علي الطرهوني |
قصيد الرحيل : 75 - 2015/02/06 |
ليَدٍ... تصعد في الفضاء إرحل...! إرحل وعارك في يديك إرحل ... غير مأسوف عليك فهذا أوانك للرحيل إرحل بلا خارطة أو دليل |
اقرأ المزيد |
هل انتهى زمن السّياسي في تقاطع الشّعبي مع المسيّس؟ : 72 - 2014/12/25 |
يقول الشاعر الصغيّر أولاد احمد : «لينبت دود مكان البلح ذهبنا إلى الإنتخاب ولم ينتخب أحد من نجح» هذه الأبيات تحضرني حين كـــان صندوق الانتخابات زمن الاستبــداد ممتلئـــا بأصوات النّاخبين أحياء وميّتين. أتذكــّر هـــذا مع ما رافق الحملـــة الانتخابيّـــة الرّئاسيّـــة بين المترشّحين من حملات تشكيك في نزاهة الانتخابـــات وبالرغم من غياب واضح للشّباب في هذا العــرس الانتخابـــي وكأنّــه فرض كفايــة، قام به البعض وسقط عن البعض الآخر ... وقد سقطت عديد الأحزاب والقائمات التي لها تاريخ سياسي، فالأحزاب العريقة فشلت في أن يكون لها موضع قدم تضعه في المشهد السّياسي، بينما قفزت أحزاب حديثة التّكوين إلى واجهة السّاحة السّياسيّة في ظرف زمنيّ قصير يجعلنا نتساءل عن سرّ هذا الفشل وهذه القطيعة بين الشّعب ونخبه السّياسية. |
اقرأ المزيد |
قلم صاحب الجهالة : 70 - 2014/11/27 |
فكّرت مرّة في نشر مقال عن «الإعتزال». كتبت أنا معتزلي في السياسة وأكرّر السؤال «مامعنى أن أكون ديمقراطيّا في وطن يسكنه الأفيال؟ أنا لازلت في حالة اختلال . احتلّوا صوتي وصادروه منذ آلاف السنين ودجّنوه باليافطات والأصوات في موسم الانتخابات. منعوا الأجيال، حرموها من فرصة تعيد للأمّة ربيعها الأخضر بكل مقاييس الجمال. غازلني الشّاب والكهل والعجوز وطلبوا ودّي، استكثروا عليّ دفاعي وحقّي في النّضال. قلت لهم كلاما يثير الانفعال. شكّكت في أسطورة النضال. قال لي المذيع إنّهم أصحاب الثّورة، هؤلاء هم الرّجال، سيقودون قاطرة البلاد نحو المجد والاقلاع والسّنين الطّوال. شعرت بالإحراج، تذكّرت «مع فلان حتّى» و«سر يا زعيم، لا كبا بك الفرس» و«بلادي أمانة» و«حمار الشعب السعيد» ومشتقات فعلول كطرطور وبهلول ومزطول و«بج» مكرّرة. |
اقرأ المزيد |
كيف نساهم في جعل التعليم أكثر جدوى وفاعلية : 65 - 2014/09/18 |
شهادة «iso» التي نجدها في كل منتوج صناعي تتحصل عليها بعض المؤسسات وهي تعني المواصفات العالمية للجودة. هل يمكن أن نتحدث عن هذه المواصفات في منتوج فكري مثل التعليم؟. هل هو جيّد أم نريده أن يرقى إلى مستوى الجودة العالميّة؟ كيف نحسّن هذه الجودة؟ ما دور السّياسة التربويّة وما دور الأستاذ لتحسين هذه الجودة؟. وحديثي في هذا المقال عن المردوديّة والجدوى من العملية التربوية ينبع من أمرين: 1) الأول أنّني أتحدث عن رؤية من الدّاخل وذلك من منطلق الخبرة التربوية التي اكتسبتها على أرض الواقع بعيدا عن التّنظير، حيث أبحث عن الجدوى والفاعلية وعن المعنى فيما أقوم به منذ أكثر من عشرين سنة. تلحّ عليّ خواطر عديدة : كيف أجعل مردودي أكثر جدوى وكيف أضطلع بهذه الأمانة التي أودعني إيّاها المجتمع وهي تعليم أبنائه؟، أمانة من يؤمن بأنّ التعليم يصنع الإنسان وأنّ التربية هي عملية بناء أمّة وليس تعليم فرد الحساب أو الآداب أو العلوم. قد أصاب بالملل والإحباط شأن أي عمل بشري لا يجدّد الإنسان فيه نفسه أو يجد العراقيل التي تمنعه من ممارسة اختياراته وأفكاره. |
اقرأ المزيد |
شعب التكنوقراط : 64 - 2014/09/04 |
الشعب يريد، الشعب سعيد، الشعب عبيد، من شعار ثوري برّاق الى واقع ثوري فيه الدّماء تراق، ركبت فوق ظهورنا عصبة حاكمة قدّمت لفقرنا قدحا من شراب. ثم صبّت فوقه حبّة تراب لتتمّ سعادتنا ونهرول بعدها للانتخاب... عجائب الدنيا سبعة وعجائبنا أفيون. تعلّمنا في مدارسنا أن ما أخذ بالقوّة لا بدّ أن يعود بالقوة ...وجاءت أحداث غزّة ... ولّي زمن الانتصارات وحلّت بنا الهزائم والنّكبات وجهاد نكاح البنات. علّمونا في الكتب والمناهج كيف أن الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وها أن الملوك دخلوا كلّ القرى ولم يتركوا قرية واحدة الاّ وازالوها. فالرّصاص المراق لم يوجّه الى صدر العدوّ بل لصدور بعضنا البعض .. ومع كل صلاة يدعو ائمتنا لأوطاننا وحكّامنا بطول العمر وبالموت لإسرائيل ولكن «عزرائيل» لم يقبض إلاّ أرواح القلّة منهم (لاحظوا التماثل بين اسرائيل وعزرائيل). فما جنس الموت حين يكون بخنجر عربي أو صهيوني...لا فرق .. كل شئ يصطبغ بلون الدّماء حتى اللحي الاصطناعيّة تكبّر عند قطع الرؤوس من الوريد الى الوريد ... |
اقرأ المزيد |
حديث الطّنّان أو حلم مواطن عادي : 50 - 2014/02/20 |
قال تعالى: «قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي» صدق الله العظيم افترضت زمن الاستبداد أنّ الكلام لا يؤسّس لي طول البقاء بقدر ما يعبد لي الطريق إلى مصحة الأمراض العقليّة أو الموت بلا معنى، وفي البدء كانت الكلمة. كم من لفظة قيلت قتلت قائلها لمجرّد سوء فهم وتأويل أو شبهة أو ظنّ . وفي زمن الحرّيّة أتابع المشهد السّياسي فأقف موقف السّاهي أو موضع الشّراع بلا دليل ... وأحاول إظهار استغلاق الفهم وأقول بلادي كقطعة حلوى يكثر حولها اللاّعقون ....بلادي نصّ هامش والمتن في الأصوات المنكرة والمستنكرة... وبينما أنا في موقف الغافل، إذ أتاني زائر يقول:«هل سمعت حديث الجاهل الذي يعلم بما ليس يدري؟». قلت: «أجل..ولكن هل أن نطق اللّسان ينبّئ عن اعتقاد الإنسان؟»... تأمّلت الأمر بعمق وأدركت أن ما حلّ بنا من سوء غفلة إنّما هو من تدبير الزّعماء وغفلتهم عن النّظر في شؤون العباد. |
اقرأ المزيد |
الثورة التونسية : من إسقاط النظام إلى عودة الأزلام. مدى النجاح أو الفشل !... : العدد 47 - 2014/01/10 |
مازالت صدى مقولة شي غيفارا الزعيم البوليفي يتردد صداها «الثورة مغامرة يخوضها الأبطال ويركبها الانتهازيون ويجني ثمارها الجبناء.» لقد أمكن للثورات العربية الإطاحة بأنظمة فاسدة لم تحقق تنمية شاملة ولم تحترم حقوق الإنسان، فحرّرت الذّات الخائفة من الحضور الطاغي لأنظمة استبداديــــة. وكانت اللّحظة الفارقة الحاسمـــة «هرمنا من أجل هذه اللّحظة التاريخيّة» يقول الحفنـــاوي، ماسحـــا بيـــده على رأسه الأشيب، إذ خرجت الجموع الهادرة إلى الشوارع منادية بإسقاط النظام، الشعار الحاسم في الثــــورة. ولم يكن شعــــار إسقاط النظام إلا تعبيرا عن توق هذه الشعوب للتمـــرّد على نظم استباحت كل شيء وأفرغت البلاد من معنى الدّولة، فبسطت عصاباتهــــا اليد على مفاصلها وتغلغلت في النفوس. وقـــرّر الأنا المكبـــوت تحطيم كل القيود في إندفاعة عارمة من الشمال إلى الجنوب لتصنع تاريخا جديدا مثّل فيه الشبـــاب الهادر انتفاضـــة ضد الطاغيـــة وأزلامه الجشعين. والحقيقة أن الثورة لم تكن فقط ضدّ الطاغية وأسرته وأصهاره بل ضد الدّولة الأبويّة ونخبتها الأكثر فسادا التي خلعت ملابسها القديمة بحثا عن دور جديد يناسب المرحلة الجديدة. لقد اجتّث النظام البوليسي المتغطرس الديمقراطية وأباح جميع المحرّمات، فزوّر الانتخابات واحتوى الصّحافة وحاصر المجتمع واعتقل النّخب المفكّرة يساريين وإسلاميين وعلمانيين. وأضحت تونس صحراء صفصفا تضاعف فيها القمع والاستبداد والنهب والفساد، لذلك صار شعار الثورة التونسية « لا للفساد يا عصابة السرّاق». |
اقرأ المزيد |
مسودات : العدد 46 - 2013/12/27 |
مسودة عدد(1) : تشويش في الشارع تشويش .... في القسم تشويش..... في بعض القنوات التلفزية تشويش.... حياتنا الخاصة تتعرض الى تشويش ... أفكارنا مشوشة سيادة الفرد على الجماعة.....فقد مجرد تشويش..... ليس هناك مسالة أثير حولها التشويش مثل الدولة... تسممنا..... |
اقرأ المزيد |
الديمقراطية المنهوكة والمجروحة والمذبوحة قراءة في ذاكرة وطن : العدد 44 - 2013/11/29 |
مازال لسان حالي يردّد مع ابن خلدون وكأنّه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث. دعنا نستأنف ما يحدث في ربيع ثورتنا أو خريفها. هذه القطيعة بين الشعب وحكومته قبل وبعد الثورة. لقد بدأنا عصر تحرّر إيديولوجي هو تحرّر الذات من عبوديتها للطغاة... واليوم تغيّرت الأنظمة السياسية ولكن لا حديث عن العدالة الانتقائية كفتح الملفات وواجب المحاسبة وتعويض الضحايا وواجب الاعتذار. ما سيناريوهات الثورة المضادة ؟ إنّ ماكينة العهد القديم تشتغل بكل قدراتها مع تدعيم المسار من جماعة العنف الثورة وقوى الليبرالية الاقتصادية التي تدمّر الاقتصاد عوض إنعاشه... دم كذب ووردٌ ميّت والنّسر عاد لوكره يلملم عشقه ويزمجر في ارتقاب. يلحّ عليّ هذا الكلام وأنا أسترجع ذاكرتي منذ أن شببت يافعا أفقه في السياسية إذ كنت أسمعها في خطابات جمال عبد الناصر وأنا الذي انتميت زمنيا إلى جيل الستينات ثم كنت أفتح التلفاز فأبقى في انتظار توجيهات الرئيس بورقيبة قبل نشرة الثامنة للأنباء وأنا مأخوذ بقدرة وبراعة هذا الرجل على شدّ الآذان إليه واستدرار عطفه وبكاءه النابع من عيونه الزرقاء اللامعة. كان هذا الرجل يختزن الوطن في شخصه ويتحدّث عن الأمّة التونسية التي صنعها. رجل حكم دولة عرفت داخليا وخارجيا بدولة بورقيبة. ولئن كانت حرية التعبير متاحة بقدر ما حين كان أبناء جيلي يتهافتون على قراءة جريدة الرّأي من الأكشاك حتى نشأ لديّ وعي سياسي بأنّ الحرية هي أساس الديمقراطية، وحتى بدأتُ أدرك أنّ السياسية هي فن الكذب... تكذب... تكذب حتى يصدّقك الناس. |
اقرأ المزيد |
قدسوا الحرية حتى لا يتمكن بكم الطغاة : العدد 41 - 2013/10/18 |
مازال صدى قولة عمر بن الخطاب «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» تمثل بحضورها القويّ في ذاكرتي منذ أن كنت تلميذا في مقاعد الدّراسة. قصّة هذه القولة معروفة يضيق الحديث لسردها. ولكن ملايين الصور تختزن في مخيلتنا حول ما يرتكب باسم الحرية من فضاعات. هنا تذبح الحرّية على قرابين التضحية وباسم الوفاء والنضال والحساب والعقاب. وباسم الحرّية تذبح الشعوب وتباد وينكّل بها في حملات أشبه بالتطهير العرقي...ثورات كثيرة وقعت في التاريخ الإنساني هزّت عروش الطغاة الجبابرة.... ملايين من المفكرين الأحرار دفعوا أرواحهم باهظة من أجل كلمة حقّ عند سلطان جائر ... من أجل كلمة حرّة.... |
اقرأ المزيد |
المقامة الثورية : العدد 36 - 2013/08/09 |
حدّثني بعض الثقاة ممّن أثق بهم من الموالين عن رجل قصير قريب من الأرض بعيد عن السّماء مستكرش ورجلاه في الماء أنّه كان يقتعد عتبة أحد المخازن على ملكه والمسبحة في يده وهو يتزعّم فريقا يتقن المبايعة والتصفيق المجاني والثناء فيوزّع عطاياه لهذا المجلس أو ذاك ويقدّم فروض الطاعة والولاء فهو من محترفي الخطابة ونهج البلغاء. لقد نزع من الجدار ذلك الإطار الذي يوشّح بهم مخزنه في البيع بالجملة والذي ارتسمت فيه صورة «حامي الحمى والدين» والذي صفقت له الملايين بلوحة موشّاة بأحرف غليظة كتب فوقها « إن ينصركم الله فلا غالب لكم ». يقول صاحبي : أنا واحد من الذين أغدق عليهم صاحبنا من بركاته لأنفذ طلباته التي حفظتها عن ظهر قلب، وهو صاحب المقولة الشهيرة «تونس بلد الأمن والأمان». ردّدت في نفسي : أمّا الأمن فقد خبرناه في أحداث الشعانبي وأمّا الأمان فلتونس ربّ يحميها. |
اقرأ المزيد |
مفاهيم الإرهاب في دول العولمة : الخطاب السلفي نموذجا وآفاق التجاوز : العدد 35 - 2013/07/26 |
لقد دشّنت العولمة هويّة العصر الجديد من إعادة تشكيل الهويات الوطنية وتغييرها. وأمام هذا الواقع المتغيّر، كان على الأفكار العابرة للدّول أن تعيد صياغة استراتيجيتها وخطابها الإيديولوجي بحيث يمكّنها من امتصاص التحدّيات المصيرية التي تواجهها دون أن تفقد خصوصيتها. ومن هنا كانت الدعوات لإنجاح حوار الأديان بحيث ما تزال الرّؤية الطائفية المالكة للدين مهيمنة بدل أن يكون الدين للجميع. وبمقدار ما أنتج عصرنا وبلادنا من استبداد علماني وديكتاتورية حداثية أفرز أيضا تشددا دينيا وتغلغلا سلفيا جهاديا أدّى إلى تنامي ظاهرة الإرهاب الأعمى. يحقّ لنا أن نقول اليوم أنّ البشرية عجزت عن إنتاج خطاب ديني معتدل يؤمن بالتنوّع والانفتاح على الآخر ويحترم حقّ الأديان والأفكار بعيدا عن العنف والإقصاء بما ييسّر تجربة التحوّل الديمقراطي في المنطقة العربية. وهذا الكسل الإيديولوجي لم يقدّم بالنخب السياسية بقدر ما أفرز تطاحنا بل عودة للوراء أنتجت صراعات جوفاء داخل النخب السياسية والمجلس التأسيسي بل صرنا نشاهد جدلا عقيما اتسم بحوار الطرشان، فأضاعت الثورة التونسية فرص الانتقال الديمقراطي وإمكانات الإقلاع والبناء وتطهير الإدارة من الفساد وتحصين الثورة من السلفيين والتجمّعيين والسياسيين الراديكاليين والفاسدين والانتهازيين ودعاة العنف الثوري على حدّ سواء. |
اقرأ المزيد |
الوضع المصري بين مشروعية المطالب وشرعية الاستحقاق الانتخابي وتداعياته الاقليمية : العدد 34 - 2013/07/12 |
قد يكون الانقلاب الذي خلع الرئيس محمد مرسي من منصبه وأطاح بحركة الإخوان المسلمين أمرا مشروعا ومخططا له في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وعدم تحقيق أهداف الثورة، وفي ظل تزايد نسب المفقرين وعدم تعاطي الأخوان مع واقع الحياة في مرحلة دولية صعبة طغى عليها الجانب السياسي على الوضع الاقتصادي الهش لمصر ولدول الربيع العربي، لكنه ليس شرعيا من الناحية القانونية والأخلاقية وبحكم الأعراف الدولية. فالانقلاب على الشرعية أمر محفوف بمخاطر جمة تعصف بمؤسسات الدولة وكيان المجتمع وتشرّع للفوضى والتمرّد خارج صناديق الاقتراع والشارع المصري سريع التأثر والغليان. ليس المهم من وجهة نظري من يمثّل هذه الشرعية سواء من الاخوانيين أو العلمانيين أو المتمرّدين أو السياسيين أو القوميين أو فلول النظام البائد. لا يهمّ ذلك مادام قد جاءت بهم صناديق الاقتراع وأعطاهم عموم الشعب ثقته وصوته في انتخابات نزيهة شفافة لكن المهم هو هذا الشعب . نحن عامة الناس من القطيع، ذلك التشكيل الأبله للمسار الديمقراطي، تستبدّ بنا الهواجس ونُدْفَع إلى الفوضى بحفنة من المال السياسي الملوث ونقع أسرى لما يسمى بالرّهاب الإسلامي أو الاسلاموفوبيا، ولم ترسخ بنا موطئ قدم في الفكر والدولة والتربية على قيم المواطنة واحترام الرأي السياسي المخالف والقبول بنتائج الصندوق . أين الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب حين يقف صامتا أمام ما يحصل في مصر. يبدو أننا شعوب لم ترب على الديمقراطية ولا تقبل بنتائجها، ونحن طبائع للاستبداد لا تساق إلا بالعصا. فتاريخ مصر هو سلسلة من الانقلابات قام بها حكم العسكر من وقت غزوة نابليون لمصر، ثم الانقلاب الناصري على الملك فاروق وحركة الضباط الأحرار فصعود رجل عسكري هو أنور السادات ثم إثر اغتياله يأخذ نائبه حسني مبارك زمام المبادرة ليحكم مصر طيلة الفترة الماضية ولأول مرة يحصل الاستثناء مع انتخاب رجل مدني من الإخوان المسلمين اسمه محمد مرسي ويصعد من السجن الى سدة الرئاسة، وأول قراراته أن أقال قائد الأركان المشير طنطاوي ليعين السيسي خليفة له وليبدأ بعد ذلك سلسلة من القرارات الجريئة جلبت له غضب الفلول في الجيش والإعلام والشرطة والخارجية وحتى من عيّنه هو الذي انقلب عليه بمباركة بعض الدول الخليجية لكأنّ الخيانات صفة الحكام العرب منذ أمد طويل. لماذا صمت العالم الغربي أمام الانقلاب على الشرعية وهو الذي كان يصدع أدمغتنا بدروسه عن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان؟ . |
اقرأ المزيد |
فصل المقال "درء المفاسد على جلب المصالح": بوابة الخروج من الأزمة المجتمعية التونسية : العدد 18 - 2012/11/30 |
من علامات فساد سياسة معيّنة هو عدم معرفة أطراف الصراع الحقيقيين داخل الوطن وعدم الاهتمام بمسألة المحافظة على الوحدة الوطنية من التفكك والتلاشي والتغاضي والسكوت على حجم المؤامرات ضد الأمن القومي للبلاد وفضح المكائد وتدبير الانقلابات ضد أمن الدولة وضدّ المواطنين خدمة لمصالح أجنبية تصدّر أزمتها الداخلية نحو الخارج وتلهية الرأي العام عن مشاكلـــه الحقيقيـــة. فهذه القوى الأجنبية المتغطرسة لم تتخلص بعد من عقليتها الاستعمارية القديمة لذلك تتهافت وتغذّي التطاحن بين الشعوب وإدارات دولها بتصدير الفساد بجميع أنواعه والهجوم الثقافي والإعلامي والتربوي على مفهوم الهويــــة الوطنيــــة . والخطير في الأمر أن يشتغل هؤلاء على التناقضات الإيديولوجية وتوظيفها خدمة لمصالحهم الإستراتيجية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا. فلا يخفى أن المخابرات الأمريكية وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي متغلغل في دول شمال إفريقيا . وما صرّح به عبد الرؤوف العيادي زعيم كتلة الوفاء بالمجلــــس التأسيســــي هو عين الحقيقة. |
اقرأ المزيد |
ازمة النخب السياسية التونسية ورهانات المرحلة : العدد 16 - 2012/11/02 |
يتميّز عالمنا الراهن بصفتين متلازمتين هما التسارع وانعدام التأكد، فكل شيء يتسارع بصـــــورة مفاجئــــة ســـواء على مستـــــوى التحـــوّلات السياسيـــة والاقتصاديـــة أو على المستوييـــن العلمـــي والتقنـــــي. فعمر التقنيات في تناقص، إذ بمجرد نشوء تقنية في الأسواق إلاّ وتكون التقنية الجديدة جاهزة هي أيضا للسوق. وهذا من فضل ثورة المعلومات التي ستفتح المجـــــال لثورة الشعوب بعد أن تخترق موانع التواصل الجماهيري. أما صفة انعدام التأكد ، فكل شيء أصبـــــح قابلا للتغيّر كما تشهد على ذلك مختلف التقلبات على الساحة الكونيــــة فلـــم يعــــد هنــــاك ضمــــــان لأي شيء "Rien n’est garantie". وحتّى الأنظمة السياسية لا توجد لديها مرجعيّات تشكّلها وهو ما يجرّني للحديث عن أزمة النخب السياسية في وطني تونس. |
اقرأ المزيد |
المسألة التربويّة: خسوف التعليم في المجتمع الإستبدادي : العدد 13 - 2012/09/21 |
إن المتأمل في واقع حياة المجتمع اليوم وآليات سيره سيدرك الكم الهائل للفجوة القائمة بين مختلف مكوّناته : بين التكوين والتشغيل وبين المدرّس والمتعلّم والمنظومة التربوية ككل. لماذا تخرّج المدرسة آلاف الناجحين وآلاف العاطلين عن العمل، هؤلاء أنفقت عليهم مبالغ طائلة من المجموعة الوطنيـــة ثمّ سدّت في وجوههم أبواب الشغل. هل هي مسؤولية المدرسة؟ أم هي فشل السياسة التربوية؟ أين يكمن الخلل؟ وما سبيل العلاج؟ لقد عرفت المدرسة التونسية عديد التجارب الإصلاحية منذ الاستقلال. في الثمانينات والتسعينات تجارب فاشلة يعرفها القاصي والدّانـــي جعلتهــا تتخبّـــط في الارتجالية والقرارات السياسية المسقطة، تحوّلات غريبة شهدها قطاع التعليم وما تجارب الكفايات الأساسية إلا أنموذج على البؤس. |
اقرأ المزيد |
الديمقراطية أو الترويض الجديد للبشرية.. هل من سبيل للخروج !؟ : العدد 3 - 2012/05/04 |
إنّ المهتمّين بالشأن الديمقراطي في بلادنا يستعملون مصطلح الديمقراطية ككلمة حق أريد بها باطل. فإذا كانت مجتمعات أوروبا بالأمس قد حملت معها أفكار الثورة الفرنسية من حرية وعدالة ومساواة، فإنّ الإنتلجنسيا العربية في عالمنا الفكري والسياسي لا تزال تردّد هذه الشعارات ولم تقدّم الحلول لأنّها لم تربَّ على مفهوم احترام الآخر واحترام الذات البشرية. فكيف يمكن أن يطالب الفقير بالتعامل بنفس المعايير ومفاهيم الحياة المتاحة للأغنياء ؟ وهل بإمكان المعدم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا أن يكون ديمقراطيا أو يحكم بالمعايير نفسها التي يختار بها الأفراد في الغرب ناخبيهم وحكّامهم ؟ ما مفهوم التحضر والرّقيّ ؟ هل هو المال والصناعة والمشاركة في القرار أم بالأخلاق واحترام الغير واحترام القانون ؟ إنّ أغلب سكّان العالم من الفقراء. ففي فرنسا وحدها يوجد أربعة ملايين عاطل عن العمل أي أربعة أضعاف ما في بلادنا ولم نسمع أحدا اعتصم أو قطع طريقا !؟ إنّ بناء الوطن وبناء الإنسان يبدأ بالتربية أي تربية الإنسان على قيم المواطنة والديمقراطية والحوار المشترك بين مكوّنات المجتمع المدني لكأنّ الحرية التي ثار من أجلها المجتمع أصبحت حرية التظاهر والتجمهر والاعتصام : حرية المطالبة بالحقوق السياسية والاجتماعية بدون القيام بالواجبات !... |
اقرأ المزيد |