باختصار

بقلم
عبدالقادر رالة
لقاء في المدينة
 يُعدّ العلاّمة الشّيخ عبد الحميد بن باديس أحد العلماء المبرزّين في الإصلاح الاجتماعي والدّيني والتّربوي والوطني، إن لم يكن أهمّهم ورائدهم، وكان لجهوده العلميّة والتّربويّة دور كبير وعميق في النّهوض بالشّعب الجزائري ونيله لاستقلاله عن فرنسا بعد ثورة كبرى استمرّت سبع سنوات، وكان لابن باديس وتعاليمه وتلاميذه دور مهمّ وفعّال في تفجير هذه الثّورة والسّير بالبلاد نحو الاستقلال سنة 1962م...
في سنة 1913م أدّى الشّيخ عبد الحميد بن باديس فريضة الحجّ «وخلال زيارته للمدينة المنوّرة، زار أستاذه المجاهد حمدان الونيسي، وكما التقى بالشّيخ البشير الإبراهيمي وتدارس معه وضعيّة الجزائر وضرورة إنشاء جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين. وإن تأخّر إنشاؤها حتّى سنة 1931م، لأسباب تتعلّق بالتّوقيت وتحين الفرص المتاحة»(1) 
كتب الأديب الرّاحل موسى الأحمدي النّويوات عن ذلك اللّقاء الجميل:
« في رحاب الحرم الشّريف، وتحت سماء الوحي يلتقي الشّيخ عبد الحميد بن باديس والشّيخ البشير الإبراهيمي، وفي قلبيهما فيض من نفحات النّبوة، وبين جنبيهما إيمان راسخ ـ، وعزم وطيد ويتذكّران الأوضاع في وطنهما، ويبحثان الحال التي وصل إليها شعبهما، ويدرسان طرق المقاومة التي يجب إتباعها لتخليص هذا الوطن من الاستبداد والاضطهاد اللّذين يسلّطهما الحكم الاستعماري لسلخ الشّعب الجزائري من قوميّته ومحو عقيدته، وطمس تاريخه، وإبادة كلّ إمكانيّاته التي تحفظ شخصيّته المستقلّة، وتمهيدا لصهره وتذويبه في بوتقة الأمّة الفرنسيّة»(2).
الهوامش
(1) الإمام المصلح عبد الحميد ين باديس: حياته وجهوده التربوية، باي زكوب وزميله، مجلة الإسلام في أسيا ،الجامعة الإسلامية الماليزية ـ المجلد 12، العدد 1جوان 2015، ص116
(2) نجيب بن خيرة ، موسى الأحمدي نويوات ، حياته وأثاره،  دار هومة للنشر، الجزائر، ط2002 ص 129