هناك فصيل من البشر يكرهون الحقّ الذي أنزله اللّه على رسوله ﷺ لهداية النّاس، ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه، ومن ثمّ فهم يحنقون على من يسلكون الصّراط السّوى بل ويعادونهم ويبغضونهم كما قال عنهم ربّهم ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (الحج: 25) وأكثر من ذلك﴿وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ (الأعراف: 45) وسرّ ذلك أنّهم يجهلون الحقّ المبين، ومن جهل شيئاً عاداه ﴿وإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ (الأحقاف: 11).. ومثل هؤلاء قلّما ينتفعون بوعظ أو يرقى الى قلوبهم بيان، فهم لا يتهيّبون من وعيد أو يتبصّرون بالآيات والنّذر، فهم عمي وصمّ وبكم في الظّلمات، ولو أنزل اللّه لأمثالهم من الآيات الحسّية والمادّية ما يسدّ الخافقين ما اهتدواْ إليها سبيلا ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾ (الأنعام: 111) .. ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ﴾ (الحجر: 14-15) غير أنّك تجد أحدهم يحّرك شفتيه يتشدّق بالكلام مجادلة وسفهاً﴿إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ﴾ (الأنعام: 121)
|