لم يحظ الوجود المغربي في الأقطار المشرقيّة بدراسات وافية تستجلي صفحات ضافية من الإسهامات المغربيّة في شتّى المناحي الحياتيّة وإضافتها النّوعيّة في العديد من الحقول خاصّة منها التّجارية والعلميّة، ودورهم الرّيادي في إنعاش الحقل الاقتصادي في بلدان المشرق العربي. فقد اتجهت معظم الأبحاث بخصوص الوجود المغربي في المشرق إلى دراسة الرّحلات الحجازيّة من حيث ظروف سفرها وأهمّ مراحلها وأماكن تجمعها وأهم حيثياتها، والى الفترة الحديثة التي واكبت الحضور العثماني في الأقطار المشرقيّة .كما سلّطت بعض الأبحاث الضّوء عن الرّحلات العلميّة والبعثات الطّلابيّة التي اتجهت من القطر المغربي نحو القاهرة وفلسطين من أجل النّهل من يمّ العلم وتلقّي ضروبه في هذه البلدان التي عرفت طفرة علميّة في القرن التّاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ممّا شجّع بعض المغاربة على إرسال أبنائهم إلى المشرق لتلقّي العلم خاصّة من المنطقة الشّمالية(1) .
|