عبد الحق التويول |
الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم عند ابن خلدون : 162 - 2020/12/31 |
ممّا لا شكّ فيه أنّ الرّجوع إلى مقدّمة ابن خلدون، واستنطاق أبوابها وفصولها، خصوصا الباب السّادس الذي خصّصه للعلوم وأصنافها، والتّعليم وطرقه ووجوهه، كفيل بأن يدفعنا للقول أنّ العلامة ابن خلدون - رحمه اللّه - لم يحز قصب السّبق فقط في علم الاجتماع والتّاريخ والجغرافيا وسياسة الدّولة بكتابته الكافية الوافية فيها وكلامه الدّقيق عنها، وإنّما حازه كذلك في علم البيداغوجيا والدّيداكتيك نتيجة نظرته المتكاملة التي استطاع أن يقدّم من خلالها رؤية استراتيجيّة واضحة المعالم للنّهوض بالتّعليم والتّعلّم، باعتبارهما رافعة أساس لبناء المجتمع وازدهار العمران . |
اقرأ المزيد |
لماذا العجم أكثر إبداعا من العرب في العلوم ؟ : 159 - 2020/10/01 |
عقد ابن خلدون رحمه اللّه فصلا في مقدّمته (الفصل 43) في كون حملة العلم في الإسلام أكثرهم من العجم قائلا: «من الغريب الواقع أنّ حملة العلم في الملّة الإسلاميّة أكثرهم العجم (وليس من العرب حملة علم) لا في العلوم الشّرعيّة، ولا في العلوم النّقلية إلّا في القليل النّادر»، وقد أرجع ذلك للأسباب التّالية : |
اقرأ المزيد |
تساؤلات على هامش التهديد بـ « أسلم تسلم» : 153 - 2020/04/07 |
يُروّج بعض من تصدّوا للطّعن في الدّين وحملوا لواء العداء تارة باسم التّنوير وتارة باسم غربلة التّراث وتارة أخرى باسم نشر قيم المحبّة والتّسامح ونبذ التّطرّف، لشبهة أنّ الدّين الإسلامي دين الهمجيّة والعنف وأنّه فرض على النّاس بقوّة السّيف والإكراه، ويستدلّ أصحاب هذا القول ويتّكئون في زعمهم هذا على مجموعة من الأحداث التي طبعت التّاريخ الإسلامي كالرّسائل التي بعثها النّبي ﷺ لملوك الأرض (كسرى فارس ، عظيم الرّوم ، نجاشي الحبشة ، مقوقس القبط ....) والتي تضمّنت عبارة « أسلم تسلم» والتي يرى فيها مروّجو السّلام ودعاة السّلم اعتداء على الآخر وتهديدا له في نفسه وحرّيته وأمنه، وأنّ مثل هاته الرّسائل النّبويّة ينبغي أن تلقى في مزبلة النّسيان لأنّها وصمة عار في جبين المسلمين ونقطة سوداء في تاريخهم الملطّخ بالدّماء لا أن تدرس للتّلاميذ وتبرمج في المقرّرات الدّراسيّة . |
اقرأ المزيد |
الاحتباس الأخلاقي وأثره على الأرض ويوم العرض : 151 - 2020/02/06 |
في الوقت الذي تجنّدت فيه المنظّمات والهيئات والجمعيّات لتدقّ ناقوس الخطر ولتصرخ بصوت عال في كلّ الملتقيات والنّدوات التي تعقدها مذكّرة ومنبّهة إلى خطورة «الاحتباس الحراري» الذي أصبح يهدّد وجود البشريّة فوق الأرض والنّاتج – كما يقول المختصّون في أمور الكون والبيئة - عن الارتفاع التّدريجي لدرجة الحرارة في الطّبقة السّفلى للغلاف الجويّ بسبب ارتفاع الانبعاثات الغازيّة الدّفيئة (ثاني أكسيد الكاربون والميثان و......) الشّيء الذي أدّى وسيؤدّي إلى تغيّرات محسوسة وملموسة على مستوى مناخ كوكب الأرض (هطول أمطار غير منتظمة ، وهبوب عواصف ونشاط تيّارات المحيطات المدمّرة ..) بشكل سيجعل الحياة صعبة على هذا الكوكب وربّما قد تصبح مستحيلة . |
اقرأ المزيد |
«الهجرة» عند فتح الله كولن : 149 - 2019/12/05 |
يعتبر «محمد فتح الله كولن»(1) أو كما يسمّيه الأتراك (خوجا أفندي) أي الأستاذ المعلّم ، أحد أبرز مفكّري ودعاة العصر الرّاهن (ق21م)، خاصّة أنّه صاحب مشروع خدماتي نهضوي بامتياز يروم من خلاله بعث الإنسان من جديد وإعادة الاعتبار إليه بنفخ الرّوح فيه والتحليق به نحو سماء النّهضة والرّقي في مختلف المجالات قصد اجتثاثه من مستنقع المادّية والإلحاد |
اقرأ المزيد |
من مظاهر الإعجاز في حفظ القرآن الكريم : 145 - 2019/08/01 |
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»(1)، هي الآية التي أعلن الحفيظ سبحانه من خلالها عن تكفله بحفظ كتابه من فوق سبع سموات قاطعا العهد على نفسه سبحانه بتحقيق ذلك، وهو الوعد الذي تأتى به فعلا حفظ هذا الكلام الذي فاق أيّ كلام والذي جاء فوق معهود العرب في التّخاطب إلى يومنا هذا ولا يزال كذلك محفوظا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. |
اقرأ المزيد |
الذكاء الإحساني في رمضان : 142 - 2019/05/02 |
لقد شـاع في سيرة الحبيب المصطفى وسنته العطرة أنّه كان معطاءً جوّادا في سائر الأيّـام وأجود ما يكون في رمضان شهر الرّحمة والمغفرة والعتق من النّيران وذلك فيما رواه البخاري في صحيحه عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ )(1) ، وهذا الحديث أصل في باب الجود والكرم الذي كان يتمتّع به صلّى الله عليه وسلّم وفيه من البيان الشّيء الكثير لما ينبغي أن يكون عليه كلّ متّبع لسيرة الحبيب صلّى الله عليه وسلّم من امتثال للخير في هذا الشّهر المبارك، ولما ينبغي الحرص عليه أيضا في هذه المناسبة العظيمة تحقيقا للمقاصد الإسلاميّة السّامية والمتمثّلة بالأساس في تحقيق التآزر والتّكافل والتّضامن بين مختلف شرائح المجتمع . |
اقرأ المزيد |
الحكمة الإلهية في رعي سيد البشرية صلى الله عليه وسلم للغنم : 138 - 2019/01/03 |
لم يكن رعى الرّسول صلّى الله عليه وسلم للغنم بالأمر الاعتباطي العاري عن الحكم والأسرار الإلهيّة كما يتوهّم البعض بل كان أشبه ما يكون بمعهد للتّكوين قضى فيه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مدّة غير يسيرة مع الأغنام بمراعي مكّة يكوّنه ربّه ويصنعه على عينيه و يدرّبه لذلك الأمر الجلل الذي يعدّه له وهو ( تبليغ الرسالة) ، والتّأمل في حدث رعي الرّسول صلّى الله عليه وسلّم للغنم والتّدبر فيه يوصل إلى إدراك الحكمة الإلهيّة الباعثة على ذلك والتي تجلّت في تدريب الرّسول صلى الله عليه وسلم على رعاية الخلق فيما بعد وإكسابه القيم والمبادئ التي ساعدته على النّجاح في دعوته وتبليغ رسالته وهي القيم التي يصعب عدّها وحصرها في هذه الأسطر التي بين أيدينا لكن سأكتفي بذكر أهمّها وهي كالتالي : |
اقرأ المزيد |
أسس القراءة الصحيحة وعلاقتها بالكرم الإلــهي : 137 - 2018/12/06 |
لمّا كان الإسلام دين القراءة، ولمّا كانت أول آيات الوحي الإلهي نزلت داعية ومؤكّدة على القراءة في قوله سبحانه «اقرأ»، فقد عُلـم من ذلك أنّ فعل القراءة من الأفعال الواجبة (واجب كفائي) على أفراد هذه الأمّة التي جعلها سبحانه خير أمّة أخرجت للنّاس «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»[1]، وعُلم من ذلك أيضا أن لا نهضة لهذه الأمّة ما لم يوقظ فيها سراج القراءة ويتوهّج فيها نور العلم، بيد أنّ الواقع يخبرنا ويشي لنا بأنّ مصباح القراءة فينا قد تعطّل، وأنّ نور العلم في أفئدتنا قد انطفأ، وأنّ رائحة الجهل والتّخلف عن ركب التّقدم والإبداع قد لاحت في الآفاق لدرجة تزكم الأنوف وتُنبئ بوقوع كارثة عظمى. |
اقرأ المزيد |