فريد أمعضـشو |
البحث العلمي في الوطن العربي (رؤية تشخيصية) : 67 - 2014/10/16 |
من الأمور المسلَّم بها أن الدول المتقدمة في العالم بأسره قد حققت ما حققته من ازدهار وتفوق، في شتى مجالات الحياة، بفضل اهتمامها بالبحث العلمي، وحرصها على ربطه بالواقع وبالإنسان، فضلا عن تحلي مواطنيها بقيم الانضباط والإخلاص والتضحية والعمل الدؤوب وغيرها. وتزداد أهمية هذا البحث يوماً بعد آخر، ولاسيما في سياق التّدافع والتّنافس الحضاريين اللذين يشهدهما عالمُ اليوم بوتيرة أقوى، وسَعْيِ الدول الكبرى إلى التسيُّد والتحكم في المعمورة عبر توظيفها سلاحَ العلم لإنتاج تقنيات وأساليب حياة مغايرة ومتطورة. ولذلك، لا نعْجبُ حين ندرك حجمَ المُخَصَّصات المالية التي ترصدها للبحث والتطوير، وعِظَمَ البنيات التي توفرها لممارسة هذا النشاط الفكري العلمي، في جامعاتها ومعاهدها ومراكزها البَحْثيّة، والاعتبارَ الخاصَّ الذي توليه للمُشتغِلين بحقول المعرفة كافة دون استثناء. |
اقرأ المزيد |
تغريب التعليم .. مسعى قديم يتكرّر! : 66 - 2014/10/02 |
لقد أمْسى من المسلَّمات أن التعليم قاطرة التنمية الشاملة في أي بلد .. أقصد التعليم الناجع والفعّال الذي يستهدف تكوين مواطنين صالحين منفتحين على العالم انفتاحاً إيجابيا واعيا بقدْر تشبُّثهم بهُويتهم الأصيلة. ولذا، حَرَصت جميع الأمم – وما تزال – على الاهتمام به من كافة النواحي، وتوفير شروط ممارسته؛ ليكون، فعلا، في مستوى كسب الرهانات، وتحقيق تطلعات الناس. إلا أن الثمار المُحصَّلة من ذلك كانت شديدةَ التبايُن بين العالمين المتقدم والمتخلف. وهذا ما تكشفه، بوُضوح، التصنيفات الدَّوْلية للأنظمة التعليمية، في بلدان المعمورة كلها، والتي تصدر دوريّا. وهي – دائماً – تُبوِّئ التعليم في الغرب، بشقيه الأوربي والأمريكي، مكانَ الصدارة، لاعتبارات موضوعية لا جدال فيها. على حين نُلْفي تعليمَ أمة «اقرأ» في مراتب مُؤسِفة حقّاً! إن التعليم في العالم العربي يعيش، منذ أمد بعيد، أزماتٍ خانقةً، متعددةَ المظاهر والأبعاد، رغم الاعتمادات المالية الضخمة التي تُرْصد له في كثير من بلاده. وحين نُمْعن النظر فيه ندرك جيّدا أن التأثيرات الخارجية فيه من الكثرة بمكان، ولعلها من أبرز أسباب تأزمه وتخبُّطه حتى أضحى أشبهَ بذلك الغراب الذي أراد التخلص من مشيته المعيبة، وتقليد مشية الحمامة؛ فإذا به – في المآل – يَفقد مشيته الأصلية، ويخفق في إتقان مشية المقلَّد! وهذا يجرّنا جَرّاً إلى الحديث عن أثر التيار التغريبي في أنظمتنا التربوية والتعليمية، الذي يعود، في الواقع، إلى زمن ليس بالقريب، إلا أنه لم ينقطع، مُنذئذٍ، بل ظل مستمرّا بوتيرة أقوى، وبصور أكثر تنوعا وتأثيرا! |
اقرأ المزيد |