تنامت في تونس الدعوات إلـــــى ســــن قوانين تجـــرّم الاعتداء على المقدسات الدينية خصوصا بعد الأحــــداث التــــي وقعــــت حول السفارة الأمريكية بعد الفلم الــــــذي أســـــاء إلـــى الرسول محمد (ص) أو بعد ردود الفعل على بعض الأعمال الفنية التي عرضت في قصر العبدلية بتونس.
تتغافل هذه الدعوة عن أنها تستعمل مصطلحين يحملان معاني تقديرية تختلف من شخص إلى آخر و من عصر إلى آخر ومــــن ثقافـــــة إلــــى أخرى هما المقدسات و الاعتداء و رغم أن القانون المقترح يحاول تحديد المقدسات التي يروم حمايتها إلا أنه لم يستطع تحديد طبيعة الأعمال التي ستصنف في خانة الاعتداء و كيفية التمييز بين المباح والممنوع في التعبيــــر الفني عندما يتضمن مقدسا محميا. كما أن هذا القانون و هو يتخذ من ردود الأفعال على الفلم المذكور ذريعة لوجوده يغفل عن أن المقدسات فــــــي المعتقــــدات الشعبيـــة قد تتجاوز ما عددها مما يعني عجزه عن ضمــــان عدم حدوث ردود أفعال مماثلة أمــــام أعمــــال ”تعتـــدي على مقدس“ لا يشمله القانون المقترح مما يعطي شرعية للتساؤل عن جدوى حل المشكل بالتجريم القانونـــــي.
|