنُّ التَّعريف : 155 - 2020/06/04 |
يمكن القول من خلال استقراء الواقع العربيّ والعالميّ الرَّاهن إنَّ ماهيَّة الدَّاعشيّ تكمن في النَّفي والتمانُع والسَّلب. وبناء على هذا القول يمكن تعريف الدَّاعشيّ على هذا النَّحو: هو من يرى أنَّ قيامَ وجوده لا يكون إلاَّ بنفيِ وجود الآخرين وأنَّ العلاقة بكلّ مختلفٍ مغايِرٍ هي بالضّرورة وعلى نحوٍ كليٍّ علاقةُ تمانُعٍ، فلا يقدر على تعريف نفسه إلاَّ بالسَّلبِ. وأمَّا العقائد والأفكار المبرِِّرة لحالة السَّلبِ هذه فليست إلاَّ من الأعراض الّتي لا فرق فيها بين يمين ويسار وبين فكرةٍ دينيَّة وفكرة لا دينيَّّة. |
اقرأ المزيد |
الثَّورة وسؤال القيم: ما هي تونس؟ : 150 - 2020/01/02 |
قد يكون الوعدُ بواقعٍ مغايِرٍ جذريًّا أشدَّ وعودِ الثَّورة جلاءً وسحرًا. إذْ ما الثَّورةُ إن لم تكن هدمًا وبناءً جديدًا وتقويضًا واستئنافًا للتَّأسيس. وما هي إنْ لم يتنفَّس في أفقها صبحُ عصرٍ جديد؟ لعلَّ استعادةَ السُّؤال عن الإنسان أكثرُ آثار الثَّورة انبلاجًا وأعظمُ ما تغنمه الأوطان تاريخيًّا. فسؤال الإنسان هو الموطن النَّظريُّ والعمليُّ لكلِّ استشكالٍ ممكنٍ ومشروعٍ لقضايا الحريَّة والكرامة والعدالة، بل وللحقيقةِ أيضًا بوصفها أمَّ القضايا بإطلاقٍ. وليس من سبيلٍ إلى الثَّورة بهذا المعنى الرُّوحيِّ العميق ما لم ينقلب سلَّم القيم السائدة- البائدة رأسًا على عقب في كلِّ مجالات إنتاج المعنى والقيمة سياسةً وثقافةً، دينًا وفنونًا، فعلاً اجتماعيًّا واقتصاديًّا. ولا أملَ في غدٍ جديدٍ ما لم يتشكَّل فضاءُ التَّواصل والنِّقاش العموميَّين على نحوٍ مغايرٍ ومختلفٍ. فهل أوْفت الثّورة التُّونسيَّة بوعودها؟ وما هو تحديدًا إيقاعُ الخطى الّتي تسلكها الثَّورةُ عبر منعطفاتٍ تكاد تُهلِكها كلَّ مرَّةٍ؟ |
اقرأ المزيد |
في قوَّة الإمكان الثَّوريِّ : 126 - 2018/01/04 |
من شأن الثَّورة عمومًا أن تكون خلخلةً للسَّائد إقبالاً على حلمٍ منشودٍ ومساءلةً جذريَّةً لليقينيًّات استئنافًا لجذوةِ الرُّوح الإبداعيَّة. ولا يكون الإبداعُ خلقًا جديدًا لشروط الحياة والفعل والتَّبادل ما لم يكن لأجل الحريَّة والكرامة والعدالة. وتلك هي قيمُ الثَّورة التُّونسيَّة وكلِّ الحراك الاجتماعيِّ والسِّياسيِّ بالوطن العربيِّ عمومًا. |
اقرأ المزيد |
البيان التأسيسي لمنتدى الفارابي للدراسات والبدائل ﴿هويّة مبدعة في مدى الحرّيـّـة والكرامة﴾ : العدد 26 - 2013/03/22 |
” هذا البيان هو ثمرة حوارات داخليّة بين أعضاء الهيئة العلميّــة التّقريريّـــة للمنتــدى. واستمـرّت المناقشــات لأكثر من تسعة أشهر ﴿ أفريل 2012 – جانفي 2013 ﴾ |
اقرأ المزيد |
منتدى الفارابي : الّلقاء الفكريّ في " فلسفة التـّـآنس " مع الفيلسوف فتحي التّريكي : العدد 17 - 2012/11/16 |
افتتح منتدى الفارابي للدراسات والبدائل موسمه الثقافي بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة والتراث بصفاقس و كرسي اليونسكو للفلسفة بالعالم العربيّ ومركز ابن عاشور للتّنوير بلقاء فكري وفلسفي مع الفيلسوف التونسي فتحي التريكي حول ”فلسفة التآنس“ وقد ترأس اللقاء الذي جرى يوم الأحد 4 نوفمبر 2012 بقاعة الأفراح البلدية بصفاقس الأستاذ سامي براهم . وأن يُفتَتَح الموسمُ الثقافيُّ بالتّســـــاؤل الفلسفــــيّ عن أســـس " التّآنس " الأنطولوجيّة والمعرفيّة وعن تجلّياته الممكنة جماليًّا وإيتيقيًّا وسياسيًّا ففي ذلك غنمٌ عظيم للفلسفة وللثّقافة في آن. فأيّ غنم أعظم من أن ينفتح الحقلُ الثّقافـــيُّ علـــى الفلسفـــة في حلّها " الإشكاليّ " وترحالها " المفهوميّ " من جهة، وأن تلتحم الفلسفةُ من جهة أخرى بالوسط الثّقافيّ المتنــــوّع في مثل هذا الفضاء العموميّ ؟ وهل من قصد أجمل وأنبل من أن يكون هذا الالتحام وذاك الانفتاح مطلوبين لأجل مشروع إبداعيّ تنويريّ تحرّريّ ؟ |
اقرأ المزيد |