نقصد بالأزمات الإنسانيّة؛ المهلكات التي تصيب الإنسانيّة في الأسس التي تقوم عليها حياتها، وتفقدها توازنها، وتكشف عن قصورها وعجزها، وخلل في تصوّراتها وسلوكها، سواء كانت هذه الأزمات استئصاليّة كما وقع لبعض الأمم السّابقة؛ أو كانت أزمة خانقة لكنّها انفرجت بعد معاناة شديدة. والإنسان هنا منظور إليه باعتباره جنسا، أي جنس الإنسان في الوجود، وليس باعتباره فردا أو جماعة في زمن ما (1). هذه الأزمات التي تغيّر مجرى التّاريخ؛ سنحاول أن نقدّم قراءة مختصرة في أسبابها من خلال الجمع بين الكتابين؛ الكتاب المسطور الذي يقرّر سننا كونيّة ثابتة، والكتاب المنظور الذي تتحقّق فيه تلك السّنن، وذلك من منطلق أنّ خالق الكتابين واحد، وهو الواحد الأحد سبحانه.
|